الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أمل يتجدد

30 سبتمبر 2009 23:27
تميزت دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام عمّا سبقها من دورات -إلى جانب ما صدر حتى الآن عنها من قرارات إيجابية- بحضور الرئيس الأميركي باراك أوباما. ومنذ أن أعلن أوباما أنه سيحضر ويخاطب العالم من مجتمعه الأكبر (الجمعية العامة) والعالم يتطلع إلى اليوم الذي يقف فيه على المنصة الرئيسية ويواجه العالم المنقسم على نفسه في تقدير كل واحد منهما.. ونشطت التحليلات السياسية وتسابقت الصحف وأجهزة الإعلام الأخرى في الاستنتاجات والتحليلات والشائعات السياسية. وحقيقة أن هذه الدورة العادية للجمعية العامة جاءت في وقت يواجه فيه المجتمع الدولي والبشر من مختلف الألوان والأشكال إحدى أكبر الأزمات التي لم يواجه لها مثيلا ربما في الحربين العالميتين والكساد الكبير (أزمة الثلاثينيات). فقد ظل العالم في العقدين الأخيرين -وما يزال- يعيش أزمات وحروبا ومجاعات وأوبئة، وفقرا وحروبا صغيرة قُتل فيها ملايين من الناس، وشردت ملايين أخرى في أفريقيا وأوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية... فقد كانت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين وبداية هذا القرن عقود الأزمات والاضطرابات والعنف. كان العالم يغلي في مرجل في مراحل التهديد المستمر بالعودة من جديد من مراحل تاريخية تأمل الناس أن عهدها قد انتهى، وأن الاجتماع البشري الذي دفع كلفة غالية في الحربين العالميتين، وما بعدهما من حروب انتهاء العصر الاستعماري الأوروبي المباشر، وكل الأمل أن البشرية بنهاية الحرب الباردة تتهيأ إلى عصر يسوده السلام والإخاء والتضامن الإنساني. وكانت الأنظار متجهة نحو هذا الشاب الأسمر الذي انتخبه شعب الدولة الأعظم رئيساً، وكان مجرد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، تطوراً مشجعاً، وذلك بسبب برنامجه المعلن ودعوته للتغيير وبعث الأمل ليس لشعبه فقط، ولكن لكل شعوب الأرض التي تعيش في هذا الكون مع الولايات المتحدة، وتتأثر بكل شر يصدر عنها -وما أكثره- وكل خير يصدر عنها -وما أقله– فقد بدأت الشعوب تفكر مجدداً في أحلامها القديمة. أحلام الفلاسفة والمفكرين والرواد الذين حلموا ودعوا إلى عالم تتحقق فيه أحلام الإنسان منذ بدء الخليقة بالعدل والسلام والرخاء وكرامة الإنسانية. دعوة الرئيس إلى عالم خال من التهديد النووي وأسلحة الدمار والحروب، حظيت بإجماع داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد يُقال إن الدعوة ليست جديدة، وإن ما صدر من الجمعية العامة من قرارات مماثلة تملأ ملفات الأمم المتحدة، لكن الجديد الذي يجب ملاحظته أن أوباما قد صاحب دعوته بإجراءات إيجابية، تؤكد جديته واحترامه، وأمله في أن تصبح الأمم المتحدة مؤسسة عالمية قادرة على تنفيذ المهام والواجبات التي يحفل بها ميثاقها - فالولايات المتحدة - وهي أكبر مساهم في ميزانية المنظمة الدولية - كانت من قبل في حالة عداء وتوتر مع المنظمة الدولية لدرجة أنها قد توقفت عن دفع حصتها المقررة في الميزانية. كذلك كان قراره - بعودة الولايات المتحدة الى مجلس حقوق الإنسان - الذي قاطعته إدارة بوش - والعمل من داخل المجلس على التصحيح والعمل الإيجابي... ولقد حق القول إن أوباما كان «نجم» هذه الدورة بلا منازع. كانت الأمم المتحدة عند إنشائها أمل البشرية وستظل كذلك لو بذل جهد أكبر وإخلاص أكثر كذلك. عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©