الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدم آثار الأمم السابقة?..? جريمة مرفوضة

هدم آثار الأمم السابقة?..? جريمة مرفوضة
29 مايو 2017 18:30
حسام محمد (القاهرة) تحت دعوى أن الآثار أصنام، دمر «داعش» الآثار والتماثيل التاريخية التي تنتمي لحضارات سابقة على ظهور الإسلام، وأصبح من المعتاد أن يستيقظ العالم على جريمة ترتكبها تلك الجماعات الإرهابية بحق التراث الإنساني، ويزعمون أنهم يستندون إلى أحاديث نبوية وآثار ومرويات عن الصحابة رضي الله عنهم، تؤكد إباحة ما فعلوه، والمثير للدهشة أن هذا التنظيم الذي يدعي في تدميره أنها أصنام وأوثان، يقوم ببيعها من أجل الحصول على أموال يغذي بها عملياته الإرهابية في مفارقة غريبة. تقول الدكتورة وجيهة مكاوي، الأستاذ بجامعة الأزهر: اتفق العلماء على أن الشريعة الإسلامية لا تمنع من الاحتفاظ بآثار الماضين، حتى وإن كانت مجسّمات لذوي أرواح ما دام المقصود منها تذكار الآثار والاعتبار، إن لم يترتب على الاحتفاظ بها مفسدة شرعية، مثل ترويج عبادة الأصنام، والتماثيل الموجودة في المتاحف الإسلامية لم ولن تعبد، بل موجودة كنوع من شواهد الحضارات السابقة، وليس المقصود ببقائها والاحتفاظ بها الترويج لعبادة الأصنام ولا غيرها، خاصة وقد اختفت عبادة الأصنام من على وجه البسيطة وحتى العقائد الوضعية التي يدين بها البعض في العالم لم يعد أصحابها يعبدون الأصنام. وقد حث العلماء القدامى على الحفاظ على الكنوز من الحصاد المادي للحضارة الإنسانية، التي يعود بعضها إلى العصر الإسلامي، وبعضها إلى حضارات الأمم، وهو ما يعني أن الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرمه الدين، بل شجع عليه وأمر به لما فيه من العبرة من تاريخ الأمم، حيث يقول الله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي)، «سورة الفجر: الآيات 6 - 9»، وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى فيه عن هدم آطام المدينة والمقصود بها الحصون، وعند دخول الإسلام حافظ على تراث الحضارات والآثار في مصر وبلاد الرافدين ومختلف الحضارات التي سبقت الإسلام وأبقوا على آثارها حتى وصلت إلينا. وتضيف د. وجيهة مكاوي: الثابت في التاريخ الإنساني أن الفتح الإسلامي لكثير من الدول التي كانت بها آثار للحضارات القديمة ضمت الكثير من الصحابة والتابعين، وهؤلاء كانوا ممن يروون الأحاديث، ويعلموّن الناس شؤون دينهم، ولم يثبت أبداً أن تعرض أحدهم للآثار التي وجدوها في هذه البلدان التي ضمها الفتح الإسلامي، كذلك فإن العلماء السابقين والأئمة الذين تعلموا العلم وعلموه للأجيال التي جاءت من بعدهم لم يفت أحدهم بوجوب هدمها، وقد اتفق العلماء والأئمة على أن عدم هدم الصحابة لهذه الآثار جاء لعدم تعظيم الناس لها وعدم اهتمامهم بها أو ما أشبه ذلك، فتركوها للعظة والاعتبار، ولو كان الناس يعظمونها في زمانهم لهدموها، كما هدموا الأصنام وطمسوا التماثيل، ولكن لأن الناس لم تكن تعبد تلك الآثار ولا التماثيل، فقد تعامل معها العلماء على أنها مجرد شاهد من الحضارات السابقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©