السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للثقافة» تقطع شوطاً كبيراً لتوثيق التراث المحلي

«أبوظبي للثقافة» تقطع شوطاً كبيراً لتوثيق التراث المحلي
30 سبتمبر 2009 01:40
تتميز إمارة أبوظبي بتراث ثقافي غير مادي غني في مجالات الأدب الشفهي والفلكلور والتقاليد والمعتقدات الشعبية والحرف والأعمال اليدوية التقليدية والأغاني والرقصات فضلاً عن الألعاب، وذكر تقرير صادر عن إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن الهيئة تعمل على حماية التراث الثقافي غير المادي بالتعاون والتنسيق مع منظمة «اليونسكو» من خلال عمليات البحث والجرد والتوثيق للتاريخ الشفهي والتقاليد والقيم المحلية في أبوظبي. وتسهم هذه النشاطات بشكل كبير في توثيق وحفظ الثقافة التقليدية وتشجع على تطوير مبادرات محلية جديدة في مجال الآداب والفنون والحرف اليدوية. وأوضح التقرير أن التراث المعنوي يتمثل في الحرف والصناعات التقليدية والزي الإماراتي والأغاني والرقصات والرياضات التقليدية والأكلات الشعبية الإماراتية والحياة البحرية. وحول الحرف والصناعات اليدوية لفت التقرير إلى أن المكتشفات الأثرية في الإمارات أظهرت أن سكان المنطقة كانوا يتقنون العديد من المهارات الحرفية منذ زمن بعيد يعود إلى سبعة آلاف سنة، مشيراً إلى أن القبور والمباني التي اكتشفت في مواقع مثل «أم النار» في أبوظبي و»هيلي» في مدينة العين ضمت أدوات وفخاريات معظمها مزخرف بأرقى المعايير الفنية وحلي وقطع مصنوعة من المرمر. وهناك ثماني حرف وصناعات يدوية خاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة وهي الفخار والخوص «حياكة سعف النخيل والسدو والغزل والتلي والتطريز وصناعة المجوهرات والصناعات الجلدية والنجارة والصناعات الخشبية». ملتقى الثقافات وذكر التقرير أن أبوظبي أصبحت اليوم ملتقى الثقافات العالمية الحديثة حيث تستضيف مسارحها مختلف العروض والأداءات وتقدم دور السينما فيها أحدث إنتاجات استوديوهات هووليود وتعرض قنواتها التلفزيونية باقات متنوعة من البرامج التي ترضي كافة الأذواق والفئات العمرية لافتاً الى أن الدولة تتمسك بتقاليدها الشعبية التي تعكس الكثير من شخصية وتاريخ شعبها. وإن كان هناك شح في المصادر الموثقة المتعلقة بنمط حياة الناس في الإمارات قديماً فإن البلاد تزخر بثروة كبيرة من التقاليد الشفهية في شكل قصص شفهية وأغان ورقصات وقصائد شعرية. ويعتبر «الرزيف» من أهم مظاهر الفنون الشعبية الإماراتية وهو عبارة عن أداء صوتي يؤدى بأسلوب شعري أما رقصة «العيالة» فتجمع بين الغناء والرقص وهي رقصة حربية في الأصل ترمز إلى النصر بعد المعركة وهي تؤدى الآن للترحيب بكبار الشخصيات التي تزور أبوظبي وتعتبر تجسيداً للقيم التاريخية والثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة وهناك رقصة مماثلة تسمى «الحربية» تتميز بالأهازيج وإلقاء القصائد الشعرية. ويعتبر «المالد» أو «المولد» نوعاً مختلفاً من أنواع الفن الإماراتي حيث تدور مواضيع أغانيه الطويلة حول الدين وسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأعماله العظيمة. «الصقارة» رياضة الصبر والتعاون وأشار تقرير إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث إلى أن الصقارة تعتبر من أبرز الرياضات التقليدية التي مارسها العرب لأكثر من ألفي عام حيث انتقلت مهاراتها عبر الأجيال، وتعتمد رياضة الصيد بالصقور على الصبر والتعاون بين الطائر والصقار، فنتيجة معاملته لطائره برفق ورحمة يحصل الصقار على ثقة طائره وطاعته. وفي كتابه «صيد الصقور: تراثنا العربي» يصف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله الأساليب الأساسية في اصطياد الطيور. وقد استطاع صقارو الإمارات ابتكار أساليب خاصة بهم لتربية الصقور وإكثارها حيث يعتبرها المهتمون بهذه الرياضة في العالم من أفضل الأساليب في هذا المجال.. وفي عام 1996 أقيم في العين أحد أضخم المشاريع المتعلقة بالحفاظ على الصقور وإكثارها. وتطرق التقرير إلى الكلاب السلوقية مشيراً إلى ان البدو درجوا على تربية الكلاب السلوقية منذ آلاف السنين. ويوفر «مركز السلوقي العربي» في أبوظبي مرافق ممتازة واستشارات مهنية متخصصة بالتربية والسلوك ونظام التمارين والحمية الغذائية والصحة العامة لكلاب السلوقي. أما سباقات الهجن فقد ذكر التقرير انها في الأصل كانت رياضة يمارسها البدو فقط غير أن شعبيتها تنامت مع الوقت. واليوم يوجد 15 مضماراً مجهزاً بجميع المرافق على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعتبر مضمار سويحان « الذي يبعد 130 كيلومتراً عن أبوظبي» ومضمار العين «ويبعد نحو 25 كيلومتراً عن مدينة العين» الأماكن المثالية للاستمتاع بمشاهدة ومتابعة هذه الرياضة المدهشة. ويعد سباق الجمال قطاعاً رياضياً رئيسياً يوفر تسعة آلاف وظيفة ويتولى رعاية «14» ألف جمل. وقد تم حظر استخدام الأطفال في سباقات الهجن منذ أعوام حيث يتوجب اليوم على راكبي الهجن ألا تقل أعمارهم عن 16 عاماً وألا يقل وزنهم عن» 45 « كيلو جراماً غير أن استخدام الرجل الآلي بنظام التحكم عن بعد أصبح منتشراً وله شعبية كبيرة. رياضات بحرية وعن سباقات القوارب الخشبية «الدهو» أشار التقرير إلى أن بناء «قوارب الدهو « في دولة الإمارات لا يزال من التقاليد المزدهرة إلى يومنا هذا، وعلى الرغم من استبدال الأشرعة البيضاء بمحركات الديزل إلا أن القائمين على بناء القوارب يحافظون اليوم على المهارات المبتكرة منذ قرون في تصميم الشكل الخشبي المقوس. ويبدأ موسم السباقات في سبتمبر من كل عام وتشارك فيه فرق تتكون من «12 « شخصاً من مواطني دولة الإمارات، وتستمر المنافسة على مدار تسعة أشهر حيث تتنافس الفرق على نيل جوائز مادية ضخمة والأهم من ذلك الحصول على شرف المشاركة ودعم تقليد قديم من تقاليد البلاد الأصيلة. وتعتبر ساحة بناء مراكب «الدهو « في البطين في أبوظبي المكان المثالي لمشاهدة هذه الحرفة القديمة حيث يتم تصنيع أفضل مراكب السباق في دولة الإمارات بالاعتماد على الأدوات اليدوية والخبرة والمهارات الأصيلة دون الحاجة إلى وضع التصاميم أو الرسوم. مأكولات تاريخية وحول المأكولات الشعبية الإماراتية فقد جاء في التقرير أن دولة الإمارات على غرار معظم البلدان المتطورة تقدم سلسلة واسعة من المطاعم الأوروبية والآسيوية والأميركية إلى جانب المطاعم المتخصصة في الوجبات السريعة. أما المطبخ المحلي فتعود أصوله إلى نحو سبعة آلاف سنة خلت. ويعرف سكان أبوظبي الأوائل بكونهم صيادين مهرة حيث كشفت الحفريات الأثرية عن بقايا نبال ورماح وغيرها من أدوات الصيد. وعلى الرغم من زراعة الخضار مثل الخيار واليقطين والبصل إلى جانب الليمون والرمان والشمام فإن القمح والتمور المزروعة في الواحات كانت تشكل الغذاء الرئيسي للبدو لا سيما وأن التمور يمكن الاحتفاظ بها لمدة طويلة كما يمكن أكلها طازجة أو مجففة وحملها بكل سهولة ويسر ناهيك عن فوائدها الغذائية الكبيرة. وهناك أكثر من مائة نوع من أنواع التمور المعروفة. ومنذ آلاف السنين كان القمح يستعمل في صنع الثريد أو العصيدة أو يطحن ليتحول إلى دقيق الخبز الذي يطهى على الفحم أو في الرمال الساخنة. كما كان حليب النوق والماعز والأغنام يوفر مكونات صحية إضافية للنظام الغذائي للبدو حيث كان يتم مخضه ليتحول إلى زبدة أو يستعمل كزبادي أو جبنة. كما كان غذاء البدو يتضمن العسل وأوراق الخضار وبيض السمك والكمأة والفطر ومع ذلك كان اللحم ولا يزال أهم عنصر في الغذاء. معرض تراثي على هامش الاجتماع أبوظبي (الاتحاد) - نظمت إدارة التراث المعنوي بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث معرضاً تراثياً يشتمل على مجموعة متنوعة من المشغولات التراثية والملابس الوطنية والصور المعبرة عن بيئة الإمارات التي تزخر بعبق التاريخ والأصالة. ويضم المعرض الذي أُقيم أمس ضمن الفعاليات المصاحبة للاجتماع الرابع للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غيرالمادي بـ»اليونسكو» المنعقد حالياً في أبوظبي ويستمر 5 أيام في فندق أبوظبي انتركونتنتنال منتجات تراثية مصنوعة من الخوص «سعف النخيل». وأصبحت الخوص صناعة متكاملة تعتمد على حياكة سعف النخيل لصناعة أدوات مثل السلال والمراوح والحصائر وأغطية الأرضيات، إضافة إلى عرض مجموعة من الثياب التقليدية للمرأة الإماراتية المطرزة بـ»التلي»، وهو نوع من التطريز يتم فيه استخدام خيوط ملونة يتم جدلها لتزيين صدر وأكمام الثوب التقليدي الإماراتي. كما يشتمل المعرض على بعض الصناعات الحرفية والصناعات التقليدية اليدوية كالغزل والمنسوجات اليدوية والمشغولات اليدوية الأخرى كالسدو والخوص وغيرها من الحرف التي تعكس الطابع التراثي الأصيل للإماراتيين المنطقة والسعي لتأصيلها في وجدانهم، إضافة إلى عرض خيمة بدوية من السدو وبعض الوسائد الأرضية للمجالس والحصائر. وأبدى المشاركون في الاجتماع إعجابهم بحسن الاستقبال وكرم الضيافة الإماراتيين، حيث تم استقبالهم في قسم المأكولات الشعبية التقليدية، بالقهوة العربية رمز الضيافة والكرم. وتضمن المعرض صوراً عن سباقات الهجن وسباق القوارب والصيد والملابس الوطنية ونقش الحناء كعناصر رئيسية من التراث المعنوي في دولة الإمارات العربية المتحدة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©