معرض «التاجر الصغير» أفكار واعدة لمشاريع اليافعين

أفكار خلاقة تنم عن تطلعات واعدة، وقدرات فنية عالية، وعقول نيرة حولت الأفكار إلى حقيقة ملموسة، هكذا كان حال الصغار المنظمين إلى « التاجر الصغير» هذا العام بدورته السابعة، الذي جاء لتشجيع وتسهيل إيصال فكرة المشاريع الصغيرة والعمل التجاري لدى شباب المستقبل من خلال توفير بيئة أعمال حقيقية ومتكاملة تضمن تخريج أجيال من رواد الأعمال يكونون قادرين على الابتكار والإبداع ضمن بيئة تجارية تنافسية. فكانت محطتهم في دبي مول حيث يمكن مشاهدة الكم الهائل من الأكشاك التي وزعت في ردهات المول فقد وصل عدد المشاركين إلى أكثر من 800 مشروع و 2500 شاب وشابة من مختلف المستويات العمرية الذين يستعرضون منتجاتهم وأفكارهم الإبداعية والمبتكرة بأسلوب عصري وفق أرقى معايير الأعمال والتسويق العالمية. يمكن مشاهدة مدى شغف المشاركين وهم يعرضون منتجاتهم بروح واحدة، يقفون بثقة وثبات وهم يمارسون عملهم وتعاملاتهم التجارية في جذب الزبائن وعرض منتجاتهم بطريقة فنية جذابة، فقد يشد الزائر تلك النفوس الطموحة التي لم تركن إلى الكسل والخنوع وإنما حرصت بكل إرادة وتحد أن تجعل من أرواحهم كوادر منتجة قادرة على اقتحام سوق العمل، وعرض ما يمكن أن ينافسوا به المنتجات والأفكار الأخرى. هي محطة حقيقة لتبادل الأفكار بين المشاركين والتعرف على بعضهم البعض وبناء نسيج تجاري بين هذه الفئة الشابة في المجتمع. الذين أدركوا وفي وقت مبكر مدى جدية العمل والإنتاج وما قد يؤول إليه مستقبلهم الذي ينتظرهم على أعتابه، كي يشحنوا طاقتهم ويقفوا وقفة واحدة متكاتفين ومتعاضدين في سوق العمل الواسع. استوقفتنا عدد المشاريع الهائلة في مول دبي، والتي تتمتع بالكثير من الأفكار نتوقف عند حنان حسين إحدى المشاركات في هذا المحفل التجاري حيث تقول : هذه السنة الثانية التي أشارك فيها في معرض التاجر الصغير من خلال تقديم منتج قائم على وهج الكريستال الذي تم إدخاله في عدد من المنتجات التي نقوم بصنعها بأنفسنا كالبراويز والتحف وعمل البراقع التراثية وتطعيمها بالكريستال بالرغم من بساطة فكرة المشروع إلا أننا كونا قاعدة جماهيره جيدة وطلبات مستمرة كانت بمثابة الدفعة القوية للاستمرارية والعمل على ابتكار الجديد. وفي محطة أخرى نجد عددا من الشباب جمعتهم الصحبة ليقدموا فكرة تجارية ينطلقوا بها بالتعاون مع بعضهم البعض يقول سعيد السويدي من كلية التقنية : هذه أول مشاركة لي في التاجر الصغير ولكن لن تكون الأخيرة مشاركتي هذه جاءت أساسا للتعرف على أجواء السوق ونوعية المنتجات وأذواق الزبائن وما هي نوعية البضائع التي يمكن أن تجد له سوقا وإقبال من الآخرين. انحصرت مشاركتنا أنا وعدد من الأصدقاء على بيع بعض الإكسسوارات والقرطاسيات كما لعبنا دور الوسيط بين شركات خارجية وبين عدد من المتعاملين في عرض بضائع مختلفة، يمكن توفيرها عن طريقنا. هذه خطوة أولية لكن في المستقبل القريب نحن بصدد عمل منتجات تحمل طابعنا الخاص نتميز به عن غيرنا. فعالم الإبداع واسع لابد أن ينطلق المرء من موهبة قد تساعده بالنهوض واستغلاله بطريقة مثالية تعود عليه بالفائدة. ومن جانب آخر وزاوية أخرى جذبتنا الأعمال الفنية واللوحة التي علقت على جدران الكشك حيث أخذت أمل لوتاه تخط بفرشاتها بنماذج فنية رائعة من الأعمال التي لا يمكن أن تمر من أمامها دون أن تجذب مهارتها وثقتها العالية في نفسها. وهي استثمرت مهارتها الفنية في رسم عدد من اللوحات لتشارك في التاجر الصغير رغبة منها في التعريف بأعمالها وما نطقتها ريشتها من تفاصيل رائعة. من جانب آخر وجدنا أستوديو تصوير مصغرا حيث وقفت منال أحمد حاملة كاميراتها التي صوبت عدستها لتلقط بعض الصور للزوار الراغبين أخذ صورة فنية لهم. معبراً عن أهمية هذه المشاركات من قبل الشباب للتعرف على واقع العمل التجاري والعمل على استثمار أي فكرة عالقة في ذهنه بطريقة علمية مدروسة، وهذا ما قامت به منال حيث وظفت شغفها وولعها في التصوير لتقوم به في هذه المشاركة. وفي مشروع «اماراتو» وقف عدد من الشباب في زمرة واحدة متعاونين ومتكاتفين، انطلقوا من فكرة عشقهم للوطن، حث نشاهد أعمالهم من القمصان والتيشرتات المبتكرة من ألوان علم الإمارات، هذا العمل الذي أبدع فيه أحمد الجلاف مع مجموعة من أصدقائه المشاركين في هذا المشروع، القائم على تصميم علم الوطن بأشكال فنية مختلفة تحمل اسم الوطن. وهناك العديد من المشاريع والأفكار التي تحاكي مدى ما يتمتع به الشباب من مهارة ورغبة في العمل الذي يمكن أن نستشفه من خلال علاقاتهم وتواصلهم مع الآخرين لتبقى أعمالهم عالقة في ذهن المتسوقين.