الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أندريه كامبوس: مشيت على الأشواك.. والدي رياضي كبير.. ولكن المقدمات لا تؤدي إلى النتائج!

أندريه كامبوس: مشيت على الأشواك.. والدي رياضي كبير.. ولكن المقدمات لا تؤدي إلى النتائج!
25 ابريل 2018 21:06
أبوظبي (الاتحاد) أندريه كامبوس.. واحد من أساطير «فن الإخضاع» في العالم.. قصته مع الحياة كلها تحدٍ، عندما تراه لأول وهلة تشعر بأنك أمام شخص عادي.. ولكن عندما يتحدث يختلف الأمر كثيراً.. لأن الحديث عنوانه التحدي، وتفاصيله مشحونة بالشجون والآلام والأشواك.. بدايته قاسية.. نقاط التحول فيه فجائية.. حافلة بالعبر والدروس والآهات.. أندريه لم يبدأ ممارسته لرياضة الجو جيتسو مثل كل اللاعبين.. بل بدأها وهو في 18 عاماً!. أندريه، والده لاعب كرة معروف في البرازيل هو كارلوس روبيرتو كامبوس، لعب في فريقي ساوباولو وبالميراس في الثمانينيات، المقدمات تبدو رائعة.. لكن النتائج لا تعترف بالمنطق.. حيث إن المنطق يقول بأن المقدمات تؤدي إلى النتائج.. ولكن مع أندريه وبرغم أن والده رياضي معروف، فإن كل المقدمات ليس لها أي علاقة بالنتائج، فوالده سريعاً ما انفصل عن والدته وهو في سن الثامنة، ليتجرع الطفل أندريه من كأس الحرمان.. اصطحب والدته، ذهب ليعيش معها.. فقدت كل أموالها وكان مضطراً للعمل وهو في العاشرة، باع الصحف في الشوارع.. كافح ولم تشفع له طفولته. قال أندريه الذي يتواجد في عالمية أبوظبي: عشت أصعب أيام عمري.. عرضنا كل شيء في المنزل للبيع قطعة بعد أخرى.. كانت أمي وحيدة.. والظروف قاسية.. كنت أدرس ولكني لا أجد وقتاً للدراسة والتحصيل.. لأنني أعمل أيضاً.. عرفت الرجولة وتحمل المسؤولية قبل أن أصل إلى الثانية عشرة من عمري.. عرفت في تلك الأيام كيف تكون الحياة.. تعلمت منها الكثير. وأضاف: قصتي مع الرياضة لم تبدأ مع الجو جيتسو، لكنها بدأت مع كرة السلة.. وأنا أبيع الصحف والمجلات أمر أمام أحد ملاعب كرة السلة.. بعد أن أنتهي من البيع أقف بعيداً خارج الملعب.. أتابع ما يفعلونه.. أتعلم كيف يمسكون الكرة، ويرمونها فيسجلون النقاط، دخلت إلى الملعب في إحدى ولايات جنوب البرازيل، وهي فقيرة كنت أعيش فيها، ويعيش بداخلي فقري وفقرها.. قال لي أحد اللاعبين لماذا لا تأتي؟؟ أنت طويل.. تعال العب معنا.. نزلت بزي الشارع.. لعبت معهم ثم اتفقنا أن نلعب غداً، ولعبنا في اليوم التالي والثالث.. تطورت موهبتي برغم أن والدي كان قد نصحني في صغري بالتركيز فقط في الدراسة، والابتعاد عن الرياضة، لأنها تحتاج منك أن تعطي 100% من جهدك وتركيزك وعملك واهتمامك ولا تقبل دون ذلك، ومع كل هذا ليس أكيداً أن تكسب حتى لو كنت الأفضل.. كنت أتذكر هذه الكلمات من والدي الرياضي المعروف.. ولكن!! وتابع: حبي لكرة السلة كان جارفاً، أذهب يومياً وألعب 3 ساعات وأنا في سن الـ 13، حتى رآني أحد المدربين في نادي جونيفيل بجنوب البرازيل، أخذني إلى النادي.. لعبت وبدأت تعود إلى الابتسامة عندما أسجل وأقود فريقي إلى الفوز، شعرت بالفخر وسط آلام الحاجة عندما رشحت للانضمام للمنتخب.. زادت ثقتي بنفسي عندما لعبت معه، لأن البرازيل دولة كبيرة يزيد تعدادها على 200 مليون نسمة، وليس من السهل أن تقفز هذه القفزة القوية إلا إذا كنت موهوباً.. لكن الرياح جاءت بما لم تشتهه السفن.. تعرضت لإصابة خطيرة في ركبتي، ولم أعالج بشكل جيد، ابتعدت عن الملعب وأنا في سن السابعة عشرة.. تبخرت أحلامي في نجومية كرة السلة سريعاً.. أصبحت في الشارع مرة أخرى. وأضاف: انتقلت إلى الحياة في ساوباولو لأعيش مع والدتي التي تزوجت من طبيب هناك، وكان القدر رحيماً بهذه الخطوة، فهو رجل كريم على خلق، اهتم بي وعاملني بلطف برغم أنني في البداية كنت أشعر بالقلق منه، وهو شعور إنساني.. وفي ساوباولو بدأت قصتي مع الجو جيتسو.. رأيت الشباب من سني يمارسون هذه الرياضة.. فذهبت معهم وكانت نقطة التحول في حياتي عندما قابلت مدربي جوستافو سيرين، إنه قائد قبل أن يكون مدرباً.. يملك حالياً عدداً من الأكاديميات الشهيرة في أميركا، تعلمت منه مبادئ الجو جيتسو، ولكني كنت كبيراً في السن، وأريد أن أختصر الزمن، أتدرب 3 مرات يومياً، لمدة تصل إلى 7 ساعات، وبعد شهرين فقط شاركت في أول بطولة وفزت بالذهب، فرفعني المدرب من الحزام الأبيض إلى الحزام الأزرق، وعرفت أنني أحسنت صنعاً، وأعطيت المزيد من وقتي لفن الإخضاع رياضتي الجديدة التي عشقتها.. وبعد عام فقط شاركت في بطولة عالم بريو دي جانيرو في فئة الحزام الأزرق، وفزت باللقب، وسط دهشة كل من سبقوني، صعدت إلى منصة التتويج وأنا أقول: ما أروعك أيها الرياضة.. إذا كانت الحياة لا تعترف بي ولا تمنحني السعادة، فأنت سلواي، اسمح لي يا والدي أيها الرياضي الكبير الذي حذرتني من الرياضة أن أختلف معك، فأنا لم أجد سعادتي ولا نفسي إلا في الرياضة، فيها كل الناس متساوون، وفيها لا فرق بين الغني والفقير لأن القانون يطبق على الجميع، وتذهب الحقوق إلى أصحابها في الحال بقرار من الحكم.. مرت الأيام سريعاً ترفعت في الأحزمة ففزت ببطولة عالمية أخرى في عام 2006، وحصلت على الحزام البنفسجي، ولم أتوقف، تدربت وشاركت في البطولات في أميركا، وأوروبا، وتعثرت خطاي في الدراسة التي كنت قد بدأتها متخصصاً في القانون كي أكون محامياً، تواصلت إنجازاتي، حققت أكثر من 300 ميدالية، منها 200 ميدالية ذهبية، تحسنت أحوالي، وشاركت في بطولة أبوظبي العالمية، وحققت المركز الثالث بقرار من الحكم، لأن النزال في نصف النهائي كان قد انتهى بالتعادل في كل شيء، وكنت أستحق الفوز، في النهاية حصلت على المركز الثالث.. توالت إنجازاتي، والآن فخور بالمشاركة في نزالات «ملك البساط»، لقد أعطتني الرياضة كثيراً، ومنحتني السعادة، أعمل مدرباً، وأزرع كل يوم أملاً جديداً مع لاعبين جدد.. وتمضي الأيام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©