الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال التوحد يمتلكون قدرات كامنة يكشفها العمل الدؤوب

أطفال التوحد يمتلكون قدرات كامنة يكشفها العمل الدؤوب
10 ابريل 2014 20:38
يتطلّب العمل في مجال التربية الخاصة، مهارة استثنائية وجهداً مضاعفاً لتلبية المتطلبات المختلفة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة التوحد وأهم من ذلك، يتطلب أن يتمتّع مربو الأجيال بتوازن نفسي ودافعية وحب وإخلاص لمهنته وللمتعلمين، ويؤمن بالرسالة التي يحملها، ويشعر بالراحة والرضا أثناء ممارسته لعمله، هذا ما أكده معلم التربية الخاصة محمد عبدالخالق داعياً إلى أن المختص على استعداد تام للتعامل مع الضغوط التي تقتضيها المهنة من متطلبات لفئات متنوعة من الأشخاص غير العاديين الذين يعانون من الإعاقات الحركية، والعقلية، والسمعية، والبصرية، أو الإعاقات المتعددة. عن عمله بهذا المجال يقول عبدالخالق: «أحببت مهنة التدريس منذ الصغر، لكن ما لم أتوقعه، وبالوقت نفسه أعتبره التحدي الحقيقي هو أن أكون معلماً لذوي الاحتياجات الخاصة بما يتطلّب ذلك من دراسات خاصة ودورات تدريب متفردة، وصبر وجلد على فهم واستيعاب أدق التفاصيل. مواجهة التحديات وعندما بدأ عبدالخالق العمل على أرض الواقع وجد أن التحدي أكبر أمامه، لكن بطريقة ما أعطاه ذلك حافزاً للمواصلة والاجتهاد في هذا المجال، حيث كان يعتبر ظهور أي تقدم في حالة الطفل ولو بشكل طفيف إنجازاً كبيراً يدفعه نحو الاستمرار في العطاء». ويكشف: عملي مع هؤلاء الأطفال علمني وأثرى خبرتي، فبقدر ما أضيفه إلى حياتهم وأساعدهم على بنائها بقدر ما أتعلم من أرواحهم الطاهرة المعاني الجميلة للإنسانية. ويعتبر أن اختبارات الذكاء للطفل ليست المعيار الحقيقي والنهائي الذي يجب البناء عليه في الخطة التعليمية الفردية بالنسبة للأطفال ممن لديهم اضطرابات التوحد، لأنه باعتقاده يكون لديهم مهارات وقدرات كامنة تظهر خلال العمل الدؤوب معهم، وقد لا يتاح لها أن تظهر في جلسة التقييم واختبارات الذكاء، والواقع هو أن بعض الأطفال ذوي التوحد ممن تقل أعمارهم عن خمس سنوات لا يستطيعون إكمال بعض أجزاء اختبارات الذكاء بسبب حركتهم الدائمة وعدم استقرارهم، ولكن حتى هؤلاء الأطفال يمكن تقدير مستويات ذكائهم اعتماداً على نتائج أجزاء الاختبار الذي يتمكنون من إكمالها. قياس القدرات ويذكر أن نتائج بعض الأطفال ممن لديهم اضطرابات التوحد أظهرت أداءً ضعيفاً عندما تكون الأسئلة لفظية في حين يكون الأداء عادياً عندما تكون الأسئلة غير لفظية، وأياً كانت نتائج اختبارات الذكاء، فإنه يلزم التوضيح أن تلك الاختبارات تحاول قياس القدرات المنطقية والإدراكية لدى أطفال التوحد ولا تقيس جوانب التفاعل الاجتماعي والتي يمكن أن تكون متدنية وحتى إن سجل الطفل درجة ذكاء عالية. برنامج منزلي ويقول: «هناك مثال لحالة طفل يدعى (راين) تم تشخيصه وهو في عمر تسعة عشر شهراً بالتوحد الشديد في مطلع السبعينيات، وذكر لهم الأطباء بأن درجة ذكائه 30 درجة ويندرج ضمن فئة التأخر العقلي الشديد وأن حالته ميؤوس منها، ولكن والدي الطفل صمما على مساعدته بأنفسهما وقاما بتصميم برنامج منزلي وحوّلا طفلهما، الذي كان لا يستطيع الكلام، وكان منعزلاً، ودرجة ذكائه ضعيفة إلى طفل يتكلّم ويتفاعل اجتماعياً ودرجة ذكائه عالية، وبعد سنتين ونصف من تطبيق البرنامج، لم يعد طفلهما يندرج ضمن فئة اضطراب التوحد، وعندما كبر الطفل راين وتخرج في الجامعة، أصبح الآن يدرب أهالي الأطفال ممن لديه التوحد في المركز الذي أنشأه والداه في أميركا. (دبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©