السعوديون يشربون 7 مليارات كوب شاي سنوياً

إن أردت أن تزعج سعوديا (لا يدخن) امنعه من شرب الشاي لأيام معدودات، سيتعكر مزاجه، وسيشعر بأن شيئا ناقصا في حياته. (أما المدخنون) فستصبح أعصابهم على حافة الانفلات، ولن تهدأ حتى يعود السائل الأحمر يجري في مجاريه. السعودية ثانيا وفقا للغة الأرقام فإن تناول الشاي بالنسبة للسعوديين ليس عادة وحسب، إنه يتجاوز ذلك بكثير، ليصبح حاجة (بل حاجة ملحّة) إذ يستهلكون 7 مليارات كوب من الشاي سنويا، بمعدل 19 مليون كوب يوميا، وبكلفة تصل إلى مليار درهم! هذه الأرقام الضخمة تضع السعودية بعد مصر مباشرة في قائمة حجم الاستهلاك السنوي للشاي (المشروب الثاني في العالم بعد الماء عالميا) في وقت تتحدد فيه قيمة الاستهلاك البشري للشاي يوميا بـ 3.5 مليار كوب. وتستورد السعودية أكثر من 11 ألف طن من الشاي سنويا، ويبرز الشاي الأسود والأحمر والأخضر والأبيض، كأنواع مرغوبة، وتتراوح أسعار الشاي الأبيض (من أندر الأنواع) ما بين 300 ريال و 8 آلاف ريال للكيلو، في حين يتراوح سعر الشاي الأخضر بين 200 ريال و20 ألف ريال للكيلو بحسب نوعيته. كما أن هناك أنواعاً من الشاي تضاف إليه بودرتي الذهب والفضة بنسبة 30 إلى 40 جراما للكيلو، ويبلغ سعر الكيلو 47 ألف ريال، ويعود ارتفاع سعره إلى الفوائد الصحية لبودرتي الذهب والفضة في الشفاء من أمراض مثل السرطان، لكن وبحسب أحد العاملين في شركة لتوريد الشاي فإن الطلب على هذا النوع قليل جدا، ويتركز على الطبقة الغنية فقط، كاشفا أن هناك أنواع من الشاي تستخدم لنضارة البشرة، وأخرى يضاف إليها الأرز للرجيم. السر في الشاي لا يستطيع بدر المجلي- شاب ثلاثيني، الاستغناء عن شرب الشاي حتى في شهر رمضان، لأن ذلك يصيبه بالصداع، ويقول: «لا أعلم إن كنت أصاب بالصداع فعلا أم أن المســــألة نفسية وحسـب، لكنني في الحالتين، أحتاج إلى تناول الشـــاي لتروق أعصابي». فيما يقدّر مشعل الرشيد- 22 عاما، معدل شربه اليومي للشاي بـ 10 ليترات أو أكثر، ويعترف: «أحمل معي (ترمس) الشاي في سيارتي، لأشرب متى شئت»، وهو يفضل الشاي المصنوع في البيت، على الذي يبتاعه من محال الكوفي شوب، «المصنوع في البيت يكون على ذوقي تماما». وعلى غير عادة زملائه في العمل (الفطور أولا ثم الشاي) يحرص محمد الكريديس- 34 عاما، على أن يستفتح يومه بكأس شاي ثقيل ومحلى بسكر زيادة، قبل أن يضع في فمه لقمة واحدة، ويقول: «لا شيء يحرر رأسي من بقايا النوم العالقة به سوى هذا الكأس»، كاشفا أنه يشرب في اليوم الواحد 5 أكواب. حول العالم يعود تاريخ الشاي في العالم إلى أكثر من 5000 عام، ومن بين الأساطير التي تدور حول أهمية الشاي أسطورة الإمبراطور الصيني شين ننج (سنة 2700 قبل الميلاد). حيث يروى أن الإمبراطور الصيني لم يلاحظ أن بعض أوراق الشاي قد سقطت من الشجرة في الإناء أثناء غليّ قدر من المياه لتسكين آلام المعدة، وبعد تناول الإمبراطور هذا الشراب وجد أنه ليس فقط ذا طعم لذيذ ولكنه أدى أيضاً تلقائياً إلى اختفاء آلام المعدة التي كان يعاني منها. ويرجع تاريخ ظهور الشاي في السعودية إلى العصر العثماني عندما كانت المملكة تحت حكم الدولة العثمانية، ودخل الشاي باسم «تاي» ثم تحول اللفظ إلى شاي للدلالة على كل مشروب يشرب ساخنا مثل اليانسون والكراوية وغيرهما، كما أن لفظ شاي قديم في العربية وهو موجود في القواميس منذ قديم الزمان. وتصنف الهند، والصين، وتركيا، وسريلانكا، واندونيسيا، بأنها أكبر الدول المنتجة للشاي في العالم حيث ينتجون أكثر من 75% من الإنتاج العالمي للشاي. فيما تنتج أفريقيا ما يعادل 15% من الإنتاج العالمي، في حين تغطي كينيا 58% من إنتاج الشاي الأفريقي.