الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيفاء المنصوري: أينما يكن زوجـي أكن

هيفاء المنصوري: أينما يكن زوجـي أكن
27 يوليو 2008 01:50
هي الأمومة منحتها شحنة من الهدوء النفسي، أم هي الغربة فتحت عينيها نحو آفاق جديدة فيها متسع من السكون· فمنذ زواجها وانتقالها للعيش في أستراليا، والمخرجة السعودية هيفاء المنصوري متوارية عن الساحة الفنية ومنشغلة في نفسها وحياتها وتفاصيلها كما تقول· التقينا بها صدفة في إحدى الفعاليات التي أقيمت في العاصمة أبوظبي، حيث كانت من ضمن المدعوين الى نشاط ثقافي، وللوهلة الأولى لم نكن لنتعرف إليها لأنها بدت مختلفة· فهي هنا ليست وراء الكاميرا ولا جالسة على منبر اعلامي تسهب في رأيها، وانما مرتبكة في التعامل مع رضيعها آدم ابن الثلاثة أشهر· تحاول إطعامه زجاجة الحليب لكنه يأبى، فتستعين بأي سيدة تمر بجانبها لتتمكن من فتح حقيبة الصغير المليئة بالحفاضات والألعاب، ثم تقول في ذاتها ''حبيبي ربما يشعر بالمغص، أو قد يكون متعبا· لا أدري سأحاول أن أربت على كتفيه لعله يتجشأ ويخلد للنوم''· انقلاب حلو نسألها عن غيابها وأحوالها، فتجيب بابتسامة تظهر شعورها باختلاف المرحلة ''أنا منهمكة حاليا بطفلي وزوجي ودراستي· كنت أظن أن الزواج وحده سوف يغير حياتي، لكنني اكتشفت أن لا شيء يقلب الموازين كما تفعل الأمومة''· وهو انقلاب حلو، لأنه وباعترافها جعل منها انسانة أخرى أكثر سلاسة وتسامحا وأكثر قدرة على التعاطف مع الآخرين· تتحدث هيفاء عن شخصيتها فتقول: ''لقد عرفني الناس مشاكسة صلبة وعنيدة، أتمسك برأيي وأحارب من أجله· وقد يستغرب البعض هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ علي بعد سفري إلى الخارج، إذ باتت تشغلني أشياء أكثر عمقا ساعدتني على تجاوز صغائر الأمور من دون الانصراف عن الأساسيات''· لكن ما هو السر في ذلك، وهل كان بسبب اللغط الذي دار حول زواجها بأميركي؟ وهي سعودية خرجت عما هو سائد ليكون لها ما تريد· تجيب سريعاً ''أولا أنا لم أتحد أحدا في زواجي ولم أخالف الدين· قد يكون الموضوع استفذ فئة من المجتمع، لكن عقد قراني تم بهدوء داخل المملكة العربية السعودية وبموافقة رسمية من الدوائر الشرعية بعدما أشهر زوجي إسلامه''· تسهب الزوجة المحبة في وصف المزايا التي يتمتع بها زوجها ''هو دبلوماسي مثقف ومتفهم، يحترم أهلي وهم يبادلونه الثقة والمحبة''· تعرفت إليه هيفاء حين كان يعمل في القنصلية الأميركية في مدينة الظهران، وكان وقتها يلتقي بالمفكرين والاعلاميين بحكم عمله· وهكذا وقع الاعجاب بينهما وتمت الخطوبة والزواج خلال اقل من سنة، انتقلا بعدها للعيش في أستراليا حيث مهمته الدبلوماسية الجديدة· ''وهكذا اضطررت إلى السفر معه طبعاً، فأينما يكن زوجي أكن، بغض النظر عن طموحي المهني· فأنا الآن زوجة وأم في الدرجة الأولى، وإلى جانب ذلك أتابع دراستي في سيدني لنيل الماجستير في الاخراج''· وقد حصلت هيفاء المنصوري على منحة خاصة من استراليا للتخصص في الإخراج، لا تتاح إلا لـ40 شخصا حول العالم ممن يثبتون قدراتهم المهنية· وهي تراها فرصة ذهبية تمكنها من ضرب أكثر من عصفور في وقت واحد· حفيف الغصون تكشف هيفاء الحالمة نقطة ضعفها، فهي تحسب السعرات الحرارية في كل طبق تتناوله، وتحرص على المظهر الصحي والرشاقة· تقول ''بعدما وضعت مولودي اكتسبت الكثير من الكيلوجرامات التي لا أخفيكم انها تحرجني خصوصا أنني معتادة على ارتداء الملابس المريحة البعيدة عن التعقيدات''· وغالبا ما تظهر هيفاء في حياتها اليومية بالملابس الرياضية أو ''الجينز'' و''التي شرت'' لتتمكن من الحركة بنشاط وانطلاقة شبابية· تنعكس هذه الطباع الحرة في شخصيتها أيضا على أوقات فراغها التي، بالرغم من قلتها في هذه الأيام، إلا أنها تمضيها في المطالعة والمشي في الطبيعة ومراقبة الطيور· ''السهول والأشجار في أستراليا غاية في الروعة وهي تلهمني لتحضير أعمال استثنائية مستوحاة من الخضرة وحفيف الغصون''· وهيفاء كما يعرفها الكثيرون امرأة اجتماعية من الطراز الأول تهتم بجمع الصداقات من حولها وتكون السباقة دائما في بناء علاقات اجتماعية جديدة· وهذا الأسلوب المحبب انتقل معها الى بلاد الاغتراب، حيث قائمة المعارف الجديدة مليئة بالأسماء والأرقام·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©