الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشطرنج تجذب ذوي الحاجات الخاصة

الشطرنج تجذب ذوي الحاجات الخاصة
27 يوليو 2008 01:44
زكية السويدي، هدى علي، فاطمة سبيل، غالية وبسمة وشيماء وحكيمة عشقن لعبة كش ملك ، فوجدن مستقبلهن على صهوة حصان شطرنجي، في رقعة صغيرة يتحارب فوقها الملوك والأمراء والوزراء والأفيال والأحصنة· لم يكن متوقعاً أن موهبتهن في لعب الشطرنج ستنضج وتغير مجرى حياتهن ليفزن في الرهان ويكسبن الجولة· ''من يظن أن ذوي الحاجات الخاصة لا فائدة ترجى منهم فهو مخطئ، ومن يعتقد أن هؤلاء مصدر للخجل وليس للفخر فهو مخطئ، ومن يظن أن المعوقين لن يستطيعوا شق الحياة ومواجهة العقوبات والصعوبات فهو مخطئ· فها هن فتيات من ذوي الحاجات الخاصة، إعاقتهن بين الصم والبكم، تحدين إعاقتهن من خلال دخول عالم الشطرنج ليثبتن للجميع أنهن معوقات ولكن لسن عاجزات''· بهذه العبارات تبدأ موزة الكعبي، مديرة ''نادي دبي للرياضات الخاصة للفتيات''، احتفاءها بالفتيات اللواتي يقلن ''كش ملك''، وقد ''وجدن أنفسهن يقتحمن لعبه ذهنية قديمة، ولعبة حرب بين جيشين، أحدهما أبيض والآخر أسود· أما ساحة المعركة فهي رقعة مربعة مقسمة إلى 64 مربعا يتناوب فيها لونان مختلفان'' · تتابع مديرة النادي: ''يعتبر الفريق النسائي من ذوي الحاجات الخاصة في دولة الإمارات الأول من نوعه على مستوى الإمارات، وبلغ عدد المشاركات فيه نحو سبع مشاركات· فالفتيات دخلن هذا المجال من أجل إبراز الطاقة الكامنة لديهن، مؤكدات أن الإعاقة لا تقف حائلا أمام طموحاتهن، وقد شاركن في بطولات محلية وخارجية عدة وحصلن على نتائج باهرة، على الرغم من وجود لاعبين دوليين مشــاركين، إلا أن الفريق حصل على معدلات أكثر من النصف وهذه بداية مشرفة لهن· باب التحدي تعلمت لعبة الشطرنج منذ (عام 2004)، أحبت دخول اللعبة من باب التحدي، لكي تثبت للجميع أن إعاقتها لن تمنعها من اللعب· وهى من اللاعبات المتميزات في هذه اللعبة· تقول زكية السويدي: ''كانت لدي خلفية بسيطة عن لعبة الشطرنج، وكنت أعرف أسماء القطع وكيفية ترتيب الأحجار على الرقعة· وعندما دخلت نادي دبي للرياضات الخاصة للفتيات، وجدت أن هناك مجموعة من الفتيات يمارسن هذه اللعبة· فدفعتني إرادتي إليها''· فخورة بنفسها تحكي زكية عن مشاركتها في إحدى البطولات المحلية: ''حصلت فيها على المركز الثاني· هذا إنجاز لي''· وتستدرك زكية: ''الغرض من المشاركة في أي بطولة هو الاحتكاك باللاعبين ذوي الخبرة في اللعبة واكتساب المزيد من المعلومات· كما زكية كذلك هدى، وجدت نفسها بين ليلة وضحاها متحمسة شغوفة بلعبة الشطرنج، و شعرت أن وقت فراغها لم يذهـــب هدراً، وتعلمـت، كما تقول الكثير من هذه اللعبة، وخصـوصاً الصبر والتفكير قبل اتخاذ القرار، والتخطيط قبل كل شـيء، إضافة إلى فن هذه اللعبة الذهنية وأصولها· بطولة عفوية بعفوية وبراءة تعلن هدى علي، التي فازت بالمركز الثالث في بطولة الإمارات للفتيات للشطرنج لعام ،2007 أن دخولها هذه اللعبة كان من باب ''التحدي''· فالجميع ينظر إلى ذوي الحاجات الخاصة باعتبارهم عالة على المجتمع وليسوا قادرين على شق الحياة، ولكن باعتبارنا نحن الفريق الأول النسائي في هذا المجال أثبتنا للجميع أن الإعاقة لا تحول بين المجتهد والطموح والتحدي· وعمر الفريق سنوات عدة، وقد شاركت مجموعة من فتياته المتميزات في بطولات خارجية عدة وحصلن على المركز الأولى بالرغم من إعاقتهن، ولكن الإصرار كان الهدف الأول الذي يطمحن إلى تحقيقه· أما صديقتها شيماء شهاب الحاصلة على المركز الرابع في بطولة الإمارات الفردية للشطرنج، فتجد أن مشاركتها كانت ''لاكتساب الخبرة والاحتكاك وتعلم المزيد من أصول لعبة الشطرنج''· تشعر حكيمة سيد بالفخر كونها ضمن الفريق النسائي من ذوي الحاجات الخاصة، وتروي: ''حبي لهذه اللعبة جعلني أمارسها في النادي، الى جانب ممارستها مع المدربة أمل حافظ، التي لم تبخل علينا بأي معلومة، حتى أنها تفعل المستحيل لنصل إلى المستوى المطلوب''·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©