الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السلع الفاخرة تعود إلى «دائرة الانتعاش» أوروبياً

3 ابريل 2011 21:49
عاد المستهلك الأوروبي لإنفاقه المتباهي على السلع الفاخرة بالرغم من حالة الكساد الاقتصادي التي تعانيها المنطقة مع استمرار أزمة الديون السيادية. ودفع هذا الانتعاش المفاجئ في مبيعات السلع الفاخرة من ملبوسات ومجوهرات وأدوات الزينة في البلدان الكبيرة مثل فرنسا وإيطاليا، شركات السلع الفاخرة الأوروبية الكبيرة إلى ضخ الكثير من الأموال الاستثمارية في بلدانها الأم بعد بحث عن عملاء جدد في الأسواق الناشئة دام لمدة عقد كامل. ونما نصيب أوروبا في سوق السلع الفاخرة الذي يبلغ قوامه نحو 168 مليار يورو “238,9 مليار دولار”، من 35% في 2004، إلى 37% في 2010، في الوقت الذي تراجعت فيه النسبة في كل من الأميركتين واليابان. وحققت مجموعة “جوتشي” التابعة لشركة “بي بي آر” الفرنسية والمالكة لعلامات مثل “جوتشي” و”إيف سان لوران” نمواً قدره 13% في أوروبا العام الماضي بعد خسارة بلغت 6.5% في السنة التي سبقتها. كما ارتفع نمو “هيرمز إنترناشونال” المتخصصة في صناعة حقائب “كيلي” ومستلزمات أخرى، إلى الضعف في أوروبا بنسبة قدرها 18% في 2010، مقارنة بعام 2009. وتُعزى أسباب انتعاش سوق السلع الفاخرة في أوروبا نسبياً إلى التأثيرات الآسيوية ولدرجة الإنفاق الكبيرة خاصة من قبل السياح الصينيين الذين دأبوا على السفر سنوياً إلى فرنسا وإيطاليا. ويعتبر السياح الصينيون من أكثر الجنسيات إنفاقاً على السلع الفاخرة في فرنسا مقارنة بأي جنسية أخرى بنسبة تبلغ 29% من جملة الإنفاق. وفي إيطاليا، يحل الروس في المرتبة الأولي بنسبة إنفاق تبلغ 27% ليأتي بعدهم اليابانيون بنسبة 12%، ومن ثم الصينيون بنحو 10%. ويجدر بالذكر، أن الصينيين يسجلون حضوراً أكثر في سوق السلع الفاخرة الأوروبية عنها في السوق الأميركية التي يتطلب الوصول إليها تأشيرة دخول لأميركا. ومن المؤكد أن معدل التحول سيزيد في أعقاب الزلازل التي ضربت اليابان مؤخراً. وكانت اليابان تحتل المرتبة الثانية بعد أميركا بالنسبة لمبيعات السلع الفاخرة، حيث تشكل 11% من سوقها العالمية. ومع ذلك، انخفض نصيب اليابان من 16% التي كان عليها في عام 2003. ومن المؤكد تراجع هذه النسبة بشكل كبير نتيجة للأحداث الأخيرة. وتنم زيادة المبيعات عن القوة الأساسية التي تتمتع بها الاقتصادات الأوروبية والتي وضحت جلياً إبان الأزمة المالية الاقتصادية الأخيرة. وكذلك لانخفاض معدل الديون الأسرية ولشبكات السلامة الاجتماعية التي جعلت الناس يعيشون في راحة وأمان. ونجد مثلاً أن معدل الديون الأسرية في إيطاليا بالنسبة لدخل الفرد يساوي نحو 80%، أي أقل بكثير مقارنة بأميركا عند 130%، وذلك وفقاً للتقارير الواردة عن “منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية”. وكانت النتيجة استمرار قوة الاستهلاك في أكبر سوقين من أسواق السلع الفاخرة في أوروبا إيطاليا وفرنسا بالرغم من حالة الركود السائدة في القارة. ويقول بير كارلو المدير الاقتصادي في المنظمة “عمل انخفاض معدل الديون الأسرية بمثابة المقاومة التي مكنت المستهلك الأوروبي من الاستمرار في الإنفاق”. وتعتبر الاقتصادات الأوروبية الأكثر معاناة مثل اليونان وايرلندا وإسبانيا، الأقل مساهمة في حركة شراء السلع الفاخرة. وتحل بلدان غرب أوروبا مثل بريطانيا وألمانيا خلف إيطاليا وفرنسا من حيث قوة الإنفاق. وشهدت الصين وروسيا وبعض المدن الأميركية الصغيرة خلال السنوات الأخيرة، استثمارات معظم شركات الموضة الكبيرة مثل “لويس فيتون” و”جوتشي” و”بولجاري”. وساعد النمو الكبير في هذه المدن في التعويض عن بطئه في إيطاليا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى. وكان نمو العام الماضي البالغ 10%، أفضل ما حققته فرنسا خلال فترة الست سنوات الماضية. كما أدى ارتفاع المبيعات في أوروبا إلى عودة شركات السلع الفاخرة إلى مواطنها الأصلية مرة أخرى. وتقوم “لويس فيتون” مثلاً ببناء مصنع لها في جنوب فرنسا. كما تم تشييد منطقة جديدة للسلع الفاخرة في “الضفة الشمالية” في باريس، حيث يعيش الأثرياء من الفرنسيين. وبالرغم من ذلك، لا تزال محال السلع الفاخرة في فرنسا قليلة مقارنة ببعض مدن التسوق الكبيرة مثل ميلان وميامي. وتنتشر محال السلع الفاخرة في إيطاليا في العديد من مدنها من تورين إلى باليرمو على العكس من فرنسا، حيث تتركز كثافة الإنفاق في باريس ومنطقة الريفيرا. وسهل ذلك من مهمة شركات مثل “بولجاري” للاستفادة من المبيعات المحلية، حيث تشكل مبيعات الشركة في إيطاليا 11% من جملة مبيعاتها البالغة 1,1 مليار يورو. نقلاً عن “وول ستريت جورنال” ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©