الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريما جرادات تقود التاكسي النسائي بإحساس وأناقة الأنثى

ريما جرادات تقود التاكسي النسائي بإحساس وأناقة الأنثى
3 ابريل 2011 20:21
لم يعد جلوس المرأة خلف مقود التاكسي أمراً مستهجناً يثير غرابة الناس ودهشتهم برغم اعتيادهم على رؤية الرجال يحتكرون هذه المهنة منذ قديم الزمان، ونظراً لأسباب تتعلق بتوفير المزيد من الحرية والحماية والأمان والخصوصية للمرأة صارت تقودها امرأة من جنسها إلى الوجهة التي ترغب فيها. ريما جرادات امرأة أردنية تبلغ من العمر 29 سنة امتهنت سواقة التاكسي منذ سنة و7 أشهر لدى إحدى شركات المواصلات في مدينة العين، لتكون بذلك سائقة التاكسي الوحيدة التي تحمل الجنسية العربية في مدينة العين بأكملها. تتحدث جرادات عن سبب اختيارها لمهنة سواقة التاكسي وتقول :” اخترت أن أكون سائقة تاكسي لأنني أمر بظروف صعبة تدفعني للعمل وكسب الرزق الحلال، ولأنني لا أحمل شهادة جامعية فلا يمكنني أن أحظى بوظيفة مناسبة على الرغم من بحثي المتكرر عن أي وظيفة تؤمن لي العيش الكريم وتزامن ذلك مع ركوبي مع سائقة تاكسي فلبينية لتوصلني إلى أحد الأماكن فاندهشت من وجودها خلف مقود السيارة وهي تقود بثقة ودراية فسألتها مستغربة هل يمكن للمرأة أن تكون سائقة تاكسي ؟ فأجابتني وما المشكلة في ذلك؟ فسألتها أين وكيف يمكنني أن أتقدم بطلب لأصبح سائقة تاكسي لطالما أنني أحمل رخصة سواقة تساعدني في ذلك، ومن ثم تقدمت بطلب في ضوء المعلومات التي زودتني بها إلى إحدى الشركات وسافرت إلى بلدي وإذا بهم يتصلون بي بعد 5 شهور يطلبون مني الحضور لأخضع لامتحانات روتينية يختبرون فيها معرفتي بالأماكن البارزة كالمولات والشوارع ومدى اتقاني لسواقة السيارة، ولأنني كنت قد حصلت على رخصة السواقة حديثاً فلم أكن أحفظ الشوارع والأماكن مما جعلني أفشل في امتحانهم للمرة الأولى فأعطوني فرصة أخرى نجحت على إثرها في الامتحان، وجلست مع سائقين في الشركة وصرنا نتحاور عن الأماكن والمواقع المختلفة، ويوماً بعد يوم اكتسبت الخبرة وصرت أتنقل بين العين وأبوظبي ودبي خصوصية النساء زبونات كثر يطلبن جرادات بالاسم لتوصلهن إلى وجهتهن عبر الاتصال بالشركة أو على جوالها الشخصي وذلك لأنها سائقة عربية يسهل تفاهمهن معها، والأغرب أنه يوجد زبونات أجنبيات يتصلن بها ويطلبنها لتقلهن في سيارتها توضح ذلك :” إقبال النساء على التاكسي الذي تقوده امرأة كبير جداً فهن يشعرن معنا بالأمان أكثر خصوصاً عندما أنقل موظفات أوطالبات جامعة إلى دبي أو أبوظبي من مسكنهن في مدينة العين وأنتظرهن حتى ينتهين من دوامهن لأصحبهن في طريق العودة الذي تكون مسافته طويلة وقد لا يؤمن على أنفسهن إذا كان السائق رجلًا ، كما أن التاكسي النسائي يحقق لهن الخصوصية والحرية فبعضهن يتعبن من الطريق وقد يضطررن للنوم أو يشعرن بالملل فيخضن بحوارات مع سائقة التاكسي وهذا لا يليق إذا كان السائق رجلًا ، كما أنه يوجد أجنبيات يتحدثن بعض الكلمات العربية يتصلن بي ويطلبن مني أن آتي لأنقلهن من نفس المكان الذي أوصلتهن إليه ...” مواصفات سائقة التاكسي تذكر جرادات أهم المعايير التي ينبغي أن تكون في سائقة التاكسي لتكون مقبولة وناجحة في عملها :” لا بد أن تحمل رخصة قيادة وأن تكون أمينة ولديها حس عال بالمسؤولية، تحافظ على حسن مظهرها ومظهر ونظافة السيارة، وتتحدث اللغة الانجليزية، وتلتزم بالمواعيد، ولديها قدرة على التحمل فهناك زبونات عصبيات يصرخن في وجه السائقة أحياناً إذا كن مستعجلات ولم تسرع “ تعب على المرأة تؤكد جرادات أن مهنة سواقة التاكسي للمرأة من المهن الشاقة إذ أنها تعاني من آلام في الظهر وتعب عام في الجسد نتيجة ذهابها في كثير من الأيام إلى أبوظبي أكثر من 3 مرات وهذا ما يجعلها أنسب للرجل لأنه يملك مقومات جسدية تحمله على التحمل بشكل أكبر لكن المرأة لديها صبر وحرص أكثر فتجدها لا تسرع وتشعر بعظيم المسؤولية الملقاة على كاهلها وهي تقل زبونة تريد أن توصلها بأمان دون أي حوادث لا قدر الله. هناك أيضا نظرة الرجال السلبية، تقول جرادات: بعض الناس ينظرون إلى سائقة التاكسي بأنها امرأة مسترجلة وتزاحم الرجل في مهنة لا تليق فيها لدرجة أنهم يوجهون إلى جرادات الانتقادات اللفظية وينصحونها بترك المهنة والبحث عن أخرى، وفي نفس الوقت يوجد نسبة كبيرة تثني عليها وتبارك خطوتها وتحثها على مواصلة مهنتها لطالما أنهم يجدون أمان نسائهم وأطفالهم معها ويأملون بوجود المزيد والمزيد من سائقات التاكسي. جماليات المهنة وفي سياق مواز لا تنفي جرادات وجود جمالية في هذه المهنة لأنها بعيدة عن الروتين والملل ففي كل يوم تذهب إلى مكان جديد مع زبونات جدد كل منهن تنحدر من بيئة وجنسية وثقافة مختلفة مما ساعدها في التعرف إلى أنماط تفكير مختلفة وتغوص في ثقافات تختلف عن ثقافتها وتكون صداقات جديدة نتيجة فتح أحاديث مختلفة من قبل الزبونات معها يتحدثن فيها عن أمورهن الحياتية بالإضافة إلى أن روعة الأماكن والخضرة التي تسيج الشوارع وحسن رصف الشوارع واتساعها في العين وغيرها جعلتها تشعر بمتعة وأريحية أثناء قيادة السيارة. تلعب جرادات دوراً خطيراً من خلال مهنتها فهي بجانب أنها سائقة تاكسي تجد نفسها مرشداً سياحياً وذلك لأن كثيراً من الزبونات اللواتي تقلهن من المطار خصوصا يسألنها عن أجمل الأماكن التي يمكنهن زيارتها فتبدأ بتعدادها عليهن وتنقل حماسها وإعجابها إليهن بهذا البلد الطيب وأهله.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©