الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء

أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء
31 مايو 2017 14:14
أحمد محمد (القاهرة) من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ، وَالْأَعْمَالِ، وَالْأَهْوَاء»، والنبي معصوم من المنكرات معصوم من الخطايا والدنايا، فلما يستعيذ بالله افتقاراً إلى الله تذللاً له عز وجل اعترافاً بالعبودية، وفي الوقت ذاته تعليم لنا، فإذا كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ من أمور قد حفظه الله وعصمه منها، فإن ذلك في الحقيقة تعليم لنا نحن أن نحرص على هذه التعوذات. والنبي صلى الله عليه وسلم يخاف علينا من بعده شهوات الغي في بطوننا وفروجنا، البطون يعني الأكل الحرام، الفروج يعني الزنا والموبقات، فالنبي خاف على الأمة أن ينتشر فيها الحرام وأن ينتشر الزنا وما تبعه في الأمة، وخاف علينا مضلات الهوى. والمنكر ما لا يعرف حسنه من جهة الشرع أو ما عرف قبحه، يا الله أجرني من الأخلاق السيئة التي ينكرها العباد، كالحقد والحسد، والكبر والبخل والجبن، وسوء اللسان من السب، والشتم والقذف، والتعدي بالجوارح بالضرب باليد، أو الرجل، فإن الأخلاق المنكرة سبب لجلب كل شر، ودفع كل خير. والمنكر هو ما يستقبحه الشرع والعقل معا يعني ما كان مقبوحاً عند الناس وما كان مقبوحاً عند الشرع ونقدم الشرع، فكل شيء يذمه الناس ولا يرضونه يسمى منكراً، وكل شيء ذمه الشرع ولم يرضه يسمى منكراً، فنتعوذ بالله منه، ونسأل الله أن يحمينا من منكرات الأخلاق ومنكرات الأعمال ومنكرات الأهواء ومنكرات الأدواء. قال ابن حجر العسقلاني، الأهواء المنكرة هي الاعتقادات الفاسدة المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة، والأدواء، هي جمع الداء بمعنى سيئ الأسقام، و«منكرات الأخلاق»، سوء المعاملة مع الخلق، فهي ضد محاسن الأخلاق. وأعوذ الله من الأعمال السيئة، كالقتل، والزنا، وشرب الخمر، والسرقة، والبطش، والتعدي، والظلم بغير حق، وغير ذلك، «والأعمال» المراد بها هنا المعاصي، وذلك لأن كل معصية تعتبر عملاً منكراً. والأهواء جمع هوى، وهو هوى النفس، وميلها إلى المستلذات، والهوى هو ميل النفس نحو الشهوات المحرمة وانهماكها فيها، وهو الاعتقادات الفاسدة التي تخالف العقيدة التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاستعاذة كذلك من الزيغ والضلالات الفاسدة في الاعتقادات، والشبهات، فإن الشر كل الشر أن يكون الهوى يُصيِّر صاحبه باتباعه كالعابد له، فلا شيء في الشر أزيد منه، لأنه يضيع الدنيا والدين والعياذ بالله. والأدواء، جمع داء، وهو المرض، والمعنى أعوذ بك من منكرات الأسقام، والأمراض الخطيرة، مثل الجذام، والبرص، والسل، والسرطان والإيدز، وغير ذلك، فهذه كلها بوائق الدهر، وإنما استعاذ صلى الله عليه وسلم من هذه الأربع المنكرات، لأن ابن آدم لا ينفك منها في تقلبه في ليله ونهاره. وفضل الدعاء الوارد في الحديث، أنه من جوامع الأدعية، حيث اشتمل على الاستعاذة بالله من منكرات الأخلاق ومن المعاصي والأهواء المضلة، ومن سيئ الأسقام والأمراض، فينبغي للمسلم أن يحرص على هذا الدعاء، وهو من الأدعية العظيمة الجامعة، ودل على أن الأخلاق تنقسم إلى أخلاق حسنة وأخلاق منكرة، ومطلوب من المسلم أن يسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق، وأن يصرف عنه سيئها ومنكراتها. والمعاصي كلها من منكرات الأعمال، فمن عصى الله تعالى فقد عمل عملاً منكراً، ومن الأدعية التي ينبغي أن يحرص عليها المسلم أن يسأل الله أن يجنبه الوقوع في المعاصي ومنكرات الأعمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©