الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النبي ألّف قلوب الناس بالحلم والعفو

30 مايو 2017 17:14
أحمد شعبان (القاهرة) جاء الإسلام بالحب مع كافة البشر، ووطد في نفوس أبنائه عدداً من المفاهيم والأسس من أجل ترسيخ هذا الخلق العظيم ليكون وحدة متينة من الأخلاق الراقية التي تسهم في وحدة الأمة ورفعتها والعيش بأمن وسلام ومحبة وتآلف، ومن تلك المفاهيم التي جاء بها الإسلام التسامح مع جميع البشر واحتساب الأجر من الله تعالى، حيث جاءت نصوص قرآنية وأحاديث نبوية لتأكيد هذه المفاهيم، وإقامة أركان المجتمع على الفضل وحسن الخلق. يقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر: وردت آيات كثيرة تحث على التسامح بين الناس قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 199»، وقال تعالى: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، «سورة النور: الآية 22». ومن سماحة الإسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم أنه ألّف حول دعوته قلوب الناس، وجعل أصحابه يفدون دعوته بأرواحهم وبأعز ما يملكون بخلقه الكريم، وحلمه وعفوه، وكثيراً ما كان يغضب غير أنه لم يجاوز حدود الكرم، ولم ينتقم صلى الله عليه وسلم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً قط بيده ولا امرأة ولا خادماً، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى، وقال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرأً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى». وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني انظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء، ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب». وقد جاء الإسلام ليقيم أركان المجتمع على الفضل والتسامح، وحسن التخلق والصفات النبيلة التي منها الصفح، والعفو، والإنسان عليه أن يبدل الإساءة إحساناً، والغضب عفواً وحلماً. والله تعالى يحب من الناس أن يكونوا إخوة كل منهم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وأن يتعاملوا بالتسامح والعدل والتعاطف والود لا بالظلم والتناحر، وأن لا يسفك بعضهم دماء بعض قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ...)، «سورة البقرة: الآية 84».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©