«الكثبان» من الصين إلى الإمارات

مشاركة الإمارات الفاعلة في معرض مهم مثل إكسبو شنغهاي الدولي نجحت في تحقيق أهدافها، والتعريف بحضارة وتاريخ الدولة، أمام عشرات الملايين من الزوار الذين يقصدون المعرض من مختلف الدول، في احتفالية تعد الأضخم من نوعها على الصعيد العالمي. القائمون على جناح الدولة في المعرض أدركوا منذ الوهلة الأولى مدى الفائدة التي يمكن أن تحققها الإمارات من خلال المشاركة بجناح مميز يلفت انتباه الحضور، وسط منافسة قوية بين أكثر من 200 دولة وتكتل إقليمي، تجتهد في عرض أفضل ما لديها ساعية للترويج لحضارتها وإبراز كل ما هو مميز لديها أمام الزوار. لا شك أن للجهود الحكومية دوراً واضحاً في إنجاح فكرة إقامة الجناح، من خلال ما أفردته من ميزانية خاصة لتوفير جميع المتطلبات التي يحتاجها المعرض، واستثمار الجهود والخبرات في سبيل تدشين واحد من أفضل الأجنحة الوطنية في العالم. ولكن الميزة الحقيقية لهذا الجناح الذي جاءت فكرة تصميمه بشكل مستوحى من منظر الكثبان الرملية، تكمن في قابليته لإعادة الفك والتركيب، مما يتيح المجال للحفاظ على محتوى المعرض وإعادة بنائه في أماكن أخرى. هذه الميزة تقودنا إلى دعوة القائمين على المعرض وأصحاب القرار للتفكير بنقل الجناح إلى داخل الدولة. بعد انتهاء فعاليات “شنغهاي” لتتم إعادة تركيبه بشكل دائم في الإمارات، ليضاف بذلك إنجاز آخر لما يتم تنفيذه حالياً من معارض ومتاحف عريقة تعنى بالثقافة والتراث. نقل “الكثبان” إلى داخل الدولة سيتيح لكل من يقطن على أرض الإمارات فرصة التعرف على تاريخها وحضارتها ومسيرة تطورها، بأسلوب مختلف يعتمد على العروض السينمائية والصور والمجسمات التي تستخدم فيها تكنولوجيا تفاعلية ووسائل سمعية وبصرية ورقمية متطورة تكون أكثر تأثيراً وجاذبية. وعلى صعيد القطاع السياحي يمكن أن يشكل مثل هذا الجناح مقصداً لعشرات الملايين من السياح الذين يزورون الدولة سنوياً، حيث يسهم هذا المعرض في تعريفهم بشكل أوسع بتاريخ الإمارات، وإبراز الجانب السياحي والثقافي من خلال مكان واحد. كذلك، فإن وجوده سيمثل فرصة أخرى لتعريف طلبة المدارس والجامعات بشكل خاص بمسيرة الدولة، وتاريخها بعيداً عن الغرف المغلقة والكتب الصماء. omar.arbaia@admedia.ae