السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علم إدارة الكوارث يساهم في تفادي عنصر المفاجأة وتقليل نسبة الخسائر

علم إدارة الكوارث يساهم في تفادي عنصر المفاجأة وتقليل نسبة الخسائر
3 ابريل 2011 20:17
كان الإنسان، وعلى مدى سنوات عديدة، يعاني الكوارث الطبيعية، والتي تترك وراءها آثاراً مدمرة للممتلكات والسكان، وكان يصعب على الدول مواجهة تلك الكوارث لقلة الإمكانات المتوافرة أو لانعدامها، ما جعل الخسائر خيالية أحياناً، وإلى فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى لم تكن الكوارث الصناعية معروفة، حتى حدث التطور وبدأت الدول تصنع الأسلحة التي تلحق الدمار الشامل بالدول المعادية. وأخذت الدول في تطوير الأسلحة إلى أن أصبحت متعددة الأنواع، ومنها النووية والجرثومية والكيميائية، كما أن تطور المجتمعات البشرية وازدهار الصناعات والعمران، وما يترتب على التكنولوجيا الحديثة من مخاطر، إلى جانب الكوارث والنكبات المختلفة التي تحدث من حين لآخر، كل ذلك جعل التفكير الإنساني يتطور في ميدان الحماية، وذلك بقصد المحافظة على العنصر البشري والاقتصادي. دون سابق إنذار ويقول الدكتور حمدان الغسية المتخصص في إدارة الكوارث، إن مفهوم الكوارث قد تغير في السنوات الأخيرة، عن المفهوم السابق نتيجة لحدوث العديد من الكوارث الطبيعية والصناعية، وقد خلّفت فيضانات خطيرة في الكثير من البلدان ضحايا بالآلاف من البشر، ولذلك تعد الكارثة حدثاً مفاجئاً، غالبا ما يكون بفعل الطبيعة، ويهدد المصالح القومية لأي دولة، وتخل الكوارث بالتوازن الطبيعي للأمور، وتشارك في مواجهته أجهزة الدولة المختلفة كافة. كما يصف الدكتور حمدان الكارثة بأنها اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة أي مجتمع، ويقع أحيانا كثيرة من دون إنذار ويتسبب في إحداث وفيات أو إلحاق إصابات بشرية خطيرة، أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد المجتمع، تفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ المختصة والسلطات المحلية، كما تتسم الكوارث بصفة عامة ببعض الملامح المشتركة التي تحدد مدى إمكانية قبولها. المواجهة والوقاية ويؤكد الدكتور حمدان أن الاستعداد هو أقوى عناصر المواجهة، والوقاية هي طريق السلامة، خاصة أن الكوارث الطبيعية بشكل عام، والزلازل بشكل خاص، تحصد أعداداً كبيرة من سكان الأرض كل عام، وتسبب الدمار للمنشآت والبني التحتية، فالزلازل ظاهرة كونية لا يعلم ساعة حدوثها إلا عالم الغيب، و ما يزيد من خطورة الزلازل أنها لا يمكن منعها ولكن يمكن التخفيف من مخاطرها، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة في جميع مراحلها، ويتم ذلك من خلال التنسيق والتعاون المشترك على جميع المستويات. وقال لا أحد يعلم إن كان هناك تحول وتأثير على محور الأرض، لأن قوة الزلزال الأخير فاقت التوقعات حيث أتى الزلزال هذه المرة بقوة 8.9، وأدى إلى هز شمال اليابان، حيث كان مركز الزلزال 373 كيلومتراً شمال شرقي طوكيو و130 كلم شرق سينداي. ويذكر الدكتور الغسية أن المعهد الإيطالي للعلوم الجيولوجية قد أكد لوكالة أبناء بلومبرج أن قوة الزلزال ربما تحول محور الأرض حوالي عشرة سم، وأن المعهد أضاف أن تأثير الزلزال كان على محور الأرض، أكبر بكثير من تأثير زلزال جزيرة سومطرة، ونقل التقرير عن خبراء قولهم أيضا زلزال العام الماضي في تشيلي ربما تحول محور الأرض قبل 7.6 سم. من المستحيل ويكمل الدكتور حمدان أن خريطة اليابان لمخاطر الزلازل تشير إلى وجود خطر ناتج عن الزلزال بنسبة 99 %، وقد يكون أكبر زلزال سيضرب المنطقة في السنوات الـثلاثين المقبلة، حيث أحدث اضطرابات خلقت أمواج تسونامي، امتدت لمئات الكيلومترات من ولاية ايواتي إلى ايباراكى، مما تسبب في حدوث تسونامي يصل إلى 10 أمتار. المتتبعون لأحداث الزلازل والمتخصصون في هذا المجال لا يخفى عليهم، بأن الزلازل من 7 إلى 7.5 يحدث كل مائة عام مرة واحدة تقريباً، بينما الزلازل التي تتجاوز 8 و 8.5 فإنها لا تتكرر إلا مرة واحدة كل 1000 عام، وبالنهاية يبقى ذلك مجرد توقع بني على دراسات سابقة قد يصيب وقد يخيب. والحديث عن الزلازل باليابان يكون أمراً معتاداً، وحدثاً اعتادت عليه الحكومة والشعب، خاصة أن الهزات الأرضية تحدث 300 مرة في اليوم في جميع أنحاء اليابان، واليابان من الدول السباقة في إدارة الكوارث الطبيعية، خاصة الزلازل، إذ أن التكهن بالزلازل وبوقوعها أمر يكاد يكون ليس صعباً في تلك الدولة، ولكن التكهن بوقوع زلزال بهذه القوة فإنه ضرب من ضروب الخيال والمستحيل ومعضلة لا يمكن التكهن بها. ما قبل الكارثة أثبتت الوقائع والتجارب السابقة أن الدول والمنظمات، والتي عملت بجد في أيام الأمان، لتهيئة نفسها لمواجهة الكوارث من خلال التخطيط والاستعداد في مرحلة ما قبل الكارثة، تصرفت في أوقات الكوارث بهدوء وثقة عالية ودقة فائقة، ما أسفر عن تفادي عنصر المفاجأة، وهو العنصر الأقوى في توسيع دائرة الخطر، وبالتالي كان نصيبها من الخسائر والفوضى، أقل بكثير، بالمقارنة مع تلك التي لم تعمل بمنهجية التهيئة والاستعداد المسبق.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©