الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الكعبي: التطوع واجب وطني وحق إنساني في التكافل

محمد الكعبي: التطوع واجب وطني وحق إنساني في التكافل
29 مايو 2017 18:24
هناء الحمادي (أبوظبي) يظل العمل التطوعي منهجاً اجتماعياً وإنسانياً وسلوكاً حضارياً ترتقي به المجتمعات، وأصبح الآن يمثل التكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع، حيث العمل التطوعي ارتبط بكل معاني الخير والعمل الصالح، باعتباره ممارسة إنسانية. محمد الكعبي الذي يملك خبرة 25 عاماً في التطوع، ومن يقترب من سجله يدرك أنامله الخيرة التي وصلت إلى مشارق الأرض ومغاربها، فرغم أنه ضابط متقاعد من القيادة العامة لشرطة أبوظبي ومدرب معتمد في العلم التطوعي وعضو مؤسس في الجمعية الخليجية للمعل التطوعي، ومؤسس فريق عين الإبداع التطوعي الذي يتكون من أكثر من 200 متطوع، وكذلك له دور بارز كمتطوع في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية ووزارة تنمية المجتمع، ومتطوع في صندوق الزواج، وحاصل على لقب «سفير السلامة المرورية»، إلا أنه يخوض غمار العمل التطوعي طواعية، يقدم العون والمساعدة ولا ينتظر مقابلاً سوى ابتسامة صغير، ودعوة أم مثقلة بالهموم، وشيخ كبير طاعن في السن ينتظر المساعدة منه. حب الكعبي للعمل التطوعي طوال هذه الفترة جاء من حقيقة أنه وجد في قيادتنا الرشيدة والآباء القدوة الحسنة، سار على نهجهم وأثر تجربة الدولة في هذا المجال الخيري، في ساحات العطاء الإنساني ليس في عام الخير فقط، وإنما على الدوام؛ لأنهم على يقين تام بأن التطوع يعتبر واجباً وطنياً، وحقاً إنسانياً في التكافل والتواصل والتعاضد. 30 خيمة رمضانية الكعبي طوال الثلاثين يوماً، دائماً ما يكون وقته ما بين العمل الوظيفي والعمل الإنساني التطوعي، فهو يجد راحته في ذلك، لكن يظل شهر رمضان الكريم له روحانياته التي تختلف عن بقية الشهور الأخرى، فهو يكون مكلفاً من قبل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية «فرع العين» بالإشراف على الخيم الرمضانية التي يصل عددها إلى 3 خيام. ويقول: «من أهم مهامي الأساسية في رمضان هو الإشراف على الخيمة الرمضانية وسير العمل بها، حيث لا بد أن أعمل على ذلك طوال 30 يوماً من متابعة وتنسيق وإشراف على المتطوعين وأدائهم في إيصال وجبات الإفطار إلى كل خيم إفطار صائم، وهذا يتطلب مهارة وخبرة في ذلك لنجاح سير العمل وسط أجواء روحانية وعمل دؤوب لا يتوقف، فالكل يعمل كخلية واحدة، يهدف إلى إطعام الصائمين الذين يتوافدون من كل الجنسيات والأعمار من أجل تناول تلك الوجبات التي توزعها هيئة الهلال الأحمر على الخيم في شهر الخير والعطاء». «رمضان أمان» رحلة العطاء والخير تتواصل في سجل الكعبي، فهو لم يتوقف عند هذه المشاركة، بل له دور فعال كمتطوع مع جمعية الإحسان الخيرية من خلال مبادرة «رمضان أمان» التي ترمي إلى الحد من الحوادث المرورية، خلال الشهر الفضيل، خاصة قبيل وقت الإفطار، وذلك بقيام الفرق التطوعية بتوزيع وجبات الإفطار في التقاطعات والطرقات الرئيسة في جميع أنحاء الدولة، بالشراكة مع وزارة الداخلية، وعدد من المؤسسات الوطنية، وهذا العام ضمن مبادرات عام الخير سيتم التوسع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ومملكة البحرين، ومن المتوقع هذا العام توزيع مليون وجبة إفطار صائم، وزيادة عدد المتطوعين في برنامج الحملة، مؤكداً نجاح المبادرة خلال السنوات الماضية في مشاركة العديد من الشباب في التطوع، والعمل من أجل حماية مستخدمي الطريق في رحاب الشهر الفضيل. وبالرجوع إلى العمل الخيري التطوعي في حياة الكعبي، فهي كثيرة وممتدة في كثير من الدول، وأهمها المشاركة في إعادة الأمل في اليمن، ويقول عنها: كنت ضمن أولى الفرق الإغاثية التي تنطلق إلى عدن وتعيد الحياة والأمل في المدارس التي تعرضت للهدم، من خلال الإشراف على ترميم 145 مدرسة في عدن، ويضيف «بفضل تلك الجهود الخيرية التي أسهمت بشكل كبير في عودة أبناء عدن إلى الحياة الطبيعية، رغم المنغصات التي يعانيها الكثير من أسر أبنائنا الطلاب، إلا أن دعم هيئة الهلال الأحمر الإماراتية الكبير يعبر عن مدى الترابط العربي وأواصر الأخوة بين اليمن والإمارات»، مشيراً إلى أن مدارس عدن ظهرت مع انطلاق العام الدراسي الجديد، زاهية بحلة جديدة، مجهزة بمختلف الاحتياجات من الأثاث المدرسي، وتزويد عدد كبير من تلك المدارس بأجهزة التكييف، ومدها بمستلزمات فنية مثل الكمبيوترات ومختبرات علمية ومهنية، بالإضافة إلى طرود الإغاثة التي تكفي الأسر المكونة من عدد كبير من الأفراد ويحتوي كل طرد على الأرز والطحين والسكر والزيت والملح وعلى الخضراوات والحمص والشاي، وإن دل ذلك فإنما يدل على مدى العطاء السخي لدولة الإمارات، الذي لا يقدر بثمن. لاجئ اليونان عالم التطوع يساهم في رسم الفرح والبهجة على الآخرين، وهي طريقة للوصول إلى مجتمع متحاب متكافل، يعزز العلاقات الاجتماعية بأشكالها كافة، كما أن العمل التطوعي يعطي روح الإخوة، هذا ما شعر به الكعبي، وهو ضمن أول فريق إماراتي تطوعي يدعم اللاجئين السوريين في اليونان، ويقول عن التجرية التطوعية: «تعتبر دولة الإمارات من الدول العربية والعالمية الأولى التي تساهم في إغاثة اللاجئين السوريين في اليونان، وهي بذلك أكدت للجميع الرسالة السامية والإنسانية التي تسعى لها من خلال رسم الخير والمحبة والعطاء لدى هؤلاء الذين أجبرتهم الظروف أن يعيشوا هكذا»، موضحاً أن الإمارات استطاعت فتح مخيمين للاجئين السوريين في اليونان، وكان دوري هناك هو اختيار وتجهيز المخيمات بالمستلزمات كافة، وكنت قائد الفريق الطبي أيضاً، لمساعدة الكثيرين من كبار السن والأطفال الذين بحاجة إلى العلاج الطبي بأنواعه كافة». ومن خلال هذا العطاء الخيري، استطاعت دولة الإمارات أن تعزز رسالتها الإنسانية العالمية تجاه المتأثرين من الأزمات والكوارث، وهذا امتداد لنهج الإمارات الإنساني يتسع المخيم للآلاف من الأشخاص، مع توفير مرافق متكاملة صحياً وتعليمياً، وهذا يدل على أن الإمارات الدولة الأكثر عطاء وسخاءً تجاه ضحايا الأحداث في سوريا»، حيث يقول إنه ساهم في هذا المهمة 3 مرات، وفي كل مرة يجد نفسه بين هؤلاء اللاجئين الذين يحتاجون إلى الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي، وفي كل يوم يؤكد أن أرض الإمارات ستظل أرض الخير والمحبة، تقدم الخير للجميع، وذلك بفضل قيادتنا الرشيدة التي استطاعت أن تحقق الكثير من صور الإنسانية في الكثير من بقاع العالم». ويضيف: «يكفي فخراً حين نجد أن دولة الإمارات هي الأولى عالمياً في المساعدات وفي العطاء الإنساني، نسبة إلى دخلها القومي، حيث بلغت مساعداتها 21.6 مليار درهم في 2013، متجاوزة بذلك أعلى نسبة حققتها أي دولة منذ 50 عاماً، فهي لا تقدم مساعدات مشروطة ولا تنتظر مصالح مقابلة، بل تريد الخير للجميع وللشعوب كافة، وهذا هو ما رسخه الآباء المؤسّسون لدولة الإمارات منذ تأسيس الاتحاد، وحثّ عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وتقتضيه مبادئنا الوطنية والإنسانية». فريق عين الإبداع التطوعي التطوع بابه كبير وجميل، يزرع الحب في قلوب من هم بحاجة إلى المساعدة، كما يرسم الأمل والحياة في الصغير والكبير، ومن أجل عطاء. عطاء التطوع في حياة «الكعبي» لم تقف عنده بل وصلت إلى أفراد أسرته، فالجميع له دور كبير في عالم التطوع ولهم الكثير من المبادرات التطوعية التي رسموا فيها الأيادي البيضاء للكثير من الأسر المتعففة والمحتاجة. ومن أجل ترسيخ ذلك الهدف استطاع الكتبي أن يؤسس فريق عين الإبداع التطوعي «الذي يضم 200 متطوع بدءا من الطلبة إلى المؤهلات الجامعية الذين لهم دور كبير بالمشاركة في الكثير من المبادرات التطوعية الإنسانية الخيرية. ويقول: يهدف الفريق في حملاته ومبادراته إلى نشر ثقافة العمل التطوعي، وتوعية المجتمع بأهميته وتدريب الأشخاص على تحمّل المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم، من خلال الارتقاء بقيمة هذا العمل، بالمشاركة الفاعلة لأفراد المجتمع، باستقطاب المهتمين وتشجيعهم لقيادة الأعمال التطوعية باحترافية إبداعية. فالكم طيب التفاصيل التطوعية الخيرية مستمرة في حياة الكعبي فتارة نجده يساهم في مبادرات هيئة الهلال الأحمر الإماراتية وتارة مع جمعية الإحسان الخيرية، لكن يبقى الخير مستمرا في حياته اليومية. ويقول عن المبادرات الإنسانية الأخرى في حياته «يمثل التطوع وجهاً آخر من وجوه عمل الخير، وهو باب يتسع للمقتدر والفقير على حد سواء، لأن فيه تبرعاً بالجهد والوقت والخبرة، ومن أجل ذلك وجدت في تلك المبادرات الخيرية الراحة النفسية حين أجد الجميع يشعر بالسعادة والفرح مثل مبادرة «فالكم طيب» المسجلة باسمه في «الهلال الأحمر»، والتي اقترحها على إدارة الهيئة، وحصل بها على موافقتها، وتهدف إلى تحقيق أمنيات أصحاب الهمم ولاقت صدى طيباً، وكذلك مبادرة «ساهم في بناء أسرتي» وهي للأسر المتعففة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©