الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الآسيويون ينعشون صناعة السياحة في اليابان

الآسيويون ينعشون صناعة السياحة في اليابان
27 يوليو 2008 00:38
تشهد صناعة السياحة في اليابان طفرة مفاجئة يفسرها المحللون بأنها تأتي كنتاج طبيعي للنمو الاقتصادي الذي تشهده الاقتصادات الناشئة في شرقي آسيا وظهور شريحة جديدة من متوسطي الدخل في هذه البلدان· وعلى واجهات المحال الأنيقة المتخصصة ببيع منتجات الماركات العالمية الشهيرة في حي جينزا في طوكيو، يمكن للمرء أن يقرأ إعلانات متكررة عن الحاجة لموظفي مبيعات ومسؤولي صناديق البيع من الذين يجيدون اللغة الصينية· وفي حديقة شايرتوكو الوطنية، وهي واحدة من المحميات الغابية التي تقع أقصى شمال جزيرة هوكايدو يقع المرء كل يوم على أرتال من المجموعات السياحية القادمة من تايوان الذين أصبحوا ينظرون إلى اليابان باعتبارها المقصد السياحي الثاني بعد هونج كونج· وتعجّ الفنادق الصغيرة المقامة قريباً من ينابيع المياه المعدنية الحارة المجاورة للبراكين الساكنة، بآلاف السياح القادمين من كوريا الجنوبية التي سبق لها أن أرسلت إلى اليابان العام الماضي أكثر من مليوني سائح· وتحرص اليابان الآن على تقديم العروض السياحية التي نجحت في جذب أكبر عدد من السياح من دول آسيا والهادي الذين يأتون إليها للتسوق من محلاتها الراقية والتمتع بطيب الإقامة في منتجعاتها، واكتشاف جبالها البركانية السامقة العامرة بالخضرة والتي تنتشر في جزرها كلها· وبالرغم من القوة الاقتصادية لليابان كبلد صناعي من الطراز الأول، إلا أن صناعة السياحة فيها أصبحت بين عشية وضحاها تشكل مقدمة لتغير اقتصادي جذري· ويقول المحلل السياحي مارتن فاكلير: ''عنصر الغرابة في هذا التطور يكمن في أن اليابان كانت ولا تزال تشكل أكبر مصدر للسياح في العالم، فقد اعتاد السياح اليابانيون على التواجد في كل المقاصد السياحية العالمية من دون استثناء وخاصة في هونج كونج والشارع الخامس في نيويورك وشارع الشانزيلزيه في باريس''· ويساهم التطور التكنولوجي الكبير لليابانيين في مجال الصناعات الدقيقية والإلكترونية في جذب السياح الأجانب لأنه ينعكس بشكل قوي على كافة البنى التحتية للمعالم السياحية التي يقصدها السياح، وتشير الإحصائيات إلى أن الطفرة السياحية السريعة التي تشهدها اليابان الآن ترافقت مع تراجع طفيف في عدد السياح اليابانيين الذين اعتادوا على ارتياد المقاصد السياحية العالمية الشهيرة حيث هبط هذا العدد بنحو 3% عن الرقم القياسي الذي سجل عام 2000 وبلغ 17,8 مليون سائح وفقاً لأرقام صادرة عن الوكالة اليابانية للسياحة· ويأتي هذا الانخفاض بشكل خاص من تغير توجهات شريحة الشباب الذين يعيشون العقد الثالث من أعمارهم بسبب الانخفاض في الأجور والأحوال المتوسطة التي باتوا يعيشونها· وفي مقابل ذلك تضاعف عدد السياح الوافدين إلى اليابان من كوريا الجنوبية وتايوان والصين وهونج كونج العام الماضي عما كان عليه قبل 5 سنوات حتى بلغ 5,36 مليون، وتشكل هذه المصادر السياحية الأربعة ثلثي مصادر السياح الأجانب إلى البلاد وفقاً لإحصائيات العام الماضي· ويحظى هذا النمو السريع للموارد السياحية في اليابان بترحيب رسمي وشعبي حيث عمدت الحكومة إلى تبنّي (سياسة فتح الأبواب) أمام السياح من خلال تسهيل الحصول على تأشيرة الدخول وخاصة بالنسبة للقادمين من تايوان وكوريا الجنوبية· ويرى الخبراء أن صناعة السياحة يمكن أن تخفف من النتائج المترتبة على تحول اليابانيين إلى شعب معمر على اعتبار أنها ليست من الصناعات التي يتطلب استغلالها طاقة إنتاجية عالية من العاملين فيها· وبعد أن كان اليابانيون لا يرون بوجود الأجانب في ظهرانيهم أمراً مستحبّاً، بدأوا اليوم يغيرون هذه النظرة بعد أن وجدوا في السياحة الأجنبية صناعة يمكن أن تدعم اقتصاد بلادهم· عن ''إنترناشونال هيرالد تريبيون''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©