مركز الإنعاش الطبي يقدم دورات إسعاف أولي للمجتمع

مركز الإنعاش الطبي المتقدم في منطقة المرخانية في العين هو مركز تدريب دولي معتمد من قبل جمعية القلب الأميركية استحدثه مستشفى العين الحكومي منذ عام ونصف العام تقريباً ليقدم دورات توعية وتثقيف طبية تخدم شرائح مختلفة من المجتمع. يتحدث عماد دبابنة اختصاصي دعم برنامج الحياة والذي يتولى في الوقت ذاته عملية إدارة المركز والتدريب فيه، عن هذا المركز وأهميته وطبيعة الدورات المقدمة فيه، فيقول: “نقدم من خلال المركز دورات الإنعاش القلبي والرئوي الخاصة بموظفي المستشفيات ودورات الإسعافات الأولية الخاصة بمختلف هيئات ومؤسسات وأفراد المجتمع، أما دورات الإنعاش القلبي والرئوي فهي خاصة بالكادر الطبي الموجود داخل مستشفى العين وخارجه، ويشتمل هذا الكادر على الأطباء والممرضين والصيادلة واختصاصيي العلاج الطبيعي والتنفسي العاملين في مستشفى العين الحكومي أو الذين يرغبون في ذلك من مستشفيات ومراكز صحية خاصة أخرى من مدينة العين وخارجها”. عملية التدريب ويضيف: “تشتمل عملية التدريب على دورتين تدريبيتين الأولى تسمى الإنعاش القلبي والرئوي الأساسي التي يجب أن يأخذها جميع الكادر الطبي الذي ذكرناه مسبقاً، وتكون مدتها 4 ساعات ونصف الساعة، أما الدورة الثانية فهي في الإنعاش القلبي المتقدم التي أقدمها وزميلتاي للأطباء والممرضين فقط لأنهم قد يتعاملون مع الحالات الحرجة سواء في قسم الطوارئ أو العناية الحثيثة، أما بقية الكادر الطبي فليس له ذاك الاتصال المباشر مع تلك الحالات، ومن أهم ما يتعلموه في هذه الدورة التي تستمر ليومين كيفية قراءة تخطيط القلب والأدوية التي تعطى لمرضى القلب وما إلى ذلك”. يبين دبابنة آلية التدريب التي يقومون بها: “نقوم باستقبال المتدربين في المركز بالتنسيق مع المستشفيات لئلا يتجاوز عددهم سعة المركز والتي تصل إلى 21 متدرباً في الإنعاش المتقدم، أما الأساسي فتصل إلى 18 متدرباً، يتم تقسيمهم إلى مجموعات داخل القاعة وتعطى كل مجموعة (ماليكان) أو مجسما ليطبقوا عليه المهارات التي تعلموها أثناء رؤيتهم الفيديو الذي يعرض عليهم أثناء التدريب، ونتجول بينهم معلقين على أخطائهم ومبينين وجه الصواب منها، ونتناقش بصورة مستمرة عن أهمية ذلك للمريض في إنقاذ حياته وعلاجه وكيفية التعامل مع أي طارئ مشابه حتى لو كان على صعيد حياتهم الشخصية، ومن ثم يُخضع المتدربون إلى امتحان نظري وعملي علامة النجاح فيه لا تقل عن 85%، ومن أجل الامتحان النظري يقوم المركز بتزويدهم بكتاب معد عن موضوع الدورة نفسه من قبل جمعية القلب الأميركية، كما تعد لهم أسئلة يجاب عنها بالاختيار من متعدد، ورسوبهم فيها يرغمهم على إعادة الامتحان من جديد، بالإضافة إلى خضوعهم لامتحان عملي لا يجتازونه حتى يتقنوا أداء المهارات التي تعلموها في كيفية التعامل مع الحالات الحرجة التي يتوقف فيها قلب المريض وتنفسه”. دورات مجانية يشير دبابنة إلى أن دورات الإنعاش القلبي والرئوي في مركزهم التابع لمستشفى العين هي نفسها المطبقة في مراكز الإنعاش التابعة للمستشفيات في مختلف إمارات الدولة، مع وجود فرق في أسعارها، حيث تعتبر مجانية وإجبارية للمتدربين القادمين من المستشفى ذاته الذي يتبع له المركز، أما الراغبون في التدرب من مستشفيات أخرى فيدفعون ثمن الدورة، وهذا يفتح باباً للمنافسة بين المراكز المختلفة لجذب المتدربين إليها لتتم الاستفادة من المبلغ المدفوع في تغطية نفقات المركز، ونظراً لاعتدال أسعار المركز التابع لمستشفى العين مقارنة بمراكز أخرى خارج العين، فإن كثير من المتدربين يأتون من مستشفيات خاصة في دبي وأبوظبي يوم إجازتهم ليتدربوا فيه. دورات مجتمعية للإسعاف لا يتوقف عمل المركز عند هذا الحد، بل إنه يقوم بتقديم دورات مجتمعية متخصصة في الإسعافات الأولية قد تكون الأولى من نوعها في مدينة العين، وذلك بوجود مركز متخصص يقدم دورات في الإسعافات الأولية، حيث شرع المركز منذ فترة وجيزة بطرح دورات جديدة تعنى بتدريب البالغين والأطفال على مبادئ الإسعافات الأولية التي لا يخفى على أحد درجة أهميتها في إنقاذ حياة من يتعرضون لمختلف الحوادث التي قد تؤدي إلى فقدانهم للحياة إذا لم يتم تقديم الإسعاف المناسب لهم في أسرع وقت ممكن، وفي السياق ذاته يقول دبابنة: “نظراً لأهمية الإسعافات الأولية لمن يقعون في الحوادث المختلفة، فإننا عمدنا منذ فترة وجيزة إلى طرح فكرة تقديم دورات تتضمن مواضيع عدة لطلبة المدارس من 15 سنة فما فوق ومعلميهم وموظفي الشركات والفنادق والهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية وموظفي الدفاع المدني والإطفاء والأندية الرياضية وغيرهم من أفراد المجتمع وأسرهم لمدة زمنية لا تقل عن 4 ساعات تشتمل على تعريفهم بمحتويات حقيبة الإسعافات الأولية وتمييز الحالات التي تحتاج إلى الإسعافات الأولية وإسعاف حالات مشكلات التنفس وحالات الاختناق وآلام الصدر ونوبات الصرع وهبوط الضغط الحاد والإغماء والسكتة الدماغية وحالات مرضى السكري وإيقاف النزيف وإصابات الرأس والعمود الفقري والكسور والتواء المفاصل والحروق والصعقات الكهربائية وحالات الحساسية واستخدام حقن الأدرينالين للحقن... إلخ، وذلك في مقر المركز أو نقوم بأنفسنا بالذهاب لأي جهة لإعطائها هذه الدورة المهمة ضمن تكلفة رمزية أيضاً. ويمنح المتدربون شهادات صالحة لمدة سنتين من مستشفى العين، وقد أعددنا لذلك برشوراً تعريفياً بما نقدمه وسنوزعه قريباً على مختلف مؤسسات المجتمع، كما بادرنا بإقامة أول دورة من هذا النوع لطلبة ومعلمي مدرسة الصنوبر، حيث اشتملت عملية التدريب عرض فيديو وتطبيق على الماليكان وبعض التطبيقات العملية التي قام بها الطلبة تجاه بعضهم مثل ربط الباندج وغيره”. يؤكد دبابنة أن هذا النوع من الدورات يسهم في نشر الوعي بين الناس وتثقيفهم بأهمية وكيفية الإسعافات الأولية التي يقدمها لنفسه أو لغيره إذا ما تعرض لأي خطر يهدد حياته أو حياتهم ومساعدتهم على التمييز بين ما يجب عمله ومالا يجب عمله مما قد يفاقم المشكلة أو يحدث إعاقة أو عاهة لها فيما لو تم إسعافها بشكل خاطئ. اختصاصي دعم الحياة يعتقد دبابنة أن نجاح عمل اختصاصي دعم برنامج الحياة على امتلاكه المعرفة الكافية بالمهارات التي يقدمها وقدرته على شرحها وإيصال المعلومة الخاصة بها بطريقة مبسطة مفهومة، فهو يخاطب مستويات فكرية وأعمار مختلفة لا بد أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، وأن يسعى إلى تطوير نفسه عبر القراءة والاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد في الموضوعات التي يقدمها، وعليه أن يحترم خصوصية الآخرين بعدم إفشاء علامات الراسبين في امتحانات الإنعاش القلبي والرئوي مما يسبب الحرج لهم أمام زملائهم ويحاول قدر الإمكان إزالة مشاعر الخوف والرهبة التي تتملك بعض المتدربين من الكوادر الطبية في المستشفيات الذين يخافون من الرسوب والحرج أيضاً أمام المسؤولين عنهم أو زملائهم في المهنة، كما أنه يجب أن يتحلى بالصبر والقدرة على التحمل واستيعاب الآخرين ففي بعض الدورات خصوصاً الموجهة للنساء تقوم كل منها بذكر قصص عاشتها أو سمعت عنها وتم أو لم يتم إنقاذها وإسعافها مما يهدر جزءاً من الوقت المخصص للدورة، وفي الوقت ذاته يلفت دبابنة إلى أن مشاركة المتدربين بقصصهم مفيدة جداً وتضفي نوعاً من المتعة والتفاعل مع الدورة، لكن بشرط ألا تطغى على الوقت المخصص لها.