عماد عبدالباري (رأس الخيمة)
يشكو سكان في رأس الخيمة من تراكم النفايات في أحيائهم، خصوصاً في الأيام التي تلي المناسبات والإجازات والأعياد، لما لذلك من تشويه للمشهد العام، فضلاً عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض والحيوانات الأخرى.
وألقى هؤلاء السكان باللائمة على دائرة البلدية لـ»بطئها في جمع النفايات»، وهو ما نفته دائرة الأشغال والخدمات العامة، مبينة جهودها في جمع النفايات، ومحملة المسؤولية لسلوك بعض الأهالي في ترك القمامة خارج الحاويات.
ورصد قسم التفتيش والرقابة في دائرة الأشغال والخدمات العامة خلال العام الماضي 2032 مخالفة رمي نفايات في المناطق السكنية والصناعية، حيث فرضت عقوبات متفاوتة على المخالفين.
وقال المواطن حمد حامد: إن سكان الإمارة في تزايد مستمر، ما يتطلب زيادة عدد الحاويات والعمال لمواكبة هذه الزيادة السكانية، وهو ما ذهب إليه المواطن علي راشد، الذي يقطن في منطقة العريبي، قائلاً: إن الحاويات المخصصة لجمع النفايات لم تعد كافية لاستيعاب المزيد، ما اضطر الأهالي إلى ترك نفاياتهم إلى جانب تلك الحاويات، وهو ما تسبب في انبعاث روائح كريهة وانتشار الحشرات والقوارض.
وأضاف علي حسن من منطقة السيح أن إلقاء المخلفات خارج الصناديق المخصصة لها أسهم في انتشار القوارض في المنطقة، مؤكداً أن السكان تقدموا بشكاوى للبلدية ومطالبات بحملة رش مبيدات للمنطقة دون أية استجابة.
حيوانات سائبة
وأشار سالم سيف من منطقة الظيت إلى أن مشكلة تراكم النفايات المنزلية باتت تؤرق أهالي المنطقة، إضافة إلى وجود حيوانات سائبة تعمل على بعثرة النفايات، ما يزيد من تفاقم المشكلة، لافتاً إلى أن هذه الحيوانات لا تزال تتجول في أحياء المدينة، على الرغم من صدور أكثر من قرار من المجلس البلدي بخصوص مكافحتها.
8 قطاعات
وقال المهندس أحمد محمد الحمادي، مدير عام دائرة الأشغال والخدمات العامة في رأس الخيمة لـ»الاتحاد»: إن الدائرة وزعت مناطق الإمارة إلى 8 قطاعات، مبيناً أن الدائرة تجمع النفايات من 2500 حاوية يومياً، وهي من أصل 8 آلاف حاوية موزعة على مختلف مناطق الإمارة، حيث يقوم 800 من عمال النظافة والسائقين والعاملين يوميا بجمعها من مختلف مناطق الإمارة من خلال 135 سيارة مخصصة لهذا الغرض، حيث يتم تجميع النفايات بشكل يومي طبقاً لجداول المناوبات والعمل، كما يستمر عملهم في أيام الإجازات والعطل الرسمية.
وبين الحمادي أن زيادة الاستهلاك اليومي من شأنها ملء الحاويات بشكل سريع، كاشفاً عن أنه يتم يومياً تجميع 335 طناً يومياً من المخلفات السكنية، أي ما يعادل 10500 طن شهرياً بواقع 126 ألف طن سنوياً، إضافة إلى جمع 100 طن يومياً من المخلفات الصناعية، حيث يتم فرز المواد والمخلفات المنزلية التي يمكن الاستفادة منها، مثل البلاستيك والورق والكرتون والزجاج التي يتم فصلها وإعادة تدويرها فيما بعد، والتي يتم من خلالها جمع وتحويل المخلفات والنفايات المنزلية بواسطة شاحنات خاصة مزودة بمكابس يتم من خلالها فرز وكبس المخلفات والاستفادة منها، ويتم نقلها بشكل يومي إلى 3 مكبات أحدها في القصيدات ويتم فيه تدوير النفايات والثاني في الجزيرة والمعروف بالمكب الصحي والثالث في المنطقة الصناعية خاص بالنفايات الصلبة من مخلفات البناء وقص الأشجار.
وأكد الحمادي عزم الدائرة على حل مشكلة تكدس النفايات، عبر توعية الأهالي بعدم رمي المخلفات خارج الحاويات، حيث يعمد بعضهم إلى ترك مخلفات الأطعمة بجانب هذه الحاويات، هذه مشكلة نريد أن نحلها من خلال تثقيف الأهالي، لأن البعض يرمي مخلفات الطعام بجانب الحاوية اعتقاداً منه بأنها الطريقة الأفضل لاستفادة الحيوانات السائبة منها.
ورداً على مطالبات بتوزيع حاويات مغطاة، أكد الحمادي أن الحاويات المغطاة غير عملية عند تفريغها، مضيفاً أن الدائرة بادرت أخيراً إلى تحويل نقل النفايات من الطرق الرئيسة إلى الشوارع الخلفية، حفاظاً على المظهر الحضاري للإمارة.
حاويات بلاستيكية
كذلك وفّر قسم الخدمات في دائرة الأشغال وضع حاويات بلاستيكية منفصلة تحمل ألوان الأحمر والأزرق والأخضر لجمع النفايات في كورنيش القواسم، حيث ستتبعها مراحل لاحقة ستشمل مختلف شواطئ الإمارة، وذلك ضمن برنامج التوعية البيئية الذي تنفذه الدائرة في مختلف مناطق الإمارة، بهدف توعية مختلف شرائح المجتمع في التعامل الأمثل مع جمع النفايات في الأماكن الساحلية للحفاظ على البيئة المحلية للإمارة وتعريف الجمهور بكيفية التعامل مع النفايات ووضعها في الحاويات المخصصة لكل نوع منها، إضافة إلى تجميل المناطق الشاطئية والكورنيش والمحافظة على نظافتها.
وكشف الحمادي أن الدائرة تقوم بالتخلص الآمن من النفايات في المكب الصحي في إمارة رأس الخيمة، وهو مكب صحي مبطن تم إنشاؤه تبعاً للمعايير القياسية USEPA SUBTITLE D، مبيناً أن أعمال التوسعة في مصنع فرز النفايات ما تزال قيد الدراسة.
البلدية توزع السموم لمكافحة القوارض والحشرات
تتولى إدارة الصحة والبيئة في دائرة بلدية رأس الخيمة توزيع السموم المستخدمة في قتل القوارض والزواحف على كل مناطق الإمارة مجاناً طبقاً لمطالب المواطنين. كما تقوم الإدارة بحملات لمكافحة الحشرات الطائرة ضمن الجدول المعد لتغطية كل مناطق الإمارة مرة كل أسبوع في إطار خطة تستهدف القضاء عليها بشكل نهائي.
وقال مصدر بالبلدية إن الإدارة تستخدم الدخان الحراري إلى جانب المكافحة الحيوية والرش وتوزيع السموم مجاناً، مضيفاً أن العبء الأكبر في طرق التخلص من الحشرات والزواحف يقع على الأهالي الذين يمكنهم الإسهام في إنجاح الجهود التي تبذلها الدوائر المحلية في سبيل المحافظة على الصحة العامة.
عدد اليوم
