إبراهيم سالم: مشاركة «ليلة بعمر» في مهرجان حلب جاءت بنتائج مثمرة

أسفرت مشاركة فرقة المسرح الحديث بالشارقة بمسرحية “ليلة بعمر” في مهرجان مسرح الشباب بمدينة حلب السورية التي أقيمت في شهر مايو الماضي عن عدة مكاسب على مستوى التواصل مع التجارب المسرحية العربية وعلى مستوى النقاشات الفكرية والثقافية التي ساهمت في تكوين خبرات ومعارف جديدة لدى المشاركين في العمل. وكانت مسرحية “ليلة بعمر” حصدت عدة جوائز مهمة في الدورة العشرين لمهرجان أيام الشارقة المسرحية التي أقيمت في شهر مارس الماضي، حيث فازت المسرحية بجائزة أفضل تأليف (جاسم الخرّاز) وجائزة أفضل ممثل واعد (فيصل علي) وأفضل ممثلة واعدة (ريم الفيصل) بالإضافة إلى جائزة الإضاءة التي نالها الفنان محمد جمال. والمسرحية من إخراج الفنان الشاب محمد صالح. وللوقوف على تفاصيل وحيثيات هذه المشاركة، والتعرف أيضاً على جديد الساحة المسرحية والدرامية في الفعاليات القادمة التقت “الاتحاد” الفنان المسرحي المخضرم إبراهيم سالم الذي تولى مهمة الإشراف العام على المسرحية منذ انطلاق فكرتها الأولية على الورق وحتى تجسيدها على خشبة المسرح، وأشار سالم إلى أن مشاركة المسرحية في مهرجان مسرح الشباب بمدينة حلب السورية تأتي تنفيذاً للتوجيهات الثقافية المثمرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة التي تهدف إلى تعزيز الفكر المسرحي وتطويره لدى المواهب المحلية الشابة، وذلك من خلال المشاركة الجادة والمتواصلة مع الفعاليات والمهرجانات المسرحية الخليجية والعربية والدولية. وعن تفاصيل ومردود مشاركة “ليلة بعمر” في مهرجان حلب المسرحي قال سالم “ جاءت المشاركة من خلال ترشيح دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة للأعمال المميزة خلال دورات أيام الشارقة المسرحية، كما أن مشاركة “ليلة بعمر” في مهرجان حلب جاءت بناء على توصية من الفنانين السوريين الذين استضافتهم الدورة الأخيرة من أيام الشارقة المسرحية، والذين أشادوا بالعمل ونوهوا إلى ضرورة تواجده ومشاركته كعرض مستضاف في مهرجان حلب المعني بإبداعات المسرحيين الشبان في سوريا والوطن العربي” وأضاف “ رغم أن المسرحية لم تشارك ضمن مسابقة المهرجان كونها عملاً مستضافاً إلّا أن المكاسب التي جنيناها من خلال هذه المشاركة جاءت بنتائج فاقت توقعاتنا لأن الشباب المشاركين في العمل تزودوا بعدة بصرية وفنية أشبعت جانبا كبيرا من نقص التواصل مع التجارب المسرحية العربية، خصوصا وأن المهرجان تضمن عروضا من عدة محافظات سورية وبتنويعات مشهدية متميزة ومستقلة في كل عرض، بالإضافة إلى أن الحوارات والنقاشات المتبادلة في قاعات وأروقة المهرجان أعطتنا زخما مسرحيا مختلفا وجديدا مقارنة بالمهرجانات المحلية”. وعن مدى تجاوب الجمهور والمشاركين في المهرجان مع العرض الإماراتي قال سالم “كان التجاوب رائعا لان فكرة العرض وثيماته العامة لم تكن بحاجه لشرح لغوي أو تفسير لمفردات اللهجة المحلية التي حفل بها العرض، ذلك أن العمل ذهب باتجاه نقد ومحاكمة العقلية الشرقية التي تشفع للرجل خطاياه وأخطاءه بينما تتم إدانة المرأة لأقل هفوة ترتكبها، وحتى لو كانت هذه الهفوة قائمة على سوء فهم أو إشاعات مغرضة ولا تستند إلى الحقيقة”. وعن المشاركات القادمة لفرقة المسرح الحديث بالشارقة أشار سالم إلى مشاركة مسرحية “شكرا بابا” في مهرجان أصيلة لمسرح الطفل والذي يقام خلال شهر يونيو الجاري في المغرب، وأكد سالم أن تميز العرض وتماسكه تقنياً وموضوعياً أهّله لترشيح دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة كي يكون من ضمن المنافسين على جوائز مهرجان أصيلة المغربي. يذكر أن مسرحية “شكراً بابا” من تأليف وإخراج الفنان مرعي الحليان، وفازت بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل خلال مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وبجائزة أفضل مخرج، كما فازت بجائزة لجنة التحكيم التقديرية التي ذهبت للفنان عبدالله أبوعابد، وبجائزة أفضل ممثل دور ثان والتي ذهبت للفنان نواف المطروشي. وعن مشاركاته الشخصية القادمة في المشهد المسرحي والدرامي قال إبراهيم سالم إنه بصدد المشاركة كمحاضر في الورشة المسرحية الخاصة بإعداد الممثل والمزمع إقامتها في موريتانيا برعاية وتنظيم هيئة المسرح العربي التي يدعمها صاحب السمو حاكم الشارقة لتكون منفذاً لتطوير فن المسرح في كافة أرجاء الوطن العربي، خصوصاً في الأقطار البعيدة والمغيبة عن مواكبة التطورات الحاصلة في عالم المسرح. وأضاف سالم “وهناك أيضا مشاركة درامية سوف تكون مفاجأة جميلة للمشاهد المحلي من خلال أدائي لدور “الكراني” الذي أداه سابقاً الفنان الراحل محمد راشد في العمل الذي تبنته إحى القنوات التلفزيونية المحلية، والتي تكفلت بإعادة تنفيذ مسلسل “شحفان” الشهير والحاضر دائماً في ذاكرة المشاهد الإماراتي، والجديد هذه المرة أنه سيعاد تنفيذه وعرضه خلال شهر رمضان المقبل من خلال تقنية الرسوم المتحركة”.