عباس: اتفقت مع مبارك على إطلاق الحوار فوراً

أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنه اتفق مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقائهما أمس في القاهرة، على إطلاق الحوار الفلسطيني-الفلسطيني برعاية مصرية على الفور (اعتباراً من امس)، على أن تبدأ مصر اليوم ، دعوة جميع الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لبدء الحوار دون شروط مسبقة· وقال عباس:'' لا توجد شروط مسبقة لأحد في هذا الخصوص''· وأعاد إلى الأذهان التذكير بقرار وزراء الخارجية العرب بهذا الشأن خلال اجتماعهم عقب سيطرة ''حماس'' على غزة في يونيو من العام الماضي، وكذلك المبادرة اليمنية التي اعتمدتها القمة العربية في دمشق، ثم المبادرة التي أطلقها مؤخراً للحوار لوضع المبادرة اليمنية العربية وضع التنفيذ الفعلي· وأكد عباس أن ''مصر هي التي ستأخذ مضمون هذه المبادرة لتبلور أفكاراً وآراء تقدم للجامعة العربية، ومن جانبنا ليست لنا أية شروط مطلقاً''· وشدد على تمسك القيادة الفلسطينية بالحوار ''على الرغم من إطلاق الاتهامات ضد السلطة الفلسطينية من جانب ''حماس''، لأن هناك مصلحة للشعب الفلسطيني، ولن نلتفت للخلافات الشخصية''· ونفى الرئيس الفلسطيني وجود ''فيتو'' أميركي على الحوار، وقال: ''لم نسمع بأن هناك ''فيتو'' أميركياً على الحوار، وإن حصل فلن نقبله، ولن نقبل تدخلاً من أحد بشأن حوار داخلي فلسطيني يحقق مصلحة وطنية فلسطينية''· لكن حركة ''حماس'' شككت في جدية تصريحات عباس، وقال سامي أبوزهري المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي: ''إن تصريحات الرئيس عباس في القاهرة بشأن وجود ترتيبات لبدء الحوار، محاولة لصرف الأنظار عن مجزرة غزة الأخيرة''، واعتبر أن حديث عباس عن أسفه على ضحايا حادثة الانفجار على شاطئ غزة ''كلام بلا معنى ومحاولة لإبعاد التهمة عن حركة ''فتح'' ليس أكثر''· وقال: ''نستدل على ذلك بأن وسائل الإعلام التابعة لرئيس السلطة خاصة ''تلفزيون فلسطين'' ابتهجت واحتفلت بمجزرة غزة بشكل يندى له الجبين، وهو ما يعد تبنياً رسمياً من ''فتح'' للمجزرة، وتحريضاً على استمرار القتل''· وأضاف أبوزهري: ''أما عن دعوة القاهرة للأطراف الفلسطينية لبدء الحوار، فهو أمر لم نسمعه إلا من ''أبو مازن''، وحينما توجّه دعوة للحركة بهذا الخصوص، فإنها ستقوم بدراستها''· وكان عباس قد وصف ما حصل في غزة خلال اليومين الماضيين بأنه ''مؤسف للغاية ومؤلم لشعبنا ولا يرضينا ولا نقبله مطلقاً، لكن في نفس الوقت لا نقبل الاتهامات والاتهامات المضادة والإيحاءات المباشرة التي أطلقت من جانب ''حماس'' لاتهام ''فتح'' أو أجزاء منها بالمسؤولية عما حدث''· ومن جانب آخر، حول وجود تصور بأنه ربما كان من الأفضل إنهاء مسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط قبل انطلاق جولة الحوار الوطني، قال عباس:'' لا يوجد مانع من أن تسير الأمور مع بعضها البعض، الحوار الفلسطيني يسير والمساعي من أجل إطلاق شاليط والأسرى الفلسطينيين تسير، ومسألة فتح المعابر تسير، فكلها جهد مصري يسير باتجاه واحد وبشكل متواز وبدون أن تطغى مسألة على أخرى''· وحول توقعاته من الاجتماع الثلاثي المقرر عقده في واشنطن يوم الاربعاء المقبل بين فريقي التفاوض الفلسطيني والاسرائيلي بحضور اميركي، قال عباس أنه ''ليس من الضروري ان تفضي هذه المفاوضات الى نتيجة مباشرة، لكن هذا لا يعني ألا نذهب وعلينا الاستمرار في المفاوضات مادام هناك امل''· وحول ما اذا كان التقدم على المسار السوري-الإسرائيلي يسهل المفاوضات على المسار الفلسطيني-الإسرائيلي، قال عباس: ''إن ذلك أمر مؤكد، وقلت للرئيس السوري بشار الاسد عندما التقيته مؤخرا، اننا مع المسار السوري-الاسرائيلي، ونتمنى أن ينجح فوراً، وإنه ليس هناك ارتباط بين المسارين الفلسطيني والسوري، وبالتالي اذا نجح المسار السوري فهذا مكسب لنا سواء نجح قبلنا أو بعدنا''· وحول تصريحات المرشح الرئاسي الاميركي الديمقراطي باراك أوباما الأخيرة وتبنيه مواقف اسرائيل على حساب الفلسطينيين، قال عباس :''لقد التقيت اوباما مدة ساعة وتحدثنا في جميع الشؤون وما آلت اليه المفاوضات والعقبات التي يضعها الجانب الإسرائيلي امامها، وما أستطيع قوله هو ان اوباما استوعب ما قلناه له، لكن هذا لا يعني الحكم سياسيا على اى مرشح قبل ان يصل فعليا الى سدة الحكم''·