الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباءات تخرج إلى فضاء العالمية بخطوط معاصرة وألوان زاهية

عباءات تخرج إلى فضاء العالمية بخطوط معاصرة وألوان زاهية
29 مايو 2010 21:33
تعد المصممة الواعدة عبير السويدي، نسيجاً مختلفاً ومتميزاً عن بقية المصمّمات الإماراتيات، وبالرغم من اتجاهها لتصميم العباءة والشيلة التقليدية التي تميّز المجتمعات الخليجية، فقد حرصت منذ بداياتها على التعبير عن رؤيتها الخاصة وأسلوبها المتفرد في مجال الأزياء، لتقدمها بشكل مختلف، ومعاصر، معتمدة البساطة والانسيابية مع مواكبة أحدث اتجاهات الموضة العالمية. رغم دراسة المصممة عبير السويدي للإخراج التلفزيوني، إلا إنها لم تجد نفسها فعلاً إلا بعد أن عادت إلى شغفها القديم وعشقها الحقيقي للرسم والتصميم والفنون بشكل عام، تقول السويدي “بدأت هوايتي بالتنسيق، الرسم، واللعب بالقماش منذ الطفولة تقريباً، ولكني لم أفكر بالموضوع بجدية إلا بعد التخرج، فأنا لم أر نفسي محاصرة ضمن روتين الوظيفة ومتطلباتها، وبعد عدة محاولات بدأتها برسم كوشات الأعراس، ثم الديكور المنزلي، وشغل الاكسسوارات، قررت أن أحترف تصميم الأزياء، وحينها فقط وجدت ذاتي واكتشفت موهبتي، فانطلقت في مجال خياطة العباءات، وفتحت مشروعي الأول تحت ماركة “أوش” بداية 2009، لأعرض من خلاله موديلاتي مع تصميمات أخرى لنخبة من المصممين الموهوبين الشباب”. رؤية عصرية لعل اختيار السويدي التخصص في هذا الزيّ التقليدي بالذات، جاء ليرضي رغبة ويلبي حاجة، فهي وشريحة كبيرة من بنات جيلها من الفتيات الجامعيات، الموظفات، الطالبات، لا يجدن أنفسهن مؤطرات ضمن البرواز الكلاسيكي والشكل المتعارف عليه للعباءة، بل يبحثن عن طراز مختلف، ومظهر أكثر عصرية وحداثة لارتدائها، أسلوب جديد يتناسب مع نمط الحياة، والأجواء النهارية، والشكل العملي الذي تنشده الشابات، ولكونها مصممة صاحبة رؤية بعيدة، وحس عال بالأناقة والجمال، فقد ارتأت ألا تأخذ من التراث إلا إطاره العام، مبتعدةً عن التفاصيل، واضعة بصمتها الخاصة ولمساتها المتميزة، وموظفة خيالها في استحضار خطوطاً من الموضة العالمية، ودمجها بذكاء مع الطراز الشرقي، ليتحول تصميم العباءة عندها من مجرد زيّ تقليدي، إلى قطعة معاصرة تتماشى مع الزمن الحاضر، وهي تعلل هذا الأمر فتقول “طبيعة المرأة الخليجية والعربية اليوم اختلفت عن الماضي، وهي بخروجها للدراسة وسوق العمل، وانفتاحها على العالم الخارجي أصبحت مواكبة لمعظم اتجاهات الموضة الغربية، وبلا شك هذا الانفتاح والاختلاط يتطلب حضوراً للبساطة والعملية في كل شيء، وخاصة في أسلوب الملابس، لذلك وجب تطوير العباءة والشيلة وإخراجها من شرنقة الماضي لتنطلق في فضاء الحداثة، وتتماشى أكثر مع متطلبات الحياة السريعة، بشرط أن لا تفقد روحها وخصوصيتها التي تميّزها عن غيرها من الأزياء”. أقمشة مختلفة تبين السويدي “هدفي خلق توازن بين ما نعيشه وما نرتديه، بمعنى مد جسور تواصل بين الماضي والحاضر، إرضاءً لذوق شريحة كبيرة من النساء الخليجيات، اللواتي يرغبن بالتغيير ولكن ضمن حدود، لذا طوعت العباءة الجديدة لتكون بسيطة، خفيفة، أنيقة، ومرغوبة، تلبسها الفتيات بثقة أثناء الدراسة والعمل، ولا تتخلى عنها خلال السفر”. ولتواجه التحدي، وتحدث التغيير المطلوب، لم تر السويدي أن عليها التعاطي مع الأقمشة المعروفة والمألوفة عادةً في خياطة العباءات، بل فضلت أن تجنح بخيالها وتلجأ لاستخدام خامات جديدة وغير دارجة على الإطلاق في تفصيل هذا الزيّ، واضعة في الحسبان حرارة الأجواء والرطوبة العالية التي تطبع مناخ بلدان الخليج، لذا اختارت أن تصمّم معظم عباءاتها بقماش مميّز ونوعية جيدة من القطن المطاط “الستريتش”، لتتحقق الانتعاش وتتفادى الحر والرطوبة، كما زينت تصميماتها بألوان حارة، زاهية، وقوية تعبر عن طبيعة الصحراء وفورة المشاعر وحب الحياة، تقول “أجواؤنا تتطلب خامات وأقمشة عملية لتتماشى معها، لذا أجريت عدة اختبارات ولمدة شهور لأتوصل للنوعية التي تنسجم مع أفكاري، تلك التي تتميز بملمس ناعم وتتنفس منتعشة، فتتمدد وتنكمش دون أن تفقد طواعيتها أو مرونتها، وكحلتها بلمسات أنيقة من الألوان الشرقية المبهجة التي تنبض بالمرح والانطلاق”. وتضيف “ابتكرت ما يسمى بـ”البنطلون العباءة” أي تلك التي تشبه طراز علي بابا، وأضفت عليها خلخال شغل يدوي ليلّف حول القدم، كما صممت العباءة التراثية ذات “الطربوشة” أو الفرنشة والتي أنزلتها تحت اسم “المعلم”، ثم تلك التي تلبس بأكثر من طريقة، والتي جاءت باسم “بانتا”، ومؤخراً قدمت العباءة “اللولي بوب” وميزّتها بألوان فسفورية ساطعة، وهكذا في كل موسم أحاول أن أضع أفكارا وأشكالا جديدة وغير مطروقة لموديلات العباءة والشيلة”. بلد الفرص تفسّر المصممة عبير السويدي ظاهرة الاتجاه للتصميم والتصوير والفن بشكل عام، فتقول “الثورة الثقافية والفنية التي تشهدها الإمارات والمواكبة للتطوّر العمراني والاقتصادي في الدولة، مع الانفتاح الاجتماعي على العالم هيأ المناخ المناسب لظهور مجموعة كبيرة من الشباب والشابات في كل مجالات الفنون، وهي ظاهرة صحية في نظري لأنها تؤسس لجيل جديد من المبدعين والموهوبين الذين سيساهمون في نهضة المجتمع وتطوره، ولكن لكل ظاهرة سلبيات، ولا شك أن وجود فئة لا تتمتع بالموهبة الحقيقية وتعمد للتقليد ونسخ الأفكار، هو أمر يبعث على الإحباط، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والإمارات دائماً كانت بلد الفرص وأرض الأحلام، وهي تخلق فرصاً وإمكانات، وتحقق سبل النجاح والشهرة للطامحين والمجتهدين من أبنائها”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©