الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نور الدين والطبيب

17 يناير 2017 00:21
أتى شاب من بلاد الروم إلى نور الدين زنكي وأعلن إسلامه وطلب البقاء في أرض المسلمين. فقال له نور الدين: ما مهنتك؟ قال الشاب: أعمل بالطب. قال نور الدين: هل تقبل أن تعالج جرحى جيشنا؟ قال هذا والله ما أتيت من أجله وأريد أن أكفر عن ذنوبي وعملي بجيش الكفار. قال له: يا بني إن الإسلام يجبّ ما قبله. قال نور الدين: من أين تأتي بما تحتاج إليه من أدوية ومواد العلاج؟ قال له: لا توجد إلا في بلاد الروم. قال: والله لا نرضى أن يكون علاج جرحانا من أرض عدونا فخذ مجموعة من الجند في غير لباس الجند واذهب إلى بلاد الروم وأت لنا بمجموعة من الأعشاب والمواد لنصنع مثلها هنا في أرض الإسلام. فذهب الشاب وعاد بعد مدة وأحضر معه ما طلب منه قائده، فأعطاه نور الدين بعض القطع الذهبية وقطعة أرض وبعض المساعدين وقال له: ازرع هنا كل الأعشاب التي أحضرت معك فإذا استوت فأتنا بها واجعل قطعة من الأرض وازرع لنفسك بها ما تقتات به. ففعل الشاب وأتى بعد مدة بما زرع من أعشاب طبية فأعطاه نور الدين مكاناً ليقوم بتصنيع الأدوية وأمر له بجلب المواد التي يريدها من بلاد الإسلام. وأمر نور الدين بمجموعة من الشباب أن يتعلموا على يد هذا الطبيب حتى إذا حدث له مكروه يكون هناك البديل ولا يحتاج الجيش إلى مدد من غير أبنائه. وبعد فترة أتى الشاب لنور الدين وقال له: قد علَّمت الشباب مهنتي ولن يكون هناك حاجة كبيرة إليّ بعد اليوم، فأْذن لي أن أحمل سلاحي وأحارب عدو الله كما حاربتكم من قبل فإني أحب أن ألقى الله شهيداً، قال له نور الدين: فاكتب وصيتك واشتر سلاحا من حر مالك فلن أعطيك سلاحاً، فتعجب الشاب وقال: سمعاً وطاعة. وقال له نور الدين مستدركاً: فاكتب وصيتك فإن لك أهلاً ومالاً، ففعل. ودخل الشاب في جيش المسلمين وأبلى بلاء حسناً حتى إن جنود الروم كانوا يفرون من أمامه ويقولون شيطان شيطان.. إن الجن يحارب مع جيش المسلمين. وبعد أن انتهت المعركة بحث نور الدين عن الشاب فلم يجده وسط الأحياء ولا الجرحى فذهب بنفسه بين الشهداء يبحث عنه. فاحتضنه نور الدين وبكى بكاء شديداً حتى علا نحيبه وبينما يحتضنه نور الدين وجد رقعة في جيب صدره فأخرجها فإذا بها مكتوب: أوصي بشطر مالي لأهلي والآخر يجهّز به جند، صدقةً لي بعد مماتي. فارس رحال - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©