الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكرم ينشر الرخاء ويزيل الضغائن بين النفوس

30 مارس 2012
القاهرة (الاتحاد) - الكرم بذل المال أو الطعام أو أي نفع مشروع عن طيب نفس وهو من اشرف الخصال والسجايا، وأكثر الصفات تأثيرا على المجتمع لما له من الأثر العظيم في المشاعر والنفوس، حيث ينشر المودة والإخاء والتعاون بين الناس ويقي المنفق شر أحقاد من يعطيهم، ويمسح من قلوبهم آثار الحسد والبغضاء. الكرم والجود من مكارم الأخلاق، ومن أفضل الصفات، أوصى الله به نبيه العظيم، وحثنا عليه في كتابه الكريم، وجعله من دلائل الإيمان، وشرفها بالذكر في القرآن وهو عطاء عن رضا في سبيل البر والمعروف ومن أفضل القيم السامية ويدل على سلامة الطبع وصفاء القلوب، ونزاهة النفس ويحقق التكافل بين أبناء الأُمة وينشيء النفوس على فعل الخير وإسداء المعروف. رمز الكرم والكرم كلمة انبثقت من اسم الله «الكريم» ومفهومها العطاء في كل شيء والله تعالى هو اكرم الاكرمين والانبياء والصديقون رمز للكرم والجود. وقد حث الإسلام أصحاب الهمم العالية، والنفوس الطيبة على البذل والعطاء لإخوانهم المحتاجين وحث القرآن الكريم على الجود والكرم قال تعالى: «مثل الذين ينفقون أَموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» البقرة: 261. وقال الطبري: كان هذا كله عطاء، ولم يكن أعمالا يحسبها الله لهم، فجزاهم به حتى كأنهم عملوا له وعملوا عشرا، فأعطاهم مئة، وعملوا مئة، فأعطاهم ألفا، وقال ابن كثير: هذا مثل ضربه الله تعالى لتضعيف الثواب لمن أنفق في سبيله وابتغاء مرضاته، وأن الحسنة تضاعف بعشرة أمثالها إلى سبعمئة ضعف. وقال تعالى: «وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأَنتم لا تظلمون» البقرة: 272 وقال: «الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» البقرة: 274. وقال المفسرون: هذا مدح منه تعالى للمنفقين في سبيله، وابتغاء مرضاته في جميع الأوقات من ليل أو نهار، والأحوال من سر وجهار، حتى إن النفقة على الأهل تدخل في ذلك أيضا وهذا حث لجميع الناس على الصدقة بحيث يتصدقون في الأحوال كلها وفي الأوقات كلها فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. حديث إبراهيم واثنى القرآن على كرم سيدنا ابراهيم ويقول سبحانه: «هل أَتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أَهله فجاء بعجل سمين» الذاريات: 24-26. والكرم سجيه أصيلة عند العرب وجاء الإسلام فنماها وأصلها وزكاها وثبتها فى نفوس أبناء أمته ويتجلى الكرم في أن تجود النفس بالثمين المحبب إليها وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم» البقرة 267، ويقول تعالى :»لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» آل عمران 92 ، والكرم فى الإسلام لا يقتصر على حالة اليسر فقط، ولا على الأغنياء وحدهم بل هو سجية المسلمين جميعا، تتضح معالمه وتبدو قيمته في حالة العسر، وحين تمتد يد الفقراء به قال تعالى: «والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة» الحشر 9. ورغبت السنة النبوية وحثت على الجود والكرم والسخاء وكان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس شرفا ونسبا، وأجودهم وأكرمهم في العطاء والإنفاق، فقد أتاه رجل يطلب منه مالا، فأعطاه صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين، فأخذها كلها، ورجع إلى قومه، وقال لهم: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر. وقد حث صلى الله عليه وسلم على الكرم في جميع صوره وأشكاله، فأمر بإكرام الضيف والجار والأهل والأقارب، وجعل إكرام الضيف حقا واجبا على المسلم، ودليلا على الإيمان الصادق والطاعة لله، يقول صلى الله عليه و سلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» رواه البخاري. والكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار، قال صلى الله عليه وسلم: «السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار» رواه الترمذي. وعن أبي هريرة، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك». وقال النووي: في هذا الحديث فوائد منها الابتداء في النفقة بالمذكور على هذا الترتيب ومنها أن الأفضل في صدقة التطوع أن ينوعها في جهات الخير ووجوه البر بحسب المصلحة ولا ينحصر في جهة بعينها. وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى جواد يحب الجود ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها». والكرم بركة للمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©