أوباما يدعو مجدداً إلى إنهاء حرب العراق

دافع المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما أمس عن جولته الدولية ومواقفه بخصوص العراق، بعد انتقادات وجهها له خصمه الجمهوري جون ماكين· وأقر المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما أمس باحتمال أن تسبب جولته الدولية إلى تراجعه في استطلاعات الرأي بشكل مؤقت رغم الشعبية التي يتمتع بها في الخارج· وقال للصحفيين في لندن أمس بعد لقائه برئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ''أنا مقتنع بأن كثيرا من القضايا التي نواجهها في الداخل لن تحل بفاعلية إلا اذا كان لدينا شركاء أقوياء في الخارج''· ودعا إلى إعادة تركيز الجهود الأميركية على أفغانستان وإلى إنهاء حرب العراق· وقال ايضا ''لست واثقا بأنه سيكون هناك تأثير سياسي فوري'' بعد هذه الجولة، مضيفا ''حتى انني لن أفاجأ اذا لاحظت بعض التراجع في عدد من استطلاعات الرأي''· وتابع أوباما ''كنا خارج البلاد لأسبوع، والناس قلقون من أسعار الوقود ووضع اليد على العقارات''· وأكد أن ''أحد الأسباب التي جعلت هذه الرحلة مهمة بالنسبة لي هو اقتناعي بأن المشكلات التي نواجهها في بلادنا لن تحل تماما إذا لم يكن لدينا شركاء في الخارج يتمتعون بالصلابة''· وأعرب عن ''امتنان الأميركيين لبريطانيا'' إثر لقائه براون، مؤكدا ''لقد خضنا معا حربين عالميتين ونتحدث اللغة نفسها ونؤمن بدولة القانون واحترام القانون''، مختتما بذلك في لندن جولته الدولية· وكان أوباما التقى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بصفته ممثلا للجنة الرباعية الى الشرق الأوسط قبل لقائه براون، وحرص الأخير على التزام الحياد حيال الانتخابات الرئاسية الأميركية· ويبدو أن الطريق الى البيت الأبيض ما زالت شائكة بالنسبة لأوباما رغم جولته الدولية، إذ أشارت استطلاعات الرأي الى أن ماكين ما زال يتمتع بفرص للفوز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في نوفمبر· ولم تشر استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الى أي شيء من شأنه حسم الموقف لمصلحة أوباما رغم تقدمه بست نقاط على منافسه الجمهوري· ونشرت جامعة كينيبياك دراسة مقلقة جدا بالنسبة لأوباما اذ أشارت أن ماكين حقق تقدما في ولاية كولورادو ويتعقب اوباما في ميشيجن ومنيسوتا، لا سيما وأن هذه الولايات تعتبر حاسمة في الاستحقاق الرئاسي، ولابد لأوباما من الفوز قطعا بها وولايات أخرى رئيسية مثل أوهايو وبنسلفانيا ونيفادا ونيومكسيكو إذا أراد الوصول للبيت الأبيض· وتوقعت استطلاعات رأي أجريت حديثاً معركة محتدمة وتنافسا شديدا في جميع هذه الولايات حتى ان ماكين سجل تقدما في ولايات تعتبر أصلا مكتسبة بالنسبة للديمقراطيين مثل نيوهامبشاير· من جهتها رأت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية أن جولة أوباما الأوروبية ستعزز من شعبيته في الولايات المتحدة· وعلقت الصحيفة في عددها أمس على الجولة الأوروبية بالقول إن هذه الجولة عادت على أوباما بشعبية لا يستطيع أي منافس آخر له سوى أن يحلم بها رغم تباين الآراء إزاء هذه الزيارة في وطنه أميركا· وقال محرر الصحيفة مشيراً لأوباما إن ''العالم يحبه ويريده ثلاثة أرباع الألمان رئيسا لأميركا وكذلك الكثير من النواب المحافظين في بريطانيا''، مضيفا ''لكن المؤسف أن هؤلاء المناصرين له والمعجبين به لا يستطيعون التصويت في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر المقبل''· لكن الجولة الدولية حمته من الانتقادات التي يوجهها له ماكين واتهاماته له بأنه ساذج وليس ذا خبرة في السياسية الخارجية''· وانتقد ماكين أمس الأول مواقف خصمه أوباما حول العراق، مؤكدا أن الأخير كان يتمنى الهزيمة· وقال في مداخلة في دنفر بكولورادو إن أوباما ''لم يؤيد الهزيمة فحسب، بل حاول تشريعها''، وأكد أن الأخير ''أخفق في الاختبار ليصبح رئيسا''، متهما إياه بمعارضته ارسال تعزيزات الى العراق وتوقعه ''اخفاق الجنود''· ورد بيل بورتن المتحدث باسم أوباما على تصريحات ماكين، موضحاً أن ''الأميركيين يأملون بنقاش جديد حول العراق وأفغانستان، والغضب والاتهامات الكاذبة لا تتيح بلوغ هذا الهدف''، مضيفا أن المتنافسين الرئاسيين ''يختلفان حول الاستراتيجية الواجب تبنيها في العراق، لكنهما يتفقان على دعم جنودنا، وحماية هذه الأمة''·