الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راحيل حطمت أصنام أبيها وصبرت على فقد يوسف

10 ابريل 2014 20:35
السيدة راحيل واحدة من نساء الأنبياء اللائي سجل التاريخ مواقفهن في دعم الرسالات السماوية، فكانت مثالا للزوجة الوفية والأم العطوف والمرأة العابدة الشاكرة والصابرة. وعندما بلغ نبي الله يعقوب عليه السلام سن الزواج، أشار عليه أبواه بأن يتوجه إلى خاله «لابان» في أرض «حران» بالعراق ليخطب إحدى ابنتيه، فقد آمنتا بدين إبراهيم عليه السلام، ولما قدم على خاله في أرض حران، وجد له ابنتين وهما: «ليان» الكبرى، و«راحيل» الصغرى، وكانت «راحيل» أوتيت حظا من الذكاء، وكانت تفوق أختها في الحسن فتقدم يعقوب عليه السلام إلى خاله وخطب منه ابنته «راحيل» وسأله خاله: هل من مال أزوجك عليه ابنتي «راحيل»؟ فقال يعقوب: لا يا خالي، إنني غريب هنا ولكني مستعد للوفاء بما تطلب مني. وتابع: يا خالي إن شئت أن تأخذني أجيرا حتى تستوفي صداق ابنتك «راحيل» فأنا على استعداد لذلك. وعندئذ قال له خاله وقد ظهرت عليه أمارات الرضا: قبلت، وأن صداق «راحيل» أن تأجرني 7 سنين. فقال يعقوب: قبلت، فزوجني «راحيل» وهي شرطي، ولك أن أخدمك 7 سنين، وأجاب لابان يعقوب على شرطه. الزفاف وجمع الناس أخذ يعقوب يرعى لخاله سبعة أعوام، فلما وفى بشرطه، صنع خاله طعاما من أجل الزفاف وجمع الناس عليه، وأقبل ليل ذلك اليوم، ودخل يعقوب خيمته، فوجد أن خاله زوجه «ليان»، وجاء يعقوب لخاله لابان غاضبا فقال له: غدرت بي، وإنما خطبت إليك «راحيل»، فقال خاله: رويدك يا ابن أختي، فأنا لم أخدعك، إنه ليس من عاداتنا في هذه البلاد أن نزوج الصغرى قبل الكبرى، وهل تريد أن تدخل على خالك العار والسبة بهذه الفعلة؟ قال يعقوب: معاذ الله. فقال خاله: إن أحببت «راحيل» أن تكون زوجة لك فاعمل لي 7 أعوام أخرى. وانقضت سبع سنين، وأنجب يعقوب خلالها أولادا من زوجه «ليان»، وجاء اليوم الذي ينتظره يعقوب وزفت إليه «راحيل» وكان جائزا في ملتهم زواج الأختين، ثم نسخ ذلك فيما بعد في شريعة التوراة. الغيرة يرى مفسرون أنه لما توفيت «ليان»، تزوج يعقوب «راحيل». ووهب «لابان» لكل واحدة من ابنتيه جارية، فوهب إلى ابنته الكبرى «ليان» جارية اسمها «زلفى»، ووهب للصغرى «راحيل» جارية اسمها «بلهى». ولم تنجب «راحيل» في بداية زواجها من يعقوب، وتأخر عليها الولد، ورأت أن أختها «ليان» أنجبت أربعة أولاد، وكادت الغيرة تلعب بها عندما نذرت أن تهب لزوجها يعقوب جاريتها «بلهى»، ووهبت «ليان» له جاريتها «زلفى» منافسة لأختها «راحيل»، وولدت كلا الجاريتين ليعقوب. ولما رأت «راحيل» أن أختها «ليا» والجاريتين «زلفى» و»بلهى» ولدن لزوجها يعقوب ولم تلد هي، فتوجهت إلى الله ودعته أن يهب لها غلاما، فاستجاب الله عز وجل لدعاء «راحيل» وأكرمها، فحملت ثم ولدت له غلاما عظيما شريفا حسنا جميلا مخلصا سمته يوسف، وكان يوسف عليه السلام أشبه الناس بجدته لأبيه سارة زوج إبراهيم عليه السلام، ولذا فقد كان أحب أبناء يعقوب إلى قلبه، وكان ليعقوب عليه السلام اثنا عشر ولداً من أربع أزواج. أرض العراق ظلت «راحيل» مع زوجها يعقوب قرابة عشرين سنة في العراق، وكانت «راحيل» تؤمن بالله عز وجل وتعبده مع زوجها يعقوب، وكانت فكرة الأصنام منتشره في بلاد أبيها، وودت لو استطاعت تحطيم جميع تلك الأصنام التي أضلت كثيرا من الناس. وأوحى الله تعالي إلى يعقوب أن يرجع إلى بلاد أبيه في المقدس ويترك العراق. وهمس يعقوب إلى أهله وأولاده بما أوصاه ربه، فامتثلوا لأمره، وأجابوه طائعين، وفي مقدمتهم «راحيل». عندئذ حمل يعقوب أهله وماله وانطلق نحو بلاد أبيه، بينما أخذت «راحيل» أصنام أبيها لتلقيها في النهر، ولم يشعر أحد بما صنعت «راحيل». وجاء يعقوب إلى أبيه إسحاق -عليهما السلام- فأقام عنده في قرية «حيرون» في أرض كنعان، وهناك حملت «راحيل» فولدت غلاما هو بنيامين وهو شقيق يوسف عليه السلام. وكانت راحيل عوناً لنبي الله يعقوب عليه السلام عند فقد يوسف عليه السلام، فكافأها الله على صبرها بأن صارت أماً لنبي وأماً لملك مصر وعاشت في كنفه راضية حتى توفاها الله ويقال إنها توفيت بمصر، ولكن أغلب الظن أنها عادت إلى بيت المقدس لتموت وتدفن هناك. (القاهرة - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©