الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحريري: الأولوية لحكومة شراكة وكل الخيارات مفتوحة

الحريري: الأولوية لحكومة شراكة وكل الخيارات مفتوحة
2 أكتوبر 2009 02:27
أعلن الرئيس سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية التي طال انتظارها، في نهاية الاستشارات النيابية التي دامت سبعة أيام، أن كل الخيارات ما زالت مفتوحة، وأن الأولوية ستبقى لحكومة شراكة. وقال الحريري بعد لقاءين مع تكتل «التغيير والإصلاح» و«القوات اللبنانية» أمس: إنّ «السنوات الماضية أنتجت حكومات لإدارة الأزمات ولم توجد حلولا لها، والمسؤولية الوطنية تفرض علينا جميعاً البحث عن مخرج لهذه الأزمات، من هنا طرحت على الكتل مجمل التحديات التي تواجه لبنان، السياسية منها والأمنية، لا سيّما الخطر الإسرائيلي، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية، من ديون وكهرباء ومياه وبيئة ونقل، وصولا إلى الضمان الاجتماعي». وأكّد أنّ «النقاش كان جدّيًا ومسؤولا، وعزز عوامل الثقة بين القوى السياسية»، معتبرًا أنّ «هذا النقاش يؤسس للبحث في تحصين «الطائف»، وإيجاد الأرضية لقانون انتخابات عصري، واعتماد اللامركزية الإدارية، مشدّدًا على «إعطاء الأولوية لحكومة وفاق وطني، لكن الأمور تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، إذا ما عدنا إلى الجدار المسدود، ولكن سأبقى متفائلا».واعتبر أنّ «أهمّ شيء في هذه اللقاءات هو بناء الثقة المفقودة بين الفرقاء، ويجب دعم هذه الثقة، خاصة إذا كنا نتكلم بحكومة وحدة وطنية، وهذا ما حرصت عليه». وعن الطريقة الجديدة في الاستشارات، أعلن الحريري أنّه «أحبّ أن يكون هناك منهج جديد للتعاطي مع الفرقاء، لأن من سيأخذ القرار في هذه الحكومة، يجب أن يكون فعلا مسؤولاً، ويشعر أنه داخل حكومة الوفاق الوطني»، معتبرًا أنّ «فقدان الثقة خلال السنوات الأربع الماضية، كانت المشكلة الأساسية بين الأطراف، ومن هذا المنطلق، أنّ للإعلام دورا كبيرا في بناء الثقة». وأكّد الحريري وجود اجتماعات مستقبلية مع كل الفرقاء، بشكل متسارع ومتتالٍ لنشكل الحكومة، وأهم شيء هو أن لا نجعل من هذا البلد إلا ما يحلم به كل لبناني». وكان البارز في اليوم الأخير من الاستشارات، خلوة جمعت الرئيس المكلف مع رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد عون، دامت حوالي ثلث ساعة، وتلت اللقاء المطوّل بين التكتل والرئيس الحريري.وعكس عون بعد الاجتماع جواً تفاؤلياً للحل، وكشف عن لقاء ثالث مع الرئيس المكلف للاتفاق على الحقائب والاسماء لم يحدد موعده، وقال: «استكملنا المحادثات التي بدأناها خلال الأسبوع الماضي، وكانت المواضيع مدروسة جيداً، وكنا متفاهمين عليها، وإن شاء الله قريباً ندخل في المرحلة النهائية لتأليف الحكومة». وختم بالقول: «إن الموضوع كان واضحاً جداً بالنسبة للتكتل والرئيس الحريري وكنا متفاهمين». وأشار عضو التكتل النائب سيمون ابي رميا الى أن الإشكالية مع الحريري كانت في طريقة التعاطي الهامشية. وقال: «شعرنا بهواء «إيجابي» خلال اللقاء». وأكد أنه لم يتم خلال الاجتماع البحث في الحقائب والأسماء التي يمكن أن يحصل عليها التكتل في الحكومة العتيدة. ولفت إلى أن اللقاء شدد على موضوع الشراكة، وحدد التكتل للرئيس المكلف مفهومه لشراكة الوحدة الوطنية. اما النائب أنطوان زهرا فقال بعد لقاء «القوات» مع الرئيس الحريري: «إننا نعيش أزمة تطبيق نظام ودستور لا أزمة نظام، معتبراً أن مشكلتنا في محاولة البعض التنكر للإرادة الشعبية ومحاولة إنتاج سلطة تنفيذية تناقض الاستفتاء الشعبي الذي جرى في الانتخابات، مضيفا: «هذا الكلام لا يعني أننا كقوات ندعو لحكومة غالبية غير ميثاقية على العكس دائما نحن مهتمون بميثاقية الحكومة». واكد زهرا التمسك بالطائف، معتبرا أن أي تناول في أي موضوع في اتفاق الطائف لا يمكن أن يجري إلا بظروف هادئة دون أي مؤثرات إقليمية أو داخلية. وشدد زهرا على أن البلد لا يمكن أن يستمر بدون حكومة، مكررا الدعوة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف أن يستنفذوا ما لديهم من أفكار ويبادروا بتشكيل حكومة ميثاقية وإذا كان لدى البعض تحفظ على مشاركته فالبلد لا يمكن أن ينتظره، لافتا الى أن الحكومة الميثاقية تعني إشراك كل الطوائف كما اتفقنا في الطائف وليس كل التيارات والأحزاب وهذا لا يعني الدعوة إلى إبعاد أحد. وأشار الى أن القوات تطمح لأن تُمثل كما تستحق وبالنوعية التي تستحق وهذا متروك لسليمان والحريري. وعن توزير الراسبين، أشار الى أن المعارضة من عناصر اللعبة الديمقراطية والديمقراطية التوافقية لا تعني التحكم بكل مفاصل اللعبة، لافتاً الى أنه إذا تم التوافق على هذا الموضوع - ونحن لا نؤيده لأنه فيه إهانة للناخبين - فليكن التوافق في كل النواحي وليس من أجل شخص واحد وهناك العديد من الراسبين الذين سقطوا في الانتخابات وسنتمسك بطرح أسمائهم. وبدأ الرئيس الحريري فور انتهاء الاستشارات النيابية في مرحلة مراجعة شاملة لحصيلة حصاد 7 أيام من الحوار، وهو يعمل الآن على إعادة ترتيب أوراقه ودراسة كل المواقف، على أن يحمل «الثمار» الى لقاء مرتقب مع الرئيس سليمان أواخر هذا الأسبوع.وقالت مصادر الحريري لـ«الاتحاد» إن زيارة الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري لن تكون لتقديم التشكيلة الحكومية ولو على الورق، لأن للبحث في الحقائب والأسماء تتمة بحاجة الى المزيد من الوقت.ورجحت المصادر ولادة الحكومة خلال أسبوعين، وأكدت لـ«الاتحاد» بأن الرئيس المكلف يعتزم عقد اجتماعات سريعة مع ممثلين لجميع الكتل النيابية للبحث في الحقائب والأسماء قبل إدراجها على الورق وتقديم التشكيلة إلى الرئيس سليمان. ورداً على سؤال حول العقبات قالت المصادر: «إن كل الاحتمالات واردة، وهذا ما أشار اليه الرئيس المكلف، ولا يمكن الجزم رغم التفاؤل «المفرط» التي أبدته بعض الكتل خصوصاً المعارضة منها، خصوصاً وان لفريق الأكثرية بعض المواقف الملتبسة حتى الآن».وعزا النائب ميشال موسى المقرّب من رئيس البرلمان تفاؤل الرئيس بري الى وجود قناعة لبنانية بحزم الأمور، وجهد داخلي كبير إضافة الى جهد في المنطقة يزيل المعوقات من وجه اي عمل سياسي في لبنان.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©