الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجاليات العربية تستعيد طقوسها الرمضانية

الجاليات العربية تستعيد طقوسها الرمضانية
31 مايو 2017 12:06
أحمد النجار(دبي) أجواء رمضان في الإمارات لها نكهة خاصة هذا العام فهو يأتي بالتزامن مع إطلاق عام الخير الذي يتسابق الجميع إلى فعله وعمله، فضلاً عن ذلك فهو يحمل توليفة من الطقوس المحببة والمظاهر الروحانية والقيم النبيلة في بلد تحتضن كافة الجاليات العربية على أرضها الطيبة، يمارسون فيها حريتهم في إحياء طقوسهم وعاداتهم الخاصة في الشهر الفضيل، الذي تستقبله كافة إمارات الدولة بنصب مئات الخيم الرمضانية السباقة لفعل الخير وتقديم وجبات لإفطار الصائمين من المحتاجين، وتحت مظلة رمضان تجتمع كل الأطياف الإنسانية والجنسيات والثقافات الموجودة على أرضه، ضمن أجواء يعمها دفء التعايش ونفحات الحب وروح السلام. مدفع رمضان وبالحديث عن الطقوس وذكريات شهر رمضان في الإمارات، تختلف نكهتها وأكلاتها ومظاهرها الاحتفالية من بلد لآخر، لكنها تشترك في الروحانيات والعبادات، فمثلاً لمصر طقوس خاصة في رمضان يصفها محمد بهنسي قائلاً: رمضان مرتبط بمظاهر دينية مختلفة مثل المسحراتي ورمزية الفوانيس المنتشرة بألوانها المختلفة حيث يقتنيها الناس بحب واهتمام احتفالاً بهذا الشهر، ومدفع رمضان الذي يعلن عن موعد الإفطار والسحور، وهناك قائمة طويلة من الأكلات والمشروبات والحلويات التي تتصدر المائدة المصرية في شهر رمضان، يأتي على قائمتها الفول الذي يتناول كوجبة رئيسة في السحور، مثل المحاشي بأنواعها والملوخية والكباب والمعكرونة وغيرها إلى جانب الأرز باللبن والكشري ولقمة القاضي. مأدبة واحدة وذكر إبراهيم عبدالمطلب أن أبرز ما يميز شهر رمضان في السودان، هو اللمة العائلية التي لا تقتصر على الأقارب فقط، بل تمتد إلى الأحياء والجيران حيث يشاركون في مأدبة واحدة على الطريق أو في الحي نفسه، يجتمع فيها المئات الصائمين من كل الأعمار، وتبادر كل أٍسرة بالمساهمة بالأكلات والمشروبات والحلويات من مطبخها، وهذه العادة متأصلة في وجدان الشعب السوداني الذي يميل بطبيعته إلى تعزيز شغفه بالتواصل وتعزيز الأواصر وتوطيد العلاقات مع محطيه العائلي والاجتماعي. طقوس العائلة اليمنية وعن الطقوس الرمضانية في اليمن، قال بلال هلال منصور إن اليمنيين يحرصون على إحياء القيم الطقوس الرمضانية في الإمارات، من خلال حضور المساجد لأداء صلوات التراويح والقيام، أما بخصوص العادات الغذائية، فلديهم طقوس خاصة في الإفطار فيجب أن تتوافر إلى جانب التمور السنبوسة اليمنية والشفوت ثم تأتي الوجبات الأخرى مثل العصيد والسلتة والمندي والمظبي أو الكبسات المختلفة والفتة والمحلبية وأنواع الشربات وبنت الصحن والمعصوب وفتة التمر بالعسل والموز والتمر وغيرها. طبل المسحراتي وقالت لينا دويكات إن المنسف هو سيد المائدة الأردنية في شهر رمضان، يسمع طبل المسحر في ليالي عمّان الرمضانية ويخرج الأطفال لقرع الطبول احتفاء بهذا الشهر، كما تكثر ظاهرة الخيم الرمضانية التي تفتح أبوابها للمحتاجين، كما يتم نصب الخيمات البدوية في بعض القرى لتبادل الأحاديث والاذكار وتناول الأطعمة والقهوة وتعزيز العلاقات الاجتماعية. مظاهر احتفالية لبنانية وفي لبنان الأجواء الرمضانية يغذيها التنوع الديني، وأوضحت د. مروى كريديه كاتبة لبنانية، أن رمضان شهر مميز في ذاكرة اللبنانيين وله عادات وذكريات تأبى النسيان ولا زالوا يحتفظون بها في بلدان الاغتراب، فمع انتصاف شهر شعبان تزدهر الأسواق الشعبية ويقبل الناس على تحضير المواد اللازمة للمأكولات والمشروبات الرمضانية كالقطايف والسوس والجلاب وغيرها، والتحضير لما يعرف بـ «سيبانة «رمضان وهي اجتماع أفراد العائلة في آخر يوم عطلة قبل رمضان، ليحتفلوا، حيث كانوا يذهبون قديما إلى الحدائق والمنتزهات مزودين بلحوم الشواء ومعداته والنراجيل والفحم، أما اليوم فهم يجتمعون في المطاعم والفنادق ليستقبلوا أول أيام الشهر المبارك. و»سيبانة « تعني باللغة الفصحى «استبانة هلال شهر رمضان « حيث كان أهالي بيروت قديماً يخرجون في 29 شعبان مع عائلاتهم لالتماس ظهور الهلال. صحن للفقراء أما الحلويات فهي ركن اساسي في المائدة الرمضانية اللبنانية بعد الافطار وأهمها حلاوة الأرز والمدلوقة والمفروكة والعثملية، وكلاج وعوامة وزنود الست والشعيبيات والقطايف وحلاوة الجبن وغيرها، ولا زالت بعض العائلات تتبادل الأطعمة وقت الافطار وهو ما يعرف بـ «السكبة» وهو سكب صحن من الطعام كل يوم للجيران والأقارب والفقراء خاصة وهي من العادات التي لا تزال حاضرة. شعائر وإنشاد تراثي مروى عن طقوس رمضان في بلدها لبنان قالت: بعد الافطار، تبدأ طقوس رمضان الدينية والدنيوية، حيث تضاء المساجد بالفوانيس والبيضاء وترفع على المآذن، ويعمد كبار المقرئين المعروفين لتلاوة القرآن ويؤديها غالباً مشايخ وأتباع الطرق الصوفية المتعددة كالمولوية والشاذلية والعمرية، كما يحرص غالبية اللبنانيين على إقامة صلاة التراويح، كذلك كان ينتشر ما يعرف بالزوايا او التكايا التي كان يزيد عددها عن الثلاثين في بيروت وهي عبارة عن مكان مخصص أيضاً لإقامة الصلاة والأذكار والاستماع إلى الأحاديث التي كان يلقيها العلماء على الحاضرين. وتمتد اللقاءات الاجتماعية إلى موعد السحور وصلاة الفجر ليعود بعدها الجميع إلى بيوتهم بعد أن ينهوا شعائرهم الدينية، أما «الخيمة» الرمضانية فهي مساحة مفتوحة للسهر بعد الافطار وقد دخلت هذه العادة في ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت المقاهي تستقبل الرواد وتستضيف فرق الانشاد التراثي التي كانت تقدم القدود الحلبية والغناء الأندلسي.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©