الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حزب العمال البريطاني··· في خطر

حزب العمال البريطاني··· في خطر
27 يوليو 2008 01:19
في واحدة من أسوأ الانتكاسات الانتخابية منذ سنوات، مني حزب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون، ''حزب العمال''، بهزيمة كبيرة في انتخابات فرعية في اسكتلندا أُعلن عن نتائجها يوم الجمعة؛ وهو ما يثير أسئلة جديدة حول قدرة براون على الحفاظ على المنصب الذي يشغله منذ 12 شهراً فقط· الهزيمة، التي تعد أكثر إزعاجاً للسياسيين في لندن، جاءت على يد الحزب القومي الاسكتلندي الانفصالي، الذي يدعم استقلال اسكتلندا؛ والجدير بالذكر هنا أن براون اسكتلندي، وأن حزب العمال طالما اعتبر اسكتلندا معقلاً له، حيث يعتمد كثيراً على المقاعد الاسكتلندية من أجل تعزيز وتقوية أغلبيته في الانتخابات العامة؛ ففي الانتخابات العامة لعام ،2005 فاز ''العمال'' بسهولة في دائرة شرق جلاسجو -التي تعتبر ثالث أكثر مقعد أمناً بالنسبة للحزب في اسكتلندا؛ غير أن نتائج الانتخابات الفرعية أظهرت أن الكثير من أوفياء حزب العمال في الدائرة، التي تعاني واحداً من أعلى معدلات البطالة وأدنى متوسطات الأعمار في بريطانيا، غيروا ولاءهم، وهو ما منح الحزب القومي الاسكتلندي هامش 365 صوتاً· وقد تمت الدعوة إلى هذه الانتخابات الفرعية بعد أن استقال أحد المشرعين العماليين هو ديفيد مارشال بسبب ما وصفها بأسباب صحية، ولكن أيضاً في وقت يواجه فيه أسئلة حرجة حول نفقاته البرلمانية· وخلال الحملة الانتخابية، ركز خصوم حزب العمال على مارشال باعتباره رمزاً لحزب يرى العديد من المعلقين السياسيين البريطانيين أنه بات منهكاً بعد 11 سنة متواصلة من الحكم؛ بل إن بعض هؤلاء المعلقين شبه نتائج ''العمال'' بتراجع ''المحافظين'' خلال عقد التسعينيات قبل أن يزيحهم ''العمال'' في 1997 بعد 18 سنة في الحكم· وكانت استطلاعات الرأي التي أجريت قبل التصويت في جلاسجو أظهرت أن الكثير من البريطانيين يُحملون حزب العمال مسؤولية التراجع الاقتصادي الذي أدى إلى انهيار أسعار المنازل، وارتفاع أسعار الغذاء والجازولين والوقود المنزلي؛ غير أن براون يجادل بأن تراجع الاقتصاد إنما يعكس أزمة عالمية لا سلطة للحكومة عليها· وأمام تزايد متاعبه في الداخل، سعى براون إلى تحسين صورته كزعيم في الخارج، مشدداً خلال زياراته المتكررة إلى الخارج على ضرورة بذل مزيد من الجهود بخصوص تغير المناخ والفقر في إفريقيا؛ غير أن مغامراته الخارجية لم تفلح كثيراً في وقف تراجع شعبيته في بريطانيا· وفي رد فعلهم على الهزيمة في جلاسجو لفت مسؤولو حزب العمال إلى أن الانتخابات الفرعية في بريطانيا أثبتت أكثر من مرة أنه لا يمكن الاعتماد عليها كمؤشر دقيق وموثوق على نتائج الانتخابات العامة المقبلة؛ غير أن عدداً من المؤرخين السياسيين يقولون إنه من الصعب تذكر حزب استطاع استرجاع عافيته على الصعيد الوطني والفوز في انتخابات عامة بعد تخلي عدد كبير من أنصاره عنه في انتخابات حول مقعد كان من نصيبه لعقود· وقد اعتبرت هزيمة جلاسجو أسوأ هزيمة لحزب العمال في اسكتلندا منذ 20 عاماً؛ حيث حصلت مارجريت كوران من ''العمال'' على 10912 صوتاً، أي بتراجع 19 في المائة مقارنة مع ما سجله ''العمال'' في الانتخابات العامة لعام ،2005 في حين فاز جون مايسون من الحزب القومي الاسكتلندي بـ11277 صوتاً، أي بزيادة 26 في المائة مقارنة مع ما حققه الحزب في ·2005 اللافت أن شعبية القوميين الاسكتلنديين -الذين كانوا هامشيين في وقت من الأوقات- ازدادت كثيراً خلال العام الماضي؛ حيث يقود أليكس سالموند -زعيم حزبهم والخبير الاقتصادي السابق- الحكومة الاسكتلندية التي شُكلت بعد أن بدأ توني بلير -رئيس الوزراء السابق- ''سياسة نقل الصلاحيات''، أي منح صلاحيات واسعة بخصوص الحكم المحلي لاسكتلندا وويلز· ويُذكر هنا أن سالموند نظم حملة مكثفة من أجل مرشح الحزب في الانتخابات الفرعية، بينما اختار براون البقاء بعيداً؛ وأعلن مايسون -الفائز في جلاسجو- أن نصر حزبه ''ليس زلزالاً سياسياً فحسب، وإنما هو خارج مقياس ريختر، إنه نصر ملحمي هزاته وصلت إلى 10 دوانينج ستريت (مقر رئاسة الوزراء)''· بيد أن آفاق صعود حزب قومي أقوى في اسكتلندا يشكل مصدر إزعاج للساسة البريطانيين من مختلف ألوان الطيف السياسي، لأن الحزب كان قد وعد بإجراء استفتاء حول انفصال اسكتلندا عن بريطانيا وإعلان الاستقلال، لينتهي بذلك اتحاد قائم منذ 1707؛ غير أن استطلاعات الرأي في اسكتلندا تُظهر باستمرار، أن أقل من ثلث الناخبين هناك يؤيدون استقلالاً كاملاً لاسكتلندا، ولكن أغلبية تؤيد بالمقابل توسيع ''سياسة نقل الصلاحيات'' التي أطلقها بلير· وقبل انتخابات جلاسجو، كانت استطلاعات الرأي الوطنية قد أظهرت تقدماً بـ20 نقطة مئوية أو أكثر للمحافظين-المعارضة- كما أظهرت أن العمال يواجهون خطر التراجع إلى المرتبة الثالثة وراء الديمقراطيين الأحرار؛ والواقع أنه في حال تكرار سيناريو الانتخابات الفرعية في جلاسجو في الانتخابات العامة، مع تخلي نحو 20 في المائة من الناخبين عن ''العمال''، فإن الكثير من أعضاء الحكومة، بمن فيهم براون الذي يشغل مقعداً عن اسكتلندا، سيجدون أنفسهم أمام خطر التنحية من البرلمان وهزيمة ''العمال'' على الصعيد الوطني؛ يذكر أن الانتخابات العامة المقبلة، يجب أن تُجرى قبل نهاية ولاية ''العمال'' الثالثة في الحكم -كل ولاية من 5 سنوات- أي بحلول يونيو ·2010 جون بُرنز- لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©