الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تـوتــي وداع «ملك»

تـوتــي وداع «ملك»
30 مايو 2017 12:10
محمد حامد (دبي) هل هو حقاً أسطورة؟ سؤال إجابته «نعم» لدى الغالبية الكاسحة من عشاق الكرة الإيطالية، إلا أن البعض يشككون في أسطورة فرانشيسكو توتي؛ لأنه لم يحصل إلا على 5 بطولات مع روما من بينها لقب واحد للدوري، فيما يتمسك عشاق النجم الشهير بمنحه لقب «الملك» واللاعب الأسطوري؛ لأنه ظل وفياً لفريق على مدار ربع قرن، وهو الذي كان مطلوباً لكبار أوروبا، كما أنه أحد عناصر الجيل الذي جلب لإيطاليا مجد المونديال، وتحديداً عام 2006، وقد يكون ذلك سبباً كافياً لدخوله التاريخ. توتي على المستوى الفردي لديه أرقام مميزة، فقد شارك في 844 مباراة، وسجل 316 هدفاً مع روما والمنتخب الإيطالي، وظل متوهجاً على مدار ربع قرن، وهو التحدي الحقيقي، فالنجومية قد تأتي سريعاً للاعب موهوب، ولكن البقاء في القمة لأكثر من 20 عاماً ليس بالأمر السهل، ولكنه يظل من سمات الأساطير، وفضلاً عن ذلك فقد وضع توتي حداً لمشواره مع الساحرة، بعد أن أصبح هدافاً تاريخياً لروما في جميع البطولات، والهداف التاريخي للنادي في الدوري والبطولات القارية، وهو أصغر قائد في تاريخ الدوري الإيطالي، فقد حمل الشارة قبل أن يتجاوز 22 عاماً. بدأت قصة توتي أمام بريشيا في 28 مارس 1993، أي قبل 8830 يوماً، وهو الذي لم يكن قد تجاوز حينها 16 ربيعاً، وفي يوم الوداع والاعتزال بكى بشدة وقال: لقد جاءت اللحظة التي لم أتمناها، وبكى الأولمبيكو تعاطفاً معه في يوم رحيله، فهو رمز الوفاء المطلق في عصر الاحتراف، فليس سهلاً أن يظل لاعب تطارده الأندية الكبيرة وفياً لفريقه طوال ربع قرن. وحينما يواجه توتي سؤالاً حول أسباب تمسكه بالبقاء في روما الذي لم يمنحه الكثير من البطولات، فهو لا يضاهي اليوفي أو الميلان والإنتر في مطاردة البطولات، كما أنه لم يحصل معه على المقابل المالي الذي كان من الممكن أن يحصده في صفوف فريق مثل الريال، وكانت إجابة توتي رداً على ذلك واحدة: لقد تعلمت ماذا تعني الأسرة، إنها الشيء الأهم في الحياة، فهل رأيتم شخصاً يبيع أسرته الفقيرة من أجل أن يحيا مع غرباء أثرياء؟ روما عائلتي. وعلى قدر الوفاء طوال ربع قرن، كانت المكافأة والتي تمثلت في عشق الجماهير لتوتي، فقد بكى الآلاف في الأولمبيكو في مشهد لم يحدث في اعتزال أي لاعب من قبل، وتأثر توتي بشدة من هذا المشهد، إلى حد أنه لم يتمكن من قراءة الكلمة التي كتبها مع زوجته، فما كان منه إلا أن بادر بقراءة سطورها الأخيرة، قائلاً: أشكر عائلتي، وأشكر جماهير روما، هذه هي الكلمات الختامية، لقد فضلت أن أبدأ بها لأنني على ثقة من عدم قدرتي على الوصول لها». الصحافة الإيطالية من جانبها بادرت بتكريم توتي بالطريقة التي تليق به، فقد كانت صحيفة «إل تيمبو» الشهيرة والتي تأسست قبل 75 عاماً، صاحبة المبادرة الأولى، فقد قامت بكتابة اسم توتي بجانب اسمها «إل تيمبو توتي»، وذلك تقديراً له، ليصبح المعنى مثيراً ومدهشاً، وهو «وقت توتي»، مما كان له أثر رائع في شحن الجماهير لأهمية الحدث، وهو وداع الكابيتانو. أما صحيفة «كورييري ديللو سبورت» فكانت الأكثر اهتماماً بملك روما الذي تصدر غلافها هو وعائلته في لحظات الوداع، وعنونت: «توتي أنت الحلم» في إشارة إلى أن وجوده ربع قرن في صفوف روما لم يكن حلماً له، بل كان حلماً لجماهير وعشاق فريق الذئاب، وعشاق الدوري الإيطالي والكرة الإيطالية، وتابعت الصحيفة: «وداع توتي بدا مثل القصص والحكايات الجميلة». وفي موضع آخر، قالت كورييري ديللو سبورت: توتي قال إنه أصبح الآن مثل الطفل الصغير الذي استيقظ من نومه ليشعر بالخوف والفزع، وأشار إلى أن اللحظة التي لم يكن يريدها جاءت رغماً عنه، وتسببت كلمات توتي في بكاء الأولمبيكو بكل من كانوا فيه، كما أشارت الصحيفة إلى أن القدر ابتسم لتوتي في ليلة الوداع، فقد فاز روما على جنوى وأنهى الموسم ثانياً ليتأهل إلى دوري الأبطال مباشرة. أما صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت، فقالت إن المشهد برمته كان أقرب إلى القشعريرة، فقد كان عاطفياً بامتياز، وتابعت: حب ودموع.. شكراً كابيتانو، وأضافت: الوداع، والعائلة، والخطاب، وكل الأجواء كانت عاطفية في الأولمبيكو. أما صحيفة «توتو سبورت» المقربة من اليوفي، فقد اعترفت أن توتي لا يحظى بهذا الحب من جماهير روما فحسب، بل من جماهير الكرة الإيطالية برمتها، وعنونت الصحيفة «قلب توتي». قصة طفل منحه توتي شارة القيادة دبي (الاتحاد) حرص توتي على منح شارة القيادة التي حملها على مدار سنوات طويلة، للاعب ناشئ في صفوف روما يبلغ 11 عاماً، ويدعى ماتيا ألمافيفا، ووفقاً لتقاليد عريقة في النادي، فعل توتي ذلك لأن ألمافيفا هو أصغر قائد في أكاديمية روما، ومن ثم تم نقل الشارة من القائد الأكبر إلى القائد الأصغر، في لقطة ملهمة للأجيال القادمة، ووسط حضور جماهيري تجاوز 70 ألفاً. ألمافيفا من مواليد عام 2006، وهو العام الذي شهد حصول توتي على كأس العالم مع المنتخب الإيطالي، وبعد حصوله على شارة القيادة من توتي، فقد قطع نصف المشوار نحو الشهرة، وارتفعت لديه الثقة في النفس، فالصحافة الإيطالية نقلت صورته، وهو حديث الصباح والمساء في روما، ولكنه يظل مطالباً بأن يسير على خطى «ملك روما» في المستقبل القريب، حيث يترقب الجميع سطوع نجمه في غضون 5 سنوات. وتوقع البعض أن يكون كريستيان الابن البالغ 12 عاماً هو من يتقلد شارة القيادة، أو يرتدي قميص الأب الذي يحمل رقم 10، ولكن هذا لم يحدث، ويتردد أن نادي روما يريد تكريم توتي بحجب قميصه حتى يحصل الابن كريستيان عليه، حينما ينتقل للفريق الأول، فهو ينشط في الوقت الراهن في أكاديمية النادي، ويريد أن يسير على خطى الأب في المستقبل القريب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©