الإيفواري بكاري كونيه: إيريك ودروجبا وراء اختياري مرسيليا

''اعطوني كونيه، أحصل لكم على بطولة الدوري الفرنسي'' هذه الجملة قالها البلجيكي ايريك جيريتس المدير الفني لفريق أوليمبيك مرسيليا لرئيس النادي باب ديوب، ومرت الأيام سريعاً وها هو الإيفواري بكاري كونيه قد وقع أخيراً للعب في صفوف مرسيليا بعد مفاوضات شاقة ومضنية مع ناديه الفرنسي ''نيس''، وبموجب عقد مدته أربع سنوات مقابل تسعة ملايين يورو بخلاف مليون يورو إضافية كمكافأة في حالة التأهل إلى دوري الأبطال الأوروبي· ويبدو أن بكاري كونيه يسير على نفس خطى مواطنه وصديقه ديدييه دروجبا الذي كان قد لعب في بداياته في مرسيليا ثم انطلق منه لعالم التألق في تشيلسي الانجليزي، وفي حوار لمجلة ''فرانس فوتبول'' مع هذا النجم الايفواري القصير القامة (163سم)، قال كونيه: كنت واثقاً من اللعب في هذا النادي الفرنسي الكبير ولهذا تركت مدير أعمالي ينهي الصفقة وأنا في إجازتي بكوت ديفوار، بعد أن وصلني إطراء ومديح جيريتس مدرب مرسيليا لي ولإمكاناتي، ورغبته في ضمي إلى صفوف فريقه، وأضاف كونيه: إنني أعرف جيداً لاعبي مرسيليا بالاسم فكلهم أصدقاء ولهذا اعتبر نفسي واحداً منهم فعلاً''· الاختيار الممتاز وعندما سألته المجلة عن ديدييه دروجبا الذي سبق له اللعب في مرسيليا، وما إذا كان يسعى إلى تقليده حتى يصبح نجماً كبيراً مثله، قال كونيه: لقد حدثني دروجبا كثيراً عن مرسيليا منذ وقت طويل، وفي كل مرة كنا نلتقي فيها في صفوف المنتخب كان يحدثني عن هذا النادي وتلك المدينة وهؤلاء المشجعين المتحمسين، وكان يتحدث عنهم بحب ولهذا كان من الطبيعي أن اتطلع للمجيء إلى هذا المكان· ولأن فريقي سانت ايتيين وباريس سان جيرمان كانا يأملان أيضاً في التعاقد معه، فقد سألته المجلة عن أسباب تفضيله لمرسيليا، فقال كونيه: لأن مرسيليا هو مرسيليا (قالها ضاحكاً) فهو الاختيار الممتاز، فهناك جماهير حارة وساخنة ومتحمسة تحرك الصخر وتدفع الفريق كثيراً إلى الأمام، وهناك أيضاً التحدي الرياضي الذي يخلق الحافز والدافع للفوز ببطولة الدوري الفرنسي، والتأهل إلى دوري الأبطال الأوروبي ولكن الأهم من كل ذلك، كلام المدرب وما قاله عني فذلك شيء رائع وثقة كبيرة· الأكثر شعبية وعم يمثله نادي مرسيليا له؟، قال كونيه: إنه الفريق الأكثر شعبية في فرنسا حتى وإن كانت جماهيره تشكل ضغطاً كبيراً على اللاعبين، وهذه الضغوط على أي حال تستثيرني وتستفزني لإخراج أفضل ما عندي· ولأن كونيه سبق له اللعب لفريق لوريان ونيس الفرنسيين وهما ليسا من أندية القمة في الدوري الفرنسي، فقد سألته المجلة عما إذا وضع نفسه في مخاطرة كبيرة لانتقاله إلى نادٍ محكوم بضغوط النتائج مثل مرسيليا؟، قال كونيه: الإنسان يخاطر دائماً سواء في حياته أو في مشواره الكروي، ومنذ مغادرتي لبلدي كوت ديفوار وأنا أخاطر وأجازف وأغامر، والآن أنا أخاطر من جديد ولست خائفاً من شيء وقد أعددت نفسي ذهنياً لكل ذلك· مدرب صاحب قيم وقال كونيه: يكفيني فخراً أن مدرب مرسيليا يريدني، وهذا هو مربط الفرس لأنه جعلني أكثر تصميماً وأقنعني الحديث معه، وما قاله لي، فسألته المجلة وماذا قال لك؟ فأجاب: هذا سيبقى سراً بيننا، وعلى أي حال أود أن أقول لك إن كل القرارات المهمة التي اتخذتها في حياتي الكروية، توقفت على محادثات ومناقشات مع مدربين، في لوريان وفي نيس، واليوم في مرسيليا· وما الذي تعرفه عن مديرك الفني الجديد جيريتس؟ هكذا سألته المجلة فقال كونيه: كل ما أعرفه أنه مدرب جيد وعلى المستوى الإنساني له قيم ومبادئ، وهو قريب من لاعبيه، وفوق ذلك فقد أثبت أن لديه الكثير الذي يحققه لمرسيليا في المستقبل، مثلما صعد بالفريق في الموسم الماضي من المركز الثالث عشر إلى المركز الثالث· وعم إذا كان يعرف المركز الذي سيلعب فيه في مرسيليا؟، قال كونيه: رتبت نفسي على كل شيء وكل المراكز، فأنا جديد على المجموعة وجئت لكي أتعلم واستكشف الأوضاع داخل الفريق، وأثق في قدرة المدرب على توظيفي بالشكل المناسب، واستطرد كونيه قائلا: أهم شيء أن أكون موجوداً في الملعب· نزعة هجومية وكونيه شغوف باللعب مع نجوم مرسيليا مامادو نيانج وجبريل سيسيه والنجم الشاب حاتم بن عرفة وكثيرين آخرين، وعندما قالت له المجلة إن مرسيليا عنده نزعة هجومية وكل هذه الأسماء التي ذكرها تعتبر من المنافسين له على اللعب، قال كونيه: شعار مرسيليا هو ''حقق الهدف'' أو إلى الأمام نحو الهدف، وليس عندي ما أضيفه إلى ذلك وإن كنت أرى أن المنافسة شيء جميل· ولما كانت بعض جماهير مرسيليا قد نظمت حملة تبرعات لجمع مبلغ 28 مليون يورو تخصص لإعادة النجم الايفواري الكبير ديدييه دروجبا إلى صفوف الفريق مرة أخرى، فقد سألت المجلة كونيه عم إذا كان على استعداد لأن يراهن على عودته؟، فقال وهو ينفجر في الضحك: أنا ألعب مع دروجبا بالفعل في صفوف المنتخب، والآن إذا كان من الممكن أن يعود الى مرسيليا، فأنا أقول له مرحباً وفوراً ففي وجوده يحلق الفريق في آفاق جديدة رائعة· يبقى أن نعرف أن بكاري كونيه من مواليد 17 سبتمبر 1981 في ابيدجان، وطوله 163 سم، ووزنه 60 كجم، وهو مهاجم ولاعب دولي إيفواري، وبدأ حياته لاعباً في فريق اسيك ابيدجان خلال الفترة من 2001إلى ،2002 ثم انتقل إلى اللعب في صفوف فريق اتحاد الدوحة القطري (2002-2003)، ثم فريق لوريان الفرنسي (2003-2005)، ثم نيس (2005-2008)، وها هو المقام يستقر به أخيراً في مرسيليا الفرنسي اعتباراً من شهر يوليو الحالي·