الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرطب.. حين تثمر النخلة ذهباً

الرطب.. حين تثمر النخلة ذهباً
27 يوليو 2008 01:42
حبات ذهب أصفر، ترسل نفسها عناقيد فرح خاص، رطب جادت به النخلة في موسم الصيف الذي يعكس ألقها وروعتها· الرطب، هو طبق ضيافة النخلة التي تكرم به أهل الخليج كل عام· وفي الإمارات التي تحظى فيها النخلة بعناية خاصة ما إن تبدأ رياح الصيف بالهبوب حتى تؤتي النخلة الكريمة أكلها، وتبدأ حبات الرطب الغنية بزف التباشير بموسم قطاف جديد· يقول المهندس محمد سالمين العلوي من جامعة الإمارات وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور: ''شجرة النخيل من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، ويزيد عمرها عن أربعة آلاف عام، والخليج العربي موطنها الأصلي، حيث ينمو أفضل أنواعها''· ويعتبر ظهور حبات الرطب على ''العذوق''، وهي العناقيد بالفصحى، إشارة لاقتراب ختام الدورة الطبيعية للنخلة، فتبدأ النخلة بترويس (قص) الكرب (قاعدة السعف) المتخلفة من السابق، وقص الأشواك من الجزء السفلي لكل سعفة كي لا تؤذي المزارع عند اعتلائه النخلة في عمليات تالية· وبعد ذلك، مرحلة التنبيت أو التلقيح، ثم اللفاف وهي لبعض أنواع النخل فقط، إذ تلف فيها العذوق الجديدة بالليف أو الشباك، وبعدها التحدير وهي مرحلة تحنى فيها العذوق من أعلى إلى الأسفل حتى تلامس السعف السفلي (الخضر) وتربط بالحبال، كي لا يشق على المزارع جني الرطب فيما بعد، كذلك يتم إزالة السعف القديم من موضع الكرب، وبدء ظهور الرطب يؤذن بانتهاء مراحل تجهيز النخلة للموسم، وبدء مراحل الاهتمام بالثمار· يتابع المهندس محمد سالمين العلوي: ''تمر حبات الرطب بمراحل عدة قبل أن تغدو تمرة، أولها مرحلة تكون فيها حبات الرطب صغيرة خضراء ملتصقة بعرجون العذق وطعمها مر، وحين تكبر الثمرة وتصبح كروية خضراء تسمى بالخلال، وطعم الخلال في العادة مر وعفصي، وبعض الخلال لا يصلح للأكل، وبعضه الآخر يؤكل مثل الخنيزي والغراء، وفي نهاية مرحلة الخلال تصبح الخلالة (شهلة)، أي يخالط اخضرارها اللون الأصفر أو الأحمر حسب الصنف· وحين تتخذ الثمرة حجمها وشكلها ولونها النهائي تسمى ''البسر''، وهو أكثر صلابة من الرطب، وأغلبه لا يؤكل بسبب وجود شيء من المرارة في طعمه، وهناك بسر قليل الحلاوة، وهناك أنواع متوسطة الحلاوة وأنواع ذات حلاوة كبيرة وهي التي تؤكل، مثل الخلاص والخنيزي، وتكون هذه المرحلة آخر خطوة لتصبح الثمرة بعدها ''رطباً''، وهو يعني نضج الثمرة حتى لو نضج نصفها فقط، وهو موسم استهلاك الثمار عادة''· فوائده الغذائية يتابع العلوي: ''كان التمر والرطب غذاء أهل الخليج قديماً، ومازالت الكثير من البيوت الخليجية لا تستغني عن وجود الرطب والتمر فيها أبداً، وهذا دليل على أن الرطب يمثل جزءاً رئيسياً من غذاء أهل الخليج، خاصة أنه غذاء متكامل العناصر، ولاسيما في المواد المنتجة للطاقة· فالتمر مصدر عظيم للسكريات البسيطة السهلة الهضم والامتصاص والتمثيل كالجلوكوز والفركتوز والسكروز، ومن ثم يُعد مصدراً مركزاً للطاقة الحرارية، حتى أنهم قدروا أن الطاقة المتولدة منه تفوق نظيرتها في اللحم والدواجن والأسماك· ففي حين يتولد عن كل 100 جرام تمر 303 سعرات حرارية، لا ينتج القدر نفسه من لحم الدجاج سوى 139 سعرة، ومن الأسماك 59 سعرة، وقد وجدوا أن الكيلوجرام الواحد من التمر يعطي الجسم كمية من الطاقة تكفي لقيام شخص بالغ بأداء أعماله طوال يوم كامل إذا اقتصر عليه وحده· أربع مراحل عادة، لا تنضج ثمار الرطب في العذق الواحد دفعة واحدة، وإنما تستغرق 3-4 أسابيع في الأصناف المبكرة، و2-3 أشهر في الأصناف التي تتأخر، وتزداد المدة بحسب صنف النخلة، والظروف الجوية السائدة، ويتم جني الرطب في الإمارات على أربع مراحل: الأولى في مرحلة البسر قبل الإرطاب كما في أصناف البرحي واللولو والخنيزي والخصاب والهلالي· والمرحلة الثانية في بداية الإرطاب كما في الأصناف المبكرة مثل الخصاب والهلالي· والمرحلة الثالثة يجنى فيها الثمر بعد اكتمال الإرطاب وازدياد نسبة السكريات الذائبة في الثمرة، وهذه المرحلة تعتبر عامة لأغلب أنواع النخل· والمرحلة الرابعة التي تجنى الثمار فيها بعد جفافها ودخولها مرحلة التمر كما في صنف اللولو·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©