الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام حث على الخيرات وبين الأجر العظيم لكثير من الأعمال

الإسلام حث على الخيرات وبين الأجر العظيم لكثير من الأعمال
30 مارس 2012
الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام، وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)، «سورة الفرقان، الآية 62». ذكر الشيخ الصابوني في تفسير الآية: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً)، أي يخلف كلٌّ منهما الآخر ويتعاقبان، فيأتي النهار بضيائه ثم يعقبه الليل بظلامه (لِمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ)، أي لمن أراد أن يتذكَّر آلاء الله، ويتفكر في بدائع صنعه (أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) أي أراد شكر الله على إفضاله ونعمائه، أي جعلهما يتعاقبان توقيتاً لعبادة عباده، قال الطبري: جعل الله الليل والنهار يخلف كل واحدٍ منهما الآخر، فمن فاته شيء من الليل أدركه بالنهار، ومن فاته شيء من النهار أدركه بالليل)، «صفوة التفاسير للصابوني 2/369»، ورب العالمين يبين أنه إنما خلق الزمان والمكان ليستطيع كل إنسان أن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يجحد، وقد جاء في الحديث الصحيح: «إن الله عز وجلَّ يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل»، (أخرجه مسلم). كتب التفسير وذكرت كتب التفسير أن بلالاً، رضي الله عنه، قال كما روى ابن مردويه: (مررت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قبل صلاة الفجر، فسمعته يبكي فقلت: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: «ويحك يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله عليّ في هذه الليلة: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ)، ثم قال: «ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها»، (مختصر تفسير ابن كثير للصابوني 1/348). وها هو رسولنا صلى الله عليه وسلم يرشدنا إلى طريق الحق والنجاة فيقول، صلى الله عليه وسلم، كما روى أبو هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «خذوا جُنَّتكم، قلنا يا رسول الله من عدوٍ قد حضر؟ قال: لا، جُنتكم من النار، قولوا: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنها يأتين يوم القيامة مُنْجيات ومُقَدِّمات وهن الباقيات الصالحات»، (أخرجه الحاكم). ومن المعلوم أنه لا عزة لنا إلا بالقرآن، ومجد هذه الأمة إنما هو في كتابها، ذلك الكتاب الذي ربط بين جميع المسلمين، وكان دستورهم في شؤون دنياهم ودينهم، والروح الذي أحيا أموات أفئدتهم، وأزال الغشاوة عن قلوبهم، والنور الذي أضاء لهم الطريق، وسلكوا به سبيل الهدى والرشاد، فالقرآن الكريم هو المخرج من كل فتنة، والملجأ في كل شدة، كما جاء في الحديث الشريف عن عليّ- رضي الله عنه-، قال: «سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يقول: أَلا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ، فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، هُوَ الَّذِي لا تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلا تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، هُوَ الذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا: إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»، (أخرجه الترمذي). فمِن خصائصِ القرآنِ أنَّك كلّما زِدْتَهُ نَظرًا زادَك عِلمًا، وكلّما ازْدَدْتَ بهِ تَأمُّلا شَغفَك حُبًّا، وكلّما أصغيتَ إليه بسمعِك، وأقبلتَ عليه بقلبِك، ووجهتَ إليه ثاقبَ نظرِك، فَتَحَ الله به عليك فتوحًا، وفَهَّمك منه ما استغلقَ على غيِرك، وكَشَفَ لك به من أسرار الفهم والعلم ما تَقَرُّ به عينُك، وتهيم به روحُك، وينشرحُ له صدرُك، ولذلك كان يَدْأَبُ عليه العلماءُ ليلاً ونهارًا في إقبالٍ ينسون فيه أنفسَهم، فلا يشبعون منه، ولا يَمَلّون دراسَتَه؛ لأنهم ذاقُوهُ فَعَرَفُوهُ. قراءة القــرآن إن ديننا الإسلامي دين الخير والبركة، ومن المعلوم أن الإسلام قد حث على عمل الخيرات، وبين الفضل الكبير والأجر العظيم على كثير من الأعمال، حيث إنه يهدف من خلال ذلك إلى تشجيع المسلمين على القيام بهذه الأعمال ومنها: فضل آية الكرسي عن أُبيِّ بن كعب- رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (يا أبا المنذر! أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر! أتدري أيُّ آية من كتاب الله معك أعظم؟، قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: والله! لِيهْنِكَ العلمُ أبا المنذر)، «أخرجه مسلم». وقد ذكر البخاري في فضل آية الكرسي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: (وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،.... فقص الحديث، فقال: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ معك مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَقَالَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، ذَاكَ شَيْطَانٌ)، «أخرجه البخاري». فضل سـورة الإخلاص (جاء في الحديث الشريف «أنها تعدل ثلث القرآن»، وذلك لأن علوم القرآن ثلاثة: توحيد، وأحكام، وقصص، وقد اشتملت هذه السورة على التوحيد فهي ثلث القرآن)، «إيجاز البيان في سور القرآن للصابوني ص321». عن أبي سعيد الخُدري- رضي الله عنه-: (أن رجلاً سمع رجُلاً يقرأُ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) يُرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرَ ذلك له - وكأَنَّ الرجل يَتَقَالُّهَا- فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «والذي نفسي بيده إنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن»، (أخرجه البخاري). فضل سـورة الملك تسمى سورة الملك: (الواقية) و(المنجية) لأنها تقي قارئها من عذاب القبر، لما روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (إن سورةً من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي سورة تبارك الذي بيده الملك)، «أخرجه الترمذي». الخيرات وسنة الرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو القدوة الحسنة والأسوة الصالحة للمسلمين جميعاً، ونحن نسوق هنا بعض الأحاديث التي تبين فضل الذكر، وكذلك فضل الجلوس في المسجد بعد صلاة الفجر، ليسير المسلمون على هدي نبيهم، صلى الله عليه وسلم. عن أبي أيوب الأنصاري، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: «من قال لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له، لهُ الملكُ، ولهُ الحمدُ، وهو على كُلَّ شيءٍ قديرٌ، عَشْرَ مرَّاتٍ: كان كَمَنْ أَعْتَقَ أربَعَةَ أنفُسٍ من وَلَدِ إسماعيل)، «أخرجه الشيخان». الدكتور يوسف جمعة سلامة خطيـب المسـجد الأقصـى المبـارك www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©