تواصل عمليات الإنشاء لإنجاز مسجد الشيخ خليفة في القدس

يتواصل العمل في مسجد الشيخ خليفة المقام في بلدة العيزرية إحدى ضواحي مدينة القدس حيث يقوم المسجد الذي تموله وتشرف عليه مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية على أرض مرتفعة حيث تقابل مآذنه مآذن المسجد الأقصى من الناحية الشرقية للقدس. وتبلغ مساحة أرض المسجد الذي يعد أكبر مسجد في فلسطين بعد المسجد الأقصى المبارك نحو أربعة آلاف متر مربع ويقع على ربوة عالية تشرف على منطقة واسعة من ضواحي القدس الشريف خلف وداخل الجدار الفاصل الذي أقامته سلطات الاحتلال قبل أربع سنوات لتفصل مدينة القدس عن أحيائها العربية. يقترب من الأقصى وفي لقاءات أجراها مندوب وكالة أنباء الإمارات مع الجهات المنفذة لهذا المشروع الإماراتي الحيوي في منطقة القدس وصف محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني هذا المشروع الإماراتي بأنه الأبرز الذي يقترب من الأقصى المبارك حيث لا يوجد مسجد أكبر منه قريب إلى الأقصى في المنطقة التي تقع في الضواحي الشرقية من القدس الشريف. وذكر أن مسجد الشيخ خليفة يعتبر نموذجاً رائعاً من الاهتمام العربي والإسلامي بالقدس الشريف وهو يعني الكثير مما يطالب به الفلسطينيون من ضرورة دخول العرب والمسلمين بقوة إلى القدس والوقوف مع أهلها في الحفاظ على تراثها الديني وهويتها الإسلامية وقدسية المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله خاصة أنه يتعرض يومياً للكثير من الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدف في المقام الأول إلى هدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. مشاريع إماراتية كبرى وأوضح الهباش أن مشروع المسجد هو من ضمن مشاريع إماراتية كبيرة في الأراضي الفلسطينية وقد عمت المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وشملت المدارس والمنازل والمستشفيات والمراكز النسائية ودور الإيتام والعجزة وغيرها من منشآت المجتمع المدني التي تفيد الإنسان الفلسطيني . وأشار إلى أن الإمارات تركز في مشروعاتها في فلسطين على إفادة أكبر عدد ممكن من الشرائح الضعيفة والأسر المحتاجة كما أنها تعمل على إقامة المراكز الدينية وغيرها بهدف مساعدة الشعب الفلسطيني على أداء شعائرهم الدينية بيسر وسهولة. وذكر الوزير الفلسطيني أن وزارة الأوقاف الفلسطينية تقع في بلدة العيزرية مقر مسجد الشيخ خليفة وهو يشاهد يومياً هذا المعلم الإماراتي البارز في أراضي فلسطين خاصة القريبة من القدس والأقصى الشريفين. من جانبه قال الشيخ عزام الخطيب التميمي مدير أوقاف القدس إن مسجد الشيخ خليفة معلم إسلامي بارز يقترب من الأقصى وهو ما يثلج الصدر ويعطي الأمل بأن الأمة في خير وأنها تعمل جاهدة على الحفاظ على المقدسات وحمايتها من كل أشكال التهويد والهدم. يخدم 100 ألف فلسطيني وأكد الشيخ التميمي أن وجود مسجد الشيخ خليفة في هذا المكان بالذات ضرروي جداً وسيكون مكاناً مقصوداً من جميع المسلمين المقيمين في البلدات الفلسطينية القريبة مثل أبوديس والسواحري الشرقية وجامعة القدس وكذلك مدينة وقرى بيت لحم، إضافة إلى العيزرية أي أنه سيخدم أكثر من 100 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة. وتحدث الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم الاثار والمخطوطات بالمسجد الأقصى عن المسجد فقال أنه بات ضرورياً جداً للتأكيد على أن المسلمين جادون في إقامة مراكزهم ومساجدهم لإقامة شعائرهم الدينية على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية تحاول منع المجاورين للمسجد الأقصى من الوصول إليه. «الهلال الأحمر» والأقصى وأوضح الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم الاثار والمخطوطات بالمسجد الأقصى أن السلطات الإسرائيلية تمنع حتى الآن أي عمل ترميمي لاثار القدس ومبانيها كما تمنع أي جهة الدخول إلى ساحات المسجد الأقصى لصيانتها وتبليطها وإعادة بناء ما تهدم منها. وأشار إلى ما قامت به هيئة الهلال الأحمر الإماراتية قبل أربع سنوات من مشروع «لتبليط» ساحات الأقصى حيث أوقفت السلطات الإسرائيلية هذا المشروع ولا تزال أدوات ومعدات التبليط الإماراتية موجودة في الساحة الشرقية للأقصى المبارك خاصة فوق سطح المسجد المرواني بانتظار إتمام هذا المشروع الحيوي الذي يحفظ للأقصى تراثه ومبانيه من الهدم والاندثار. نهج الإمارات ودعا الشيخ بكيرات الدول العربية والإسلامية إلى اتباع نهج الإمارات في إقامة المباني والمنشآت الحيوية داخل القدس وفي ضواحيها خاصة وفي فلسطين عامة لمساعدة الفلسطينيين على الثبات والبقاء في أراضيهم ومساكنهم وعدم النزوح عنها تحت ضغط الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون والاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك ومنع أهله من الوصول إليه في كل وقت. وقال إن مسجد الشيخ خليفة بن زايد في ضاحية العيزرية هو أفضل دليل على الوعي العربي لمساعدة أهل القدس ومن حولها في البقاء بمواقعهم والثبات عليها وإقامة شعائرهم الدينية بحرية وأمان. من جانبه قال عصام فرعون رئيس المجلس البلدي في العيزرية التي يقع عليها المسجد إن هذا المشروع الإماراتي يعد الأكبر من بين المشاريع الحيوية التي أقامتها الإمارات خاصة في فلسطين والقدس الشريف. المآذن ترتفع 75 متراً وأضاف أن بلدية العيزرية أعطت المسجد مساحة واسعة من الأراضي في تلة مرتفعة ليقوم البناء عليها ويطل على الجهات الرئيسية للقدس والمسجد الأقصى وترتفع مئذنتاه إلى 75 متراً فوق الدور الأرضي بحيث تشاهد من أعلاها أسوار المسجد الأقصى. وأكد أن وجود هذا المسجد الكبير في بلدة العيزرية هو تعبير عن وقوف الإمارات إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساندتها له في كل الميادين. موقع متميز للمسجد وقال إن المنطقة التي يخدمها المسجد هي العيزرية وأبوديس والسواحرة الشرقية، إضافة إلى جامعة القدس التي تضم أكثر من خمسة آلاف طالب تقع الآن خارج القدس بعد انفصالها عنها بالجدار العازل. وذكر رئيس المجلس البلدي في العيزرية أن مسجد الشيخ خليفة يرتفع إلى علو ستة أدوار باعتبار موقعه المرتفع فوق ربوة عالية تطل على مساحات وكثافة سكانية كبيرة ويقع على الطريق الرئيسي بين الأقصى والمناطق التي فصلت عن القدس.