الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مونودراما فلسطينية في حرب بيروت

مونودراما فلسطينية في حرب بيروت
1 أكتوبر 2009 00:09
السؤال الأول الذي تطرحه مسرحية «كلارينيت»: هل تصدأ الذاكرة؟ والسؤال الثاني: حين تتوقف الحرب هل تتوقف كل الذكريات؟ والسؤال الثالث والمهم: متى تتوقف هذه الحروب الغبية التي تحصد الأرواح وتبقي الذكريات المؤلمة؟ هذا العمل المسرحي الذي يقدمه على مدار الساعة الفنان المسرحي الغزي الأصل فادي الغول هو نبش لذاكرة طفل فلسطيني عاش حرب بيروت عام 82 بكل أبعادها وتدور أحداثها في منطقة بين الصحو والنوم بين الحلم والواقع. فقد أخذنا فادي الغول معه ما بين ضحكة ودمعة إلى ما قبل أكثر من ربع قرن، لنعيش معه يوميات الحرب التي لم يستطع الزمن أن ينسيه تفاصيلها، هذه الحرب التي أفقدته والدته، وأعز أصدقائه، لكنها قربته أكثر من الموسيقى، عبر آلة الـ «كلارنيت»، التي وجدها في غرفة مغلقة بفندق خلال رحلة اللجوء الداخلية، في حرب بيروت عام 1982. وقد جسد الغول بمفرده في هذه الموندراما المدهشة، على مسرح القصبة في مدينة رام الله المحتلة أكثر من شخصية علقت في ذاكرته رغم مرور السنين وعثراتها، فهو لا يزال يذكر نورا التي أحبها في الحرب، والأستاذ نصري الذي علمه العزف في الحرب أيضاً، وروزا التي تحدثت عن بشاعة الحرب واكتشفت أنه عاشق، وأبو مرعب الذي أهداه برواز صورته حين عمل لديه لأسبوع، وصديقه الذي كان يرافقه حين أطاحت به قذيفة شاءت الأقدار أن ينجو منها بطل «كلارنيت»، وحكاية مجزرة صبرا وشاتيلا، وكيف أن حنكة جدته، وخروجها برفقته وشقيقته من الباب الخلفي حالت أن يكونوا ثلاثتهم من بين ضحايا المجزرة البشعة التي لا يزال أنين ضحاياه يرتفع ليصم أذنيه في صحوه ومنامه. يقول فادي الغول عن العمل: حكايات حرب بيروت لم تفارقني منذ حدثت.. كنت في العاشرة من عمري، ولا أزال أتذكرها رغم مرور 27 عاماً عليها.. أتذكر تفاصيلها.. كانت حرباً بشعة.. الحروب عموماً بشعة، لكني أعتقد أن حرب بيروت ربما كانت الأبشع، لربما لأنني أنظر إليها بعيون طفل.. حرب بيروت كانت سريالية حيث جمعت بين الفرح والحزن في آن.. حب الحياة ورائحة الموت.. المقاومة والخوف.. ما أردت إيصاله في «كلارنيت» هو الحرب كما يراها الأطفال، وليس الكبار أو رجال السياسة، ما عشته في الحرب حالة غرائبية لا يمكن أن أنساها مهما حدث. ويؤكد فادي بأن العمل يتحدث عن قصته الحقيقية، عن فقدانه لوالدته وحكاياته الأخرى في الحرب، وهو يهدي العمل الذي استمر الإعداد له قرابة العام ونصف العام إلى روح والدته، وإلى أطفال فلسطين، وكل أطفال العالم الذي عاشوا وما زالوا يعيشون الحروب، وخاصة أطفال غزة، الذين لا يختلفون عن أطفال بيروت، ولا عن أطفال العراق. أما مخرج العمل أكرم المالكي فقد أكد أن الموندراما كانت الطريقة الأنسب لتقديم هذا العمل، كون «كلارنيت» عملاً مسرحياً مبنياً على ذاكرة الفنان نفسه، وبالتالي سيكتسب الأداء الكثير من المصداقية لأنه سيخرج كل ما اختزنته ذاكرة الطفل، وتكمن أهمية العمل في أنه يعبر عن آلاف الأطفال الذي عاشوا قصصاً خاصة في حرب بيروت، وعن أطفال لا يزالون يعيشون الحروب في فلسطين وغيرها، مشيراً إلى أن كل إنسان وراءه الكثير من الحكايات التي تستحق التعميم، لكن يجب البحث عن الطريقة المناسبة لذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©