الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اشترِ كيساً واستأجر عربةً ثم تسوق

اشترِ كيساً واستأجر عربةً ثم تسوق
27 يوليو 2008 01:34
تطرأ مستجدات كثيرة على عملية التسوق في البلاد، يتعامل معها الناس في الفترة الأولى بغرابة حينا واستياء وتذمر حينا آخر· أكياس كبيرة تباع بدرهمين تستوعب عدة مشتريات دفعة واحدة· أحد متاجر بيع المواد الغذائية والسلع المنوعة يبيع الكيس البلاستيك بعشرين فلساً· ومتاجر أخرى تقفل بالأسلاك على عربات التسوق، التي من غير الممكن استعمالها داخل صالات العرض إلا بعد فك أسرها بدرهم· وفي هذه الحال فإن المتسوق لن يستعيد درهمه إلا إذا أرجع العربة إلى المكان المخصص· وفي حال تكاسل مستخدمي العربات، تعود الدراهم المتراكمة على مدار الساعة إلى عمال المواقف· تفرض المحال التجارية الكبرى سلوكيات على المتسوقين، ولا تترك لهم حرية الاختيار أو حتى الاعتراض· وبغض النظر عما إذا كان الدافع مادياً أو للحفاظ على البيئة ولتعويد الناس على النظام وعدم الاتكال، فإن الواقع ترك آثاره على كثيرين· يبحث المحامي حسان محمود في جيبه عن درهم ليحظى بعربة تسوق، ويقول: ''لم يكن ينقصنا وسط مصاعب الحياة إلا مثل هذه التعقيدات المركبة''· ويعرب عن استغرابه من الأسباب الكامنة وراء هذه الرسوم المستجدة على عملية التسوق، ''التي لا يجدها المعنيون مكلفة، لكن مع تراكمها يوما بعد يوم تشكل إضافة مالية مزعجة بالنسبة إلى الموظف العادي الذي يتوجه إلى السوبرماركت مرات عدة في الأسبوع''· ميدالية الإنقاذ في الأثناء يدخل الحدث مهندس الديكور فراس لويس، الذي يبدو متحمساً لحل عملي موجود بين يديه· يعرض ميدالية للمفاتيح أطلقتها إحدى الشركات لتوفر على موظفيها مغبة الوقوع في ورطة عدم وجود الدراهم في جيوبهم لحظة الحاجة إلى عربة تسوق· والميدالية هي عبارة عن جهاز مغناطيسي يلتقط قطعة معدنية على شكل الدرهم، عليها من الخلف رسم عربة التسوق· ''هكذا وللحفاظ على ميداليتي الاستثنائية أضطر دائما إلى إعادة العربة إلى مكانها· وهذا سلوك إيجابي وهو في رأيي يعوّد الناس على عدم الفوضى وترك العربات في المواقف بشكل عشوائي يعوق حركة السيارات ويتسبب دائما بخدشها''· داخل أحد هذه المتاجر التي ابتكرت لنفسها أنظمة جديدة لجهة استعمال أكياس التبضع، لا نلحظ أعدادا كبيرة تستعمل الكيس الاقتصادي· ووسط المتسوقين كانت السيدة أمل البدري على ''كاونتر'' الدفع ترفع مشترياتها من الكيس الكبير الذي يباع بدرهمين: ''أنا معتادة على استعمال الحقائب القش أثناء التبضع منذ كنت أقيم في أوروبا· فهناك، معظم الناس يلجؤون إلى هذه الطريقة للتقنين من استعمال أكياس البلاستيك المضرة بالبيئة· وأرى أنه من المفيد جداً أن يصار إلى تعميم هذه التجربة على نطاق أوسع، مع امكانية الاستعاضة كليا عن تلك الأكياس بأكياس من الورق قابلة لاعادة التدوير''· تعترض عايشة خلف على فكرة بيع الأكياس كأي سلعة أخرى: ''فهذا غير منطقي، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى اضطرار المتسوقين إلى حمل مشترياتهم بلا أكياس بقصد تقليص قيمة المدفوعات غير الضرورية''· أما هي فلا يمكنها فعل ذلك لأن ''الأمر مخجل''، لذلك تراها تؤكد على عامل الكاونتر التقليل من عدد الأكياس قدر المستطاع· وهكذا توفر على نفسها نفقات إضافية· وتختم بسؤال تضعه في رسم الجهات المعنية: ''إلى متى سيظل المتسوق رهينة في أيدي التجار؟ وماذا بعد هذه المستجدات التي لا معنى لها في رأيي إلاَّ المزيد من استنزاف جيوب المتسوقين؟''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©