«كو كريت».. جزيرة تعتاش من نقش الخزف

لطالما كانت الصناعات التقليدية مظهراً تاريخياً وثقافياً للشعوب ودليلاً على براعتهم في التفاعل الإيجابي مع الطبيعة. وفي إقليم نونثابوري في تايلاند القريب من العاصمة بانكوك، تبدو جزيرة «كو كريت» Ko Kret الصغيرة وكأنها قطعة من الجنة طافية فوق الماء. وهي من أهم المقاصد السياحية في هذه البلاد الاستوائية العامرة بالأشجار والمساحات الخضراء. وكثيراً ما يحرص السيّاح على زيارتها للوقوف على براعة أهلها من قبائل «المون» Mon community في حرفة صناعة الفخّار والزخرفة والنقش على الخزف. ويمكن اعتبار هؤلاء القوم نموذجاً يحتذى لأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي والصناعي والحرفي من خلال حرص الآباء على توريث وتناقل هذا الفنّ جيلاً بعد جيل. ونجح سكان الجزيرة في حماية فنونهم التقليدية وحمايتها من الاندثار باعتبارها أحد العناوين المعبّرة عن الأصل والهويّة الحضارية. ويقصد جزيرة «كو كريت» بضعة مئات الألوف من السيّاح كل عام، ويحرص أهلها على دعوة زوّارهم الذين يدلفون إلى زيارتهم من شتّى بقاع الأرض، على تعلّم مبادئ زخرفة الطين وإعداده للشيّ في الأفران قبل أن يتحوّل إلى قطع خزفية فنّية راقية. وتجلب هذه الصنعة لسكان الجزيرة معظم دخلهم؛ وتتراوح أسعار القطع الخزفية التي تشهد إقبالاً كبيراً من السيّاح، بين 0.15 و297 دولاراً. ولعلّ من غرائب أقدار «كو كريت»، أن تاريخها كجزيرة يعود إلى عام 1722، وهو التاريخ الذي انتهى فيه اتصالها مع اليابسة عقب شقّ قناة مائية على شكل «خور» فأصبحت بذلك قطعة واسعة من الأرض المحاطة بالمياه من كل جانب. كما أن جزيرة «كو كريت» تُعدّ المصدر الرئيسي لكل قطع الخزف المزخرفة التي تشتهر بها القصور الملكية والمعابد البوذية الشهيرة في تايلاند وخاصة في ضواحي العاصمة بانكوك. عن موقع wikitravel.org