الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحل العاج: هل أزفت نهاية جباجبو؟

3 ابريل 2011 23:29
قام رئيس ساحل العاج المنهزم في الانتخابات لوران جباجبو بآخر محاولات دفاعية في العاصمة التجارية أبيدجان يوم الجمعة الماضي بينما كانت تهاجم قوات خصمه محل إقامته والقصر الرئاسي وقاعدتين عسكريتين. ويقول العديد من المراقبين إنها مسألة ساعات فقط -أو أيام على أكثر تقدير- قبل أن يسقط جباجبو، لاسيما وقد انشق عليه معظم كبار القادة العسكريين، غير أن مكانه غير معروف. وتحدث شهود من عين المكان عن اقتتال قوي وكثيف في حي "كوكودي" الراقي الذي يوجد فيه جباجبو، بينما كان يحاول الحرس الجمهوري والمقاتلون الموالون لجباجبو التصدي لقوات خصمه. وفي هذا الإطار، قال أحد سكان الحي، وهو "إيسيدور كواديو"، الطالب البالغ من العمر 24 عاماً والذي يعيش على بعد حوالي 270 متراً من القصر الرئاسي، في اتصال معه عبر الهاتف، إن اقتتالاً قوياً ومكثفاً تواصل معظم الليل وكل النهار، ما جعل من المستحيل عليه مغادرة المنزل. ومعلوم أن جباجبو أغرق بلاده في أزمة عندما رفض الاعتراف بهزيمته أمام منافسه الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي تحت مراقبة الأمم المتحدة. وقد دعا جان بينج، رئيسُ الاتحاد الإفريقي، جباجبو إلى التنحي عن السلطة على الفور من أجل تجنب مزيد من إراقة الدماء، لكن هذا الأخير رفض التنحي مشدداً على أنه الرئيس الشرعي للبلاد بدعوى أنه هو الفائز في الانتخابات. هذا ويُعتقد أن عدد العناصر الموالية لجباجبو في الحرس الجمهوري والمقاتلين الموالين الآخرين، يبلغ حوالي خمسة آلاف شخص. وقال كواديو إن الحرس الجمهوري يقوم بدوريات متواصلة في الحي على متن مركبات تابعة للجيش، وإن معارك بالأسلحة النارية كانت تندلع في مرات كثيرة. وفي هذا السياق، قال كواديو: "لقد بدأ إطلاق النار في حوالي الساعة العاشرة ليلاً، لكن في حوالي الساعة الثالثة صباحاً سمعنا أصوات أسلحة ثقيلة جداً لدرجة أننا لم نكن قادرين على النوم. ثم حدث إطلاق نار كثيف في الساعة العاشرة صباحاً، وحتى الآن، فإننا لا نستطيع الخروج من المنزل... إنني خائف حقا". جباجبو، أستاذ مادة التاريخ، والذي درس في جامعة السوربون بباريس، والبالغ من العمر 65 عاماً، كان من المتوقع أن يلقي خطاباً وعد به على التلفزيون الحكومي مساء الخميس الماضي، لكنه لم يظهر. كما أنه لم يدلِ بأي تصريح أو تعليق منذ أن دعا إلى وقف لإطلاق النار في وقت سابق من هذا الأسبوع، دعوة رفضها واتارا. وتقول القوات التابعة لواتارا إنها بسطت سيطرتها على إقامة جباجبو والتلفزيون الحكومي. ويذكر هنا أن كواديو أشار إلى أن بث التلفزيون الرسمي انقطع في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي ولم يستأنف بث برامجه بعد. كما أعلن واتارا عن حظر تجول في وقت متأخر من يوم الخميس، وقام بإغلاق كل الحدود في محاولة لمنع جباجبو وعائلته وشركائه من الفرار من البلاد. وفي هذا الإطار، قام جنود حفظ السلام التابعون للأمم المتحدة بتأمين المطار، لكن الرحلات الدولية من البلاد وإليها ألغيت. غير أنه في وقت لاحق من يوم الجمعة الماضي أعاد واتارا فتح ممرات جوية. وفي هجوم شنته يوم الاثنين الماضي، سيطرت قوات واتارا على معظم أرجاء البلاد في غضون بضعة أيام لم تشهد استعمالاً كبيراً للأسلحة، لاسيما بعد أن انشقت أعداد من العسكريين عن جيش جباجبو أو غيرت ولاءها. وفي هذا الإطار، قامت محطة واتارا التلفزيونية، "تي سي آي"، التي يوجد مقرها في فندق الخليج حيث كان وحكومته قابعين منذ شهر ديسمبر الماضي، ببث مقابلات يوم الجمعة الماضي مع عدد من كبار القادة العسكريين الذين انتقلوا إلى صف واتارا ودعوا قادة آخرين إلى الانضمام إليهم. وكان من بين هؤلاء قائد سلاح المدفعية الجنرال فُرمن ديتو، وضابط رفيـع آخر هو العقيد باتريس كواسي. كما شملت عمليات انشقاق أخرى قائد الشرطة العسكرية الجنرال إدوارد تيابي كاساراتي، و100 عضو من نخبة قوات الأمن. وفي تلك الأثناء، كانت القوات الفرنسية تقوم بدوريات في عدد من مناطق المدينة من أجل وقف أعمال النهب وحماية الأجانب. والجدير بالذكر في هذا السياق أن نحو 500 أجنبي، معظمهم فرنسيون ولبنانيون، يعيشون في حي يدعى "المنطقة الخامسة"، لجأوا إلى قاعدة عسكرية فرنسية. ويشار إلى أن الحصيلة الأممية الرسمية للوفيات في الأزمة التي أعقبت الانتخابات هي قرابة 500، ولكن متحدثاً رسمياً باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف قال للصحافيين إن الرقم هو على الأرجح بالآلاف. هذا وتَتهم منظماتُ حقوق الإنسان القواتِ والمليشيات التابعة لجباجبو بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، حيث قامت بقتل مهاجرين من بلدان إفريقية مجاورة. غير أن الأمم المتحدة أشارت يوم الجمعة الماضي إلى أن القوات الموالية لواتارا ترتكب أيضاً انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في غرب البلاد، ومن ذلك أعمال نهب، وابتزاز، واختطاف، وعنف ضد المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليون شخص من سكان ساحل العاج قد فروا من مناطقهم بسبب أعمال العنف. روبين ديكسون - جوهانسبيرج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال«
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©