الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن الطليطلي..عالم الزراعة المبتكر

ابن الطليطلي..عالم الزراعة المبتكر
30 مايو 2017 17:15
أحمد مراد (القاهرة) أحد أشهر علماء النبات في التاريخ الإنساني، وأحد رموز القرن الخامس الهجري، وكان من أوائل الذين ألفوا كتباً ومصنفات في مجال الزراعة، وتنسب إليه العديد من الإنجازات العلمية في هذا المجال. هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، المعروف بابن البصّال الطليطلي، ولد وعاش ومات في مدينة «طليطلة» في جنوب إسبانيا، وسمي بابن البصال نسبة إلى عمله واشتغاله بزراعة البصل. وفي طليطلة أشرف ابن البصال على بستان المأمون أمير طليطلة، وفيه أجرى معظم تجاربه النباتية التي كانت تشتمل على مقارنة للأصناف الزراعية، ودراسة للخصائص النباتية، واستطاع أن يزرع الرمان والتين في أي وقت من السنة، كما استطاع أن يزرع من بذور اللوز، ثم ينقلها عن صفة الأرض التي زرعت فيها، وكان اهتمامه بالغاً بزراعة الرياحين، كالورد، والبنفسج، والسوسن، التي كانت من السمات المميزة لبستان المأمون، وقد وصلت مهارته إلى تشكيل أحواض الزهور بحيث تمثل باقات من الأزهار الجميلة. وخلال رحلته إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، توقف ابن البصال في مدن عدة، حيث زار أثناء ذهابه جزيرة صقلية والقاهرة، وفي طريق عودته مر بالعراق، والشام، وخراسان، وكان خلال رحلته هذه يقوم بدراسة بيئات مختلفة للنباتات، وعندما عاد إلى طليطلة علم أن بعضاً من أشجارها قد اعتراه مرض تركه شبه محترق، فقام بقطع جميع الأشجار وأحرقها في فصل الربيع حتى لم يبق منها شيء على السطح سوى الجزء المغروس تحت الأرض، ومن هذا الجزء نبتت فسائل جديدة، فأبقى منها البعض ونقل البقية إلى جهة أخرى من المدينة. اهتم ابن البصال بدراسة طبيعة التربة وأنواعها، ودراسة الأسمدة وتأثيرها على التربة، إذ استخدم أنواعاً مختلفة، منها الصناعي من الأوراق الجافة والأعشاب، وقد حذر من السماد المتخذ من زبل الخنازير والطيور المائية إذ وجده مضراً بالمزروعات، وكان يدرس خصائص كل نوع ومدى تفاعله مع الأراضي والمزروعات، كما أجرى عدداً من الدراسات على المياه وعلاقتها بالتربة، وتوصل إلى أن ماء العيون يتقلب مع الفصول، فيكون عند شدة البرد دافئاً، وعند شدة الحر بارداً، فينفع النبات. ذاعت شهرة ابن البصال في طليطلة، وكانت تأتيه المراسلات من قرطبة وإشبيلية تستفتيه في مسائل زراعية، وكان يرد عليها رد العارف بالفلاحة علماً وعملاً، يسجل كل ما يكتبه من إجابات على المراسلات التي تصله، وعكف على تنظيمها، وأضاف إليها خبراته العملية والنظرية من رحلاته، ويرجع إليه الفضل في التمييز بين علم الصيدلة الذي يعتمد على الأعشاب وعلم الفلاحة. وضع ابن البصال بعض المؤلفات والمخطوطات والمصنفات في علم الزراعة والنبات، وأشهرها على الإطلاق مؤلفاً اسماه «الفلاحة»، ويضم جميع ما يتعلق بفن الزراعة، وقد اعتمد عليه العديد من علماء الزراعة والنبات في القرون التالية له. وتوجد في مكتبة الأسكوريال بمدريد بعض نسخ من كتاب الفلاحة لابن بصال، ففي الفهرس العربي الإسباني للكتب العربية بالأسكوريال المطبوع في نهاية القرن السادس عشر، والذي نشره في مجلة الأندلس المجلد الثاني عام 1934 ذكر كتاب ابن بصال مرتين?.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©