محمد نجيم ( الرباط)
في كتابه الشائق والممتع «مشاهداتي من رحلتي إلى البيرو»، يأخذنا أحمد الدحرشي إلى رحلة نتعرف من خلالها إلى «البيرو» بلاد المآثر التاريخية والأثرية والأسطورة، حيث سجل مشاهدات تلك الرحلة التي قام بها في سنة 2011 بعد مشاركته في المؤتمر الدولي الأول حول «تطوير الأرشيف وتدبير المعلومة»، والذي نُظم بمدينة ليما. يقول المؤلف في مقدمة كتابه الذي جاء في 164 صفحة من القطع المتوسط، والمزين بعدد كبير من الصور الرائعة: «لقد أدهشني وسحرني هذا البلد العريق بمآثره التاريخية والأثرية الضخمة والمتنوعة، وجباله العملاقة، وتعدد ثقافاته وتقاليده وطبخه اللذيذ، وكرم أهله البسطاء الذين رحبوا بي ترحيباً شديداً على نحو غير متوقع، فأنا لم أوفِ هذا البلد الجميل وأهله الحق الذي يستحقونه، مضيفاً: دونت في البداية تفاصيل هذه الرحلة في ثماني تدوينات ونشرتها في مدونتي، من دون أن أفكر يوماً بجمعها في كتاب، مع أنني أحب دوماً رائحة الورق فإنها تنعشني وتنشط ذاكرتي، وهي من أكثر الأشياء التي جعلتني أحب مهنة الاشتغال في المكتبة».
ويتحدث المؤلف عن زيارته الموقع الأثري «ماتشوبيتشو» التي سماها «لؤلؤة الإنكا الأسطورية القابعة بين الأدغال والسحاب»، والتي تمتد على بعد 120 كيلومتراً شمال كوسكو، قائلاً: «ماتشوبيتشو» ليست عادية، فعليك أن تحجز مكاناً لك قبلها بأيام طويلة، سواء عبر شبكة الإنترنت أو من مكتب التذاكر الرسمية في كوسكو، نظراً إلى الأعداد الكبيرة من السياح التي تزور المكان، الأمر الذي حدا باليونيسكو أمام هذا الوضع، دق ناقوس الخطر والتعبير عن القلق خوفاً من أن تتأثر المدينة بهذه الأعداد من الزوار، حيث وضعت الموقع تحت المراقبة المشددة، وأوصت بحصر عدد الزيارات بألف وثمانمئة فقط في اليوم للموقع، وبعد ذلك قامت حكومة البيرو ممثلة في وزارة النقل والمواصلات، بحظر الطيران الجوي حول المنطقة، بعد أن ادعى ممثلو البيئة أن عدداً من الحيوانات والنباتات النادرة، يمكن أن تتأثر بطيران المروحيات.
ثم يأخذنا الدحرشي إلى جولة قصيرة في مدينة «تروخيو» واصفاً الرحلة بقوله: «تشعر وأنت تسير في شوارع المدينة التي تجذبك جذباً ساحراً لتسير في شوارعها، حيث المدينة مُصنفة في قائمة التراث العالمي منذ سنة 1983، وكأنك تعبر بوابة التاريخ المدهشة»، فالبيرو، يقول المؤلف: «تحاول دائماً ربط الحاضر بالماضي، وأن تذكر شعبها بما كان لهم من تاريخ عريق».
عدد اليوم
