السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأيام التراثية تحلق بالفلكلور في سماء الإمارة الباسمة

الأيام التراثية تحلق بالفلكلور في سماء الإمارة الباسمة
11 ابريل 2014 11:46
تعيش الشارقة هذه الأيام أجمل أيامها التراثية في مهرجان يعد كرنفالاً حياً يتجدد سنوياً، ويحتوي على العديد من الأنشطة والفعاليات والأفكار التراثية المتجددة، التي تحلق بالموروث الإماراتي إلى فضاء وزمن واسعين، وتبرز روعة التراث بهدف نشرها وتعريف الأجيال المتلاحقة به من أجل استخلاص العبر والقيم والعادات الأصيلة، بهدف الحفاظ على تراث الوطن وربط أجياله الحالية والمستقبلية بما قدمه الأهل والأجداد، ليكون شاهداً على جزء مهم من تاريخ بلاده. يلقى جناح البيئة الساحلية في أيام الشارقة التراثية إقبالاً جماهيرياً، فيتضمن حرفاً ومهناً وعروض الفنون الشعبية لأهل الساحل غناء النهام، إضافة لركن أسماك الإمارات، ونماذج لسفن تقليدية، ويحظى جناح البيئة الزراعية باهتمام كبير، لأنه يحتوي على حرف ومهن البيئة الزراعية، وسوقاً لمنتجات زراعية، ومعرضاً للأدوات الزراعية، ومنها اليازرة «أداة الريّ القديمة»، ويعرض جناح البيئة الجبلية للزوَّار العديد من الحرف والمهن لأهل الجبال، بالإضافة إلى عروض الفنون الشعبية، وعروض عادات وتقاليد أهل الجبال، إضافة للبيئة البدوية «بيت الشعر»، ويتضمن مناخ الإبل، والعزف على الربابة، وركن القهوة والضيافة العربية، وحرف ومهن البيئة البدوية، وفنون ومأكولات بدوية. تنوع البيئات الزائر إلى القرية التراثية ترغمه قدماه، أن يعرج إلى القرية الإماراتية التي تعرض محلاتها سلعاً وبضائع يمكنه التعرف على ما تتضمنه من تنوَّع للبيئات في الإمارات بداية بالبيئة البدوية والبيئة الزراعية والجبلية، وتعكس جميعها تفاصيل الحياة القديمة التي كان يعيشها أجدادنا في الماضي والحرف التي يعملون بها لكسب رزقهم، فخيمة البدو ومن ضمنها الحضيرة مثلاً تقدم يومياً عرضاً حياً لكيفية عمل القهوة وعمل القرص، أما خيمة الحرف الرجالية فتشتمل على صانع الجلود والبشت والخناجر والدلال. ويكتظ مسرح القرية بالزوَّار الذين يتابعون الفعاليات الموسيقية والغنائية الراقصة للفرق المشاركة والفرق الإماراتية الشعبية التي يتفاعل معها الجمهور ويتعرف على رقصاتها التراثية والفلكلورية المتعددة. ولا تخلو أجنحة الدول المشاركة، من الجمهور المتعطش لمعرفة حضارتها والظفر بشراء نماذج من صناعتها اليدوية وغيرها. وتستهوي المطاعم الشعبية المنتشرة في القرية العديد من الزوار الذين يعشقون الأكلات الشعبية مثل: المرموقة والجامي، والعصيدة، واللقيمات، والهريس، والمردودة، والخبيص، والبثيث وغيرها، كما تنتشر محلات وأكشاك متنوعة تقدم وجبات من دول متنوعة تلقى إقبالاً كبيراً من الجمهور. وحرص القائمون على المهرجان على تخصيص دورات تدريب مجانية خلال الأيام منها: دورة تدريبية في قرظ البراقع، وصناعة البخور والعطور، والحناء، وصناعة المكنسة، والمشب، والطب الشعبي «الوسم»، وصناعة عطر المخمرية، بالإضافة إلى دورات تخصصية لتعلم الطبخ الشعبي وغيرها. مكتبة الطفل وتحظى الطفولة برعاية واهتمام كبيرين من خلال العديد من الفعاليات أبرزها مكتبة الطفل يشرف عليها أربع متطوعات، وتقول منى طلال الدوسي من إدارة التراث، لقد حرصنا على تقديم مكتبة متكاملة ومتنوعة، حيث يقضي الأطفال معنا أوقاتا سعيدة فيها من المتعة والترفيه والتعلم والمعرفة، ولذلك عملنا على تجهيز مسابقات ترفيهية وخصصت جوائز قيمة، بالإضافة إلى ورش تلوين وعروض خفه ومعروض لمهرجين، ناهيك عن ورشة إعادة التدوير لصناعة القوارب الصغيرة، وذلك بالتعاون مع جمعية المتعلمين، أما المركز الإعلامي في القرية التراثية، فيوجد به فريق عمل تقوده بشرى السعدي، يعمل كخلية نحل، ويتابع الفعاليات المختلفة ويرصدها بشكل متواصل. وأثناء جولة بين الأجنحة أشاد الدكتور بدر فيصل الدويش الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، ورئيس الوفد الكويتي المشارك بأنشطة وفعاليات المهرجان، وعن مشاركة الكويت قال: حرصنا على المشاركة في هذه الأيام بتقديم نماذج من التراث، إذ تقدم محاضرتين، الأولى محاضرة كاظمة البحور وعلاقاتها بجيرانها، ويلقيها الدكتور سلطان مطلق الدويش، مدير إدارة الآثار والمتاحف، والثانية «نظام عمل ليتنا ورثناه» ويلقيها الباحث التراثي عبدالله علي الفليح، كما تشارك فرقة القصر الأحمر للفنون الشعبية في أنشطة المهرجان بتقديم لوحات فلكلورية تراثية شعبية. وأضاف: جهزنا جناحا يمثل حرفة السدو لما ترمز إليه من ماضي الآباء والأجداد، وجناح آخر يتناول صناعة وحياكة البشوت، متمنياً إيصال صورة واضحة عن الموروث لدى الكويت والذي يعد جزءا أصيلا من التراث العربي. فيما أعرب محمد السويدي عن سعادته بزيارة هذه القرية مع جميع أفراد أسرته، ويضيف: قضينا ثلاث ساعات ممتعة بين أروقة الموروث الشعبي المتنوع لدولتنا والدول العربية والإسلامية الأخري، التي كان لها تواجد كبير وعرضت الكثير من منتوجاتها، وشخصياً تجولت في أجنحة عدة وتعرفت على فنونهم وعاداتهم، وكذلك صناعاتهم المختلفة، وفتحت القرية التراثية معرفة جديدة للتعرف على هذه الجمهوريات الإسلامية التي ظهرت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ويؤكد راشد آل علي أن زيارة مهرجان الشارقة نابع من الاهتمام بتراث الوطن العزيز علينا، ويتابع: لقد عشنا أجواء ممتعة وساحرة مع جميع الفعاليات وأهمها خيمة البدو ومن ضمنها الحضيرة التي شاهدنا فيها عرضا حيا لكيفية عمل القهوة وعمل القرص، كما استمتعنا وتعرفنا على صناعات مختلفة في خيمة الحرف الرجالية والتي تضمنت على صانع الجلود والبشت والخناجر. أما إبراهيم بشر، فيوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يتسنى له زيارة فعاليات تراثية في الإمارات، ويضيف لقد انبهرت من هذا كم التراث الراقي والمخزون الثقافي للدولة، موضحاً أن القرية فتحت شهيته للمزيد من الاطلاع على ثقافة الإمارات ولمعرفة بعض الأسماء والمصطلحات في الحرف اليدوية والمأكولات. وقدمت أم ماجد من أبوظبي لحضور الفعاليات الأولى لهذا المهرجان الذي يزداد جمالاً وفعاليات عاماً بعد عام، ويؤكد نجاحاته المتواصلة يشهد لها هذا الجمع الكبير من الجمهور الزائر للقرية التراثية، التي جمعت الكثير من التراث وعرضته على جميع الزوار من مواطنين ومقيمين وسياح. (الشارقة - الاتحاد) إضاءة تشتمل الفعاليات على برنامج فكري يشارك فيه 76 شخصية بارزة، منهم مفكرون وأكاديميون وباحثون وإعلاميون مهتمون بالتراث، ويضم مقاهي ثقافية، يتخللها توقيع على عدة كتب تراثية من قبل مؤلفيها، إضافة لأروقة بارزة كالرواق القطري، المغربي، والأفريقي، ويتخلل الفعاليات يوم التراث العالمي، الذي يتضمن الاحتفال به استعراض أزياء الشعوب والفنون الشعبية والعادات والتقاليد بتاريخ 18 أبريل الجاري. الحرفة اليدوية تنسج الماضي بالحاضر لتتمسك بالهوية أزهار البياتي (الشارقة) في قلب الشارقة القديمة ووسط ساحتها التراثية الفريدة، وجدتها منحنية على حرفتها اليدوية بكل همة ونشاط، تلمم خيوطها القطنية بمهارة واقتدار، لتنسج من خلالها شرائط ملونة من شغل «التلي» المميَّز، فتزين به أثواب محلية الطابع والطراز، وكأنها تُعيد أحياء زمن الماضي بصيغة الحاضر والمستقبل، لتحتفظ بأصالة الهوية والانتماء. ولعلَّ عائشة حسن، وهي في أواخر عقدها الخمسين، تُعد واحدة من عشرات النساء الإماراتيات اللواتي شاركن في احتفالية أيام الشارقة التراثية»، وما زلن يتمسَّكن بتلابيب الماضي الجميل، آخذات على عاتقهن فضل نقل هذا الإرث الشعبي إلى الأجيال الحاضرة واللاحقة، من خلال اعتمادهن على الاحتفاظ بنمط الحرف اليدوية والمهن التقليدية التي ميّزت مجتمعنا القديم منذ عقود، والتي عادة ما تمثل الرصيد التراثي والإرث الحضاري لأي شعب، كونها تعكس جوانب من تراثه، أسلوب حياته، وخصوصيته التي تميزه عن الآخرين، كما أنها تؤرخ لجغرافية المكان وتستقرأ صفحات من تاريخه ومحيطه العام. ملامح الثقافة حول طبيعة الحرف اليدوية التي احتضنتها المهرجان خلال هذه الدورة، قالت خلود الهاجري رئيسة لجنة قرية الإمارات التراثية: إنَّ هذا المهرجان السنوي للتراث بكل ما يحمله من ملامح الثقافة والفكر والتاريخ، وبعد ما حققه من نجاحات خلال الدورات السابقة، يعّد تجربة رائدة واستثنائية على مستوى المنطقة، كونه يعتبر احتفالية شعبية ومجتمعية بامتياز، ليأتي بعبق الماضي وزمن الأصالة والجمال، مضفياً أجواء بديعة ترفل بخصوصيتنا المحلية وتراثنا الإنساني، صيغت عبر منظومة ثقافية طموحة، وحزمة من البرامج والأنشطة الفكرية والجماهيرية، من التي تؤرخ لتاريخ الإمارات، وتعكس خصوصية البيئة المحلية القديمة لناحية المهن التقليدية والحرف اليدوية وطبيعة المكان وجغرافيته وأجواءه. وفي أيام الشارقة التراثية بنسختها الثانية عشرة، والتي ما زالت تواصل احتفالاتها الشعبية مستمرة حتى تاريخ الـ 25 من الشهر الجاري، تنطلق من هُناك مساء كل يوم حزمة من الفعاليات والبرامج المنوعة، من تلك التي تحتفي بمفردات وعناصر التراث وتستعيد نمط المورثات الشعبية، مسلطة الضوء على كل ما يتعلَّق بالحرف اليدوية والمهن التقليدية التي عرفت منذ أجيال، باستعراض أوجها من أنواعها وأشكالها وأساليبها المختلفة، وعبر محاكاة واقعية ومعايشة حيَّة تتوافق مع عاملي الزمان والمكان، تمَّت بالتعاون والتنسيق بين عدة جهات رسمية وشعبية ومن مختلف مناطق الدولة، والتي جاءت لتدلو بدلوها في عرس الشارقة للتراث، مدعومة بسواعد نخبة من الحرفيات والحرفيين من أبناء الوطن، والمنتمين بدورهم لعدة مراكز حرفية، خاصة من فئة كبار السن والمخضرمين الذين عايشوا جزءاً من تلك الحقبة الزمنية، وتوارثوا من جيل لآخر أهم الحرف والأشغال اليدوية. طراز تقليدي وتصف من مركز التنمية الاجتماعية «جلفار»، المشرفة فاطمة المنصوري طبيعة مشاركتهم في «أيام الشارقة التراثية» الـ 12: لقد تعودنا في هذا الشهر من كل عام التعاون مع أيام الشارقة التراثية بفريق متميَّز من الحرفيات الإماراتيات، من اللواتي ينتمين لمراحل عمرية مختلفة ويمتلك خبرة متوارثة في عدة مجالات، لنقدم من خلالهن للحضور من الزوَّار، مشاهد حيَّة تستعيد طرق وأساليب بعض المهن والصناعات المحلية المعروفة قديماً، مع نماذج من حرفها اليدوية التراثية، وبذات الأدوات والطراز التقليدي المعهود آنذاك، بحيث توزعنا نحن الـ 24 عضوة، وحسب تخصصنا على أركان معيَّنة من قرية التراث، لنستعرض يومياً وبشكل مباشر تفاصيل وحيثيات كل حرفة تراثية على حدة، وبكافة مراحلها وطرقها التقليدية، هادفين من وراء ذلك منح المشاهدين من الزوَّار والسائحين فكرة تفصيلية وواضحة عن نمط الحرف والمهن التي كان يتقلدها أهالي وسكان المنطقة قديماً، والتي تروي بصورة أو بأخرى أجزاء من مورثاتنا الشعبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©