الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلعة بيت الحكم شاهد على مسيرة أم القيوين عبر التاريخ

قلعة بيت الحكم شاهد على مسيرة أم القيوين عبر التاريخ
29 مايو 2010 21:37
هناك في المنطقة الشمالية، وعلى بعد 50 كيلومتراً من إمارة القيوين، حيث الهدوء المتناهي والبعد عن حياة المدينة بضجيجها، تقع منطقة فلج المعلا التي بقيت على الدوام أروع الأماكن للاستجمام عند أهالي الإمارات، نظراً لمناخها المعتدل ووفرة المياه بها، وهو ما جعل اللون الأخضر ينتشر في بقاعها ويجعل منها واحة صحراوية بامتياز. يقول خليفة الغفلي أحد أبناء فلج المعلا، إن المنطقة تبلغ مساحتها حوالي عشرة كيلومترات مربعة، واشتهرت على مدى مئات السنين بالنخيل، حتى أن البعض أطلق عليها واحة النخيل لكثرة نخيلها، وأوضح أن اسمها «فلج المعلا» مشتق من الفلج، ويعنى مجرى الماء، لكثرة المياه التي يجري بها سواء الذي ينبع من باطن الأرض، أو من أعالي الجبال، ويجري بعد ذلك في جداول، أما المعلا فهو اسم العائلة الحاكمة لإمارة أم القيوين، والتي سكنت تلك الأرض منذ قرون عديدة. ويشير إلى أن أهم معالم فلج المعلا هو قلعة بيت الحكم، والتي تجري لها الآن أعمال صيانة لإعادتها لرونقها، وحالها القديم يوم أن كانت مقراً للعائلة الحاكمة في أم القيوين والقلعة تم تشييدها في بداية القرن التاسع عشر إبان حكم الشيخ عبدالله بن راشد الأول الذي حكم إمارة أم القيوين من 1800-1853م، والحصن أو القلعة عبارة عن بناء مربع الشكل ذي برجين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية، والآخر في الجهة الجنوبية الغربية، ويحتوي على مجلس كبير للحاكم، بينما تطل ردهاته على فناء داخلي، وتحيط به العديد من أبراج المراقبة، وكان يستخدم قديماً في حماية الجهة الشمالية والبرية لإمارة أم القيوين. إلى ذلك، هناك ثلاث قلاع أخرى موزعة على زوايا فلج المعلا، تم ترميمها بالكامل خلال السنوات الماضية في إطار اهتمام المسؤولين هناك بالحفاظ على كل عناصر التراث والشواهد التاريخية الموجودة في المنطقة. ويلفت الغفلي، إلى أن الاستنزاف المستمر لمياه الآبار نتيجة قلة مياه الأمطار في السنوات الأخيرة، مما دفع هيئة الآثار إلى التخطيط لبناء سور حول واحة النخيل الموجودة في فلج المعلا، لتكون محمية طبيعية، ومرتعاً للطيور والحيوانات الأليفة بأنواعها، بحيث تتحول الواحة إلى متنزه طبيعي لأهالي المنطقة وزائريها، فضلاً عن أن قلعة الحكم سيتم تحويلها أيضاً إلى متحف يشهد على مسيرة المنطقة والإمارة عبر التاريخ. ويزيد الغفلي في الحديث عن فلج المعلا، واصفاً إياها بأنها كانت مقصداً للمصطافين لما حباها الله به من مناخ معتدل وماء وفير ونباتات مثمرة مثل الخضراوات بأنواعها والليمون والمانجو، كما كانت تمثل منطقة وصل وطريقاً يربط بين مدن الدولة الساحلية والمناطق الشرقية وعمان، وقديماً كان مصدر الدخل الرئيس لأهل المنطقة يتحقق من زراعة النباتات اعتماداً على مياه الأمطار والآبار والرعي في الأماكن المحيطة. ولكن بعد قيام الاتحاد، وانتشار مظاهر الحياة المدنية، وانتقال الأهالي إلى السكن في منازل حديثة بدأ اعتمادهم يزداد على الوظائف الحكومية والقيام ببعض المشروعات التجارية. ويوضح الغفلي أن فلج المعلا الآن تتمتع بكافة المرافق العصرية، من قسم شرطة، ومركز صحي على أرقى مستوى، ومكتب بريد، ومحكمة شرعية، ومحطتي بترول، وأربع مدارس لمراحل التعليم المختلفة، كما أنَّ المنطقة في حالة تحديث مستمرة، خاصة أن حاكمها صاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، يهدف إلى إحداث تطوير شامل في المنطقة لتكون مدينة جذب سياحي يقصدها المقيمون في الدولة، وكذا السائحين عبر إعدادها بالشكل الملائم.
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©