الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ زايد وحرب أكتوبر

25 ابريل 2018 22:02
بعد الهزيمة العسكريّة التي أصابت الدّول العربيّة، وعلى رأسها مصر وسوريا في نكسة يونيو 1967، حاولت هذه الدول استرداد المناطق التي احتُلّت منها؛ حيث قامت إسرائيل باحتلال شبه جزيرة سيناء من مصر، كما احتلت هضبة الجولان الاستراتيجيّة التابعة لسوريا، وشعرت القوات الإسرائيليّة بنشوة النّصر في هذه المعركة، وظنّت أنّ جيشها لا يقهر ولا يغلب، وقد ساهم الدّعم الأميركي لإسرائيل في انتصارها في هذه المعركة. حرب أكتوبر هي الحرب التي دارت بين بعض الدول العربية مع الكيان الإسرائيلي المُحتل، وقد شنتها بالتحديد سوريا ومِصر على إسرائيل عام 1973، حيثُ بدأت الحرب يوم السبت السادس من أكتوبر، والذي يُصادف اليوم العاشر من شهر رمضان. كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إنساناً حكيماً نافذ البصيرة، عربيّاً أصيلاً، بنى دولةً حديثةً في قلب الصحراء، وحضّ شعبه على دروب العلم التي من شأنها الرقي بدولته، إضافةً إلى مواقفه العظيمة من القضايا التي كانت تهدّد أمن الدول العربيّة وسلامها واستقرارها، ونال محبّة الجميع، وبقي خالداً في قلوبهم، وكان بحق شيخ العروبة بحكمته وحنكته وسعيه الدؤوب للعمل على بثّ مظاهر السلام في البلاد. لن ننسى للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما قاله أثناء حرب أكتوبر «البترول ليس أغلى من الدم العربي»، حيث اتفق مع الملك فيصل، رحمهما الله، على منع إمداد الدول الأوروبية والولايات المتحدة وغيرها من الدول الداعمة لإسرائيل بالبترول، مستغلين في ذلك حاجة هذه الدول للطاقة، خصوصاً أن فصل الشتاء آنذاك كان بدأ، وبدأت معه الحاجة إلى الطاقة والتدفئة، وهو الأمر الذي أحدث اضطراباً في تلك الدول. وعلى الفور، قرر مجلس وزراء الدول العربية المصدرة للبترول «أوابك» في 8 أكتوبر 1973 البدء في خفض فوري للإنتاج بنسبة 5 % شهرياً، وقطع إمدادات البترول العربي عن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية التي تساند العدو الصهيوني. وضعت الإمارات كل إمكاناتها المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي، لم يتردد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لحظة واحدة، وأمدّ مصر بعدد كبير من غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، التي أمر بشراء كل المعروض منها في جميع أنحاء أوروبا وإرسالها مع مواد طبية وعدد من عربات الإسعاف بصورة عاجلة مع بدء الحرب، كل ذلك من دون أي مقابل. وقال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «نهضة مصر هي نهضة كل العرب، وقد أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، وهذه هي وصيتي أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم». نجح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ترسيخ حب مصر داخل كل إماراتي، وهو الحب نفسه الذي يكنه كل مصري للشعب الإماراتي. عمرو أبو العطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©