الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعراض عن السفهاء والجاهلين?..? من صفات المؤمنين

29 مايو 2017 18:32
القاهرة (الاتحاد) من سماحة الإسلام وعفوه?،? الإعراض عن السفهاء والجاهلين الذين لا يدركون حقائق الأمور، حتى تستقيم الحياة ولا يزداد الخلاف والنزاع بين الناس، وتسمو وتتسامح نفوس البشر، ولذلك أمر الله تعالى رسوله الكريم بالإعراض عن الجاهلين، قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 199». يقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: من سماحة الإسلام الحث على حفظ النفس البشرية من التقاتل والصراع والنزاع، ولذلك أمر الله عز وجل المؤمنين بالصفح والإعراض عن السفهاء والجهلاء، ووردت آيات كثيرة تحث على هذا الأمر، قال تعالى: (... فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)، «سورة الحجر: الآية 85»، وقال: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ)، «سورة الحجر: الآيات 94 - 95». والرسول طبق هذه الإرشادات القرآنية في جميع حركاته وسكناته، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام، حين نزل عليه قوله عز وجل: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، عن معنى تلك الآية فأجابه: إن الله يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وكان صلى الله عليه وسلم سباقاً إلى تلبية ما يدعو إليه ربه. وإذا اتخذ أي إنسان عاقل من هذا المنهج القرآني دليلاً ومرشداً في سلوكه مع الناس، سيتقي به كثيراً من المتاعب والمصائب، ويرفع عنه مشاكل الأرق والفكر وشرود الذهن، لأن الالتفات إلى أقوال السفهاء وإعطائها وزناً أكثر مما يستحقها قد يؤرق الأذهان ويثير الأحقاد والأضغان والأثقال النفسية، فحين يفكر العاقل في استهزاء السفهاء والحمقى وسفاسفهم البذيئة، ينبغي له تذكر سيرة أكرم الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه من تأديب ربه، والنعمة العظمى التي كسبها بفضل تلك الآداب النبيلة، وليتذكر إرشاد رب العالمين في كتابه العزيز: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ...)، «سورة الأحزاب: الآية 21». والإعراض عن السفهاء والجاهلين من صفات المؤمنين، فإن من أهم الصفات التي وصف بها رب العباد عباده المقربين إليه والفائزين برضاه وبجنته، الإعراض عن الجاهلين وعدم الخوض معهم في الترهات واللغو، قال تعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً)، «سورة الفرقان: الآية 63».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©