الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سفارة أميركا بباكستان: مساعدات واتهامات!

سفارة أميركا بباكستان: مساعدات واتهامات!
30 سبتمبر 2009 23:23
اسأل الباكستانيين: لماذا تحتاج الولايات المتحدة لتوسيع سفارتها في العاصمة إسلام أباد؟ وستسمع مجموعة من الأجوبة المقلقة، بين قائل بأنها غطاء لبناء سجن كبير شبيه بجوانتانامو، ومُؤكد بأنها محاولة أميركية لاستعمار باكستان، فيما يذهب بعضٌ آخر إلى أنها خطوة أولى ضمن خطة سرية للاستيلاء على الأسلحة النووية الباكستانية. لكن ما لا يسمعه المراقب هو الأسباب والدوافع التي يوردها المسؤولون الأميركيون، والمتمثلة في الحاجة إلى مبنى أكبر للسفارة لتدبير المساعدات المالية المتزايدة التي ستخصصها واشنطن لباكستان خلال الشهور القادمة، حيث تخطط الولايات المتحدة لتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات غير العسكرية سنوياً لباكستان، على مدى خمس سنوات قادمة. وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف حجم المساعدات الحالية، وما يتوقع أن يصادق عليه مجلس النواب الأميركي خلال الأيام القليلة المقبلة. وللتأكيد على الهدف الحقيقي لتوسيع السفارة، والتشديد على ضرورتها لتوزيع المعونات المرصودة لباكستان، عقد المسؤولون في السفارة اجتماعات مع الصحفيين الباكستانيين لتوضيح الموقف، بالإضافة إلى تأكيد «جون كيري»، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ على العلاقات الوثيقة التي تدلل عليها الخطوة الأميركية والمساعدات المرتقب توزيعها... لكن مع ذلك يبدو أن الرسالة الأميركية لم تصل بالصورة الصحيحة إلى الرأي العام الباكستاني. فقد أطلق الإعلان عن توسيع السفارة الأميركية في إسلام أباد مجموعة من نظريات المؤامرة التي وجدت طريقها إلى الصحف اليومية والمدونات، لتعكس الشكوك العميقة التي يكنها الباكستانيون تجاه واشنطن، هذه الشكوك عبرت عنها صحيفة «ذي نايشن»، وهي من كبريات الصحف اليومية، عندما حذرت من وجود «أمر مريب في العملية»، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي لإقامة سفارة ضخمة في باكستان هو تكريس حضور وسيطرة الولايات المتحدة في آسيا الوسطى، لوضع يدها على موارد الطاقة التي تزخر بها المنطقة. وفي هذا الإطار أيضاً رُفع ملتمس إلى المحكمة العليا الباكستانية، خلال الشهر الجاري، يعتبر توسيع السفارة محاولة استعمارية، إذ يرى المحامي «ظفر الله خان»، صاحب الملتمس، أن السفارة ليست أكثر من محاولة «لتركيعنا وبطحنا أرضاً»، وهو الموقف ذاته المتشكك الذي أفصح عنه رئيس المخابرات الباكستانية السابق «حميد جول» في مقابلة أجرتها معه إحدى الصحف خلال الأسبوع الماضي، معتبراً أن الهدف الحقيقي لواشنطن هو السيطرة على الأسلحة النووية الباكستانية، قائلا: «ما أخشاه هو سعيهم إلى الاستيلاء على الترسانة النووية، وهم يقتربون من هذا الهدف يوماً بعد يوم». والحقيقة أن الغضب الشعبي الباكستاني المناهض لأميركا لا يحتاج لمن يؤججه، فحسب استطلاع للرأي أجراه مؤخراً مركز «بيو» للأبحاث، يرى ثلثا الباكستانيين تقريباً في أميركا عدواً لبلادهم، فيما لا يعتبرها شريكاً سوى 9 في المئة. ويعتقد العديد من الباكستانيين أن أميركا حولت بلدهم إلى ساحة معركة في حربها ضد الإرهاب فيما تتجاهل احتياجاتها الاقتصادية والاجتماعية، بل ويعتبرون أيضاً أن سياسة واشنطن في المنطقة وضعت باكستان في المرتبة الثانية بعد عدوهم اللدود الهند. وإلى ذلك يعيب الباكستانيون على أميركا مساندتها للرئيس السابق برويز مشرف الذي استطاع بسط نفوذه طيلة عقد من الزمن على باكستان بدعم واضح من الرئيس بوش، وهو ما يؤكده وزير الخارجية السابق «شمشاد أحمد» قائلا إن «المشاعر المناهضة لأميركا المنتشرة على نطاق واسع في باكستان، سببها السياسات الأميركية الخاطئة تجاه البلد، فقد شهدنا ثماني سنوات من الديكتاتورية، كانت أميركا تقف وراءها». ولعل هذا ما يفسر الصعوبة التي تواجهها أميركا في إقناع الباكستانيين بسلامة نواياها رغم التطمينات التي تقدمها، فقد صرح «جاكوب ليوو»، نائب وزيرة الخارجية للإدارة والموارد أمام مجموعة من الصحفيين الغربيين قائلا إن «الأشخاص الذين نود جلبهم إلى السفارة هم أناس لهم مهارات خاصة ويسعون إلى مساعدة باكستان في إدارة المعونات التي تطلبها. نحن لم نستقدم جنوداً ولا نسعى إلى تواجد عسكري». وللنهوض بهذه المهمة، تريد واشنطن توسيع سفارتها في إسلام أباد لتشمل 18 هكتاراً إضافياً لإيواء الموظفين الجدد الذين سيلتحقون بالسفارة ويصل عددهم إلى 400 موظف، سيعملون إلى جانب 250 شخصا يتواجدون في السفارة بشكل دائم و200 موظف مؤقت. ألكس رودريجز- إسلام أباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©