الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مسؤولو موارد بشرية يدعون إلى تعزيز قدرات المواطنين في سوق العمل

مسؤولو موارد بشرية يدعون إلى تعزيز قدرات المواطنين في سوق العمل
30 مايو 2010 22:05
دعا خبراء ومتخصصون في مجال الموارد البشرية والتوظيف إلى تعزيز الاستثمار في تطوير قدرات ومهارات العناصر البشرية المواطنة في سوق العمل بالدولة، من خلال التركيز على توفير الحوافز والمميزات الوظيفية لضمان الاستمرارية بقطاعات العمل المختلفة. وأكدوا خلال منتدى التوطين، الذي انطلقت أعماله في أبوظبي أمس وتنظمه جامعة أبوظبي بحضور أكثر من 200 شخصية من صناع القرار وخبراء الموارد البشرية والمديرين التنفيذيين في المؤسسات والشركات المحلية، ضرورة إيجاد حلول عملية لقضية الاستمرارية الوظيفية التي باتت أحد أبرز تحديات عملية التوطين في الشركات والمؤسسات. ويقام المنتدى تحت شعار “تعزيز الاستمرارية الوظيفية عبر الاستخدام الأمثل للحوافز”. واكد أحمد شبيب الظاهري النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي لـ”الاتحاد” أهمية تدريب وتطوير العناصر المواطنة في سوق العمل، مشيرا إلى أن التوطين مطلب وطني، لكن ينبغي أن تكون العناصر المواطنة قادرة على تطوير الذات وتلبية احتياجات الوظائف، وذلك من خلال برامج تدريبية وتأهيلية. وأضاف الظاهري أن الحوافز تعطى للموظف المستحق، وعلى الموظف الذي ينتظر أو يبحث عن الحوافز الوظيفية أن يعمل من أجل الحصول عليها، وعليه أولاً المحافظة على الوظيفة حتى يحصل على الحافز الوظيفي. وقال: “الوظيفة ستحافظ على الموظف الذي يسعى دائماً إلى تطوير نفسه وتطوير أدائه”. وأضاف الظاهري: “ينبغي أن يتم توطين الوظائف بموظفين مواطنين قادرين على العطاء وعلى تطوير الذات والوظيفة لا تعطي الحوافز إلا للموظف النشط العامل والذي يسعى إلى تطوير ذاته باستمرار”. وأشار إلى أنه تم توطين أكثر من 34% من الوظائف في البنوك عام 2009، لافتاً إلى أن الإمارات سوق كبير، وهناك عدد هائل من الوظائف في القطاعين العام والخاص خصوصاً أن هناك دوائر ومؤسسات حكومية استحدثت مؤخراً، وفي الوقت نفسه هناك قلة وندرة في عدد المواطنين لشغل هذه الوظائف. وطالب الظاهري بضرورة توفير وظائف جزئية تناسب المواطنين والمقيمين وتمكن الراغبين في تحسين أوضاعهم المادية أو المهنية على الالتحاق بمثل هذه الوظائف التي يكون الالتزام فيها جزئياً وبشكل إضافي. ومن جهته، يرى علي بن حرمل الظاهري، رئيس مجلس جامعة أبوظبي التنفيذي أن خريجي جامعة أبوظبي تم توظيفهم خلال مدة لا تزيد على ستة أشهر، بواقع 92%، لافتاً إلى أن استراتيجية جامعة أبوظبي تقوم على دراسة السوق واحتياجاته من العمالة وتقديم الدراسات والاستشارات بعد ذلك لمعرفة الاحتياجات والمؤهلات التي يتطلبها من أجل توفيرها من الخريجين. وأضاف: “يتم تأهيل الخريجين ليتناسبوا مع متطلبات سوق العمل”. وأضاف ابن حرمل أن الجامعة خرجت أكثر من ألف طالب خلال الفترة الماضية، وهناك نحو 350 طالب سيتخرجون العام الجاري، مشيراً إلى أن 50% من الخريجين من المواطنين. وقال إن البرامج التأهيلية تهدف إلى تعريف المقبل على الوظيفة بأدوارها وأهدافها، من أجل إعداده لتحمل مسؤولياته الوظيفية. وأشار إلى أن القراءات الميدانية لواقع القطاعات الاقتصادية المحلية قد بينت أن دولة الإمارات قادرة على لعب دور رائد ومنافس في المنطقة وفي النظام الاقتصادي العالمي عبر الاستخدام الأمثل لمواردها الطبيعية والتي يعتبر العنصر البشري أكثرها أهمية. وقال: “اعتبرت خطط التطوير الاقتصادي للدولة وعلى رأسها رؤية أبوظبي الاقتصادية، العنصر البشري، هو الثروة الحقيقية، وأن الاستثمار في تطوير جيل قيادي متعلم وقادر على المنافسة عالمياً هو السبيل الأمثل لتحقيق اقتصاد مستدام”. وأضاف: “تنظم جامعة أبوظبي، عدداً من المنتديات بشكل دوري تقدم من خلالها حلول عملية لتطوير ودفع القطاعات الاقتصادية والمهارات الإدارية والسياسات والاستراتيجيات الإدارية الحديثة، من أهمها منتدى التوطين، حيث يشكل ضعف ثقافة التطور الوظيفي وغياب التوعية والإرشاد المهني في غالبية شركات القطاع الخاص لا سيما الشركات متعددة الثقافات، تحدياً رئيساً لقضية التوطين”. وقال: “نسعى من خلال هذا الحدث إلى بحث أحدث الاستراتيجيات لتطوير المحفزات الوظيفية في شركات القطاع الخاص والتي من شأنها استقطاب المهارات الإماراتية وتطويرها للعب دور رئيس وفعال في عملية التنمية الوطنية”. وقال عمر بامدهف رئيس شركة “سندس” للاستشارات الإدارية: “يسعى المنتدى إلى إيجاد حلول عملية لقضية الاستمرارية الوظيفية التي باتت أحد أبرز تحديات عملية التوطين في شركات القطاع، وذلك من خلال بحث سبل تطوير بيئات عمل صحية مشجعة تستقطب الشباب المواطن وتستفيد من المهارات والميول الفردية بالشكل الأمثل لتطوير أعمال الشركات”. وأضاف بامدهف: “نشكر جامعة أبوظبي على مبادرتها المهمة لتنظيم هذا الحدث الرائد والذي يمثل منصة متكامل لجميع الأطراف المعنية بعملية التوطين. وأُريد أن أركز على الدور الكبير لقيادة دولة الإمارات لدعم وإنجاح خطط التوطين ومساعدة الشركات والمؤسسات لمنح الشباب المواطنين فرص متنوعة”. وشدد بامدهف على أن الاستمرارية تعد من أبرز معوقات عملية التوطين. وعدّد مجموعة من العوامل التي تسهم في إيجاد هذا التحدي، والتي من أبرزها عدم إدارة أداء الموظفين، مبيناً أن الموظف لن يترك شركة تتيح له تحقيق طموحاته الوظيفية مهما كانت التحديات كبيرة. وأشار إلى أن التخطيط الاستراتيجي للمؤسسات يخلو من التخطيط لأداء وتطوير القوى العاملة وبحث مستقبلهم الوظيفي ضمن المؤسسة. وقال: “تغفل معظم الشركات عن قياس درجة رضى موظفيها، مع أن العلاقة مع الموظفين وقياس درجة رضاهم لا تقل أهمية أبداً عن قياس درجة رضا العملاء، فالاستماع إلى مشاكل الموظفين واقتراحاتهم يسهم بشكل أفضل في تطوير منظومة العمل ضمن الشركة وتعزيز ولاء الموظفين واستمراريتهم”. وأكد بامدهف أن إنجاح خطط وأهداف التوطين يقع بالدرجة الأولى على قيادة المؤسسات والتي يتوجب عليها إيجاد قنوات حوار واضحة مع الموظفين. وفي أول مشاركة له في منطقة الشرق الأوسط، قدم البروفيسور بوب نيلسون، خبير الإدارة العالمي وصاحب سلسلة كتب “1001 طريقة” الأكثر مبيعاً، الكلمة الرئيسة لمنتدى التوطين والتي أشار من خلالها إلى أن الدور الأكبر لإنجاح خطط التوطين يقع على عاتق الشركات. وأكد أن الاستثمار في الموارد البشرية هو المفتاح الأهم لتطوير وتنمية أعمال الشركات. وبدأ نيسلون كلمته بتأكيد ما قدمه بامدهف، بأن الحوار هو الحل الأمثل لتعزيز الاستمرارية الوظيفية، مستنداً إلى عدد من الدراسات أشارت جميعها إلى أن 99% من الموظفين يعتبرون الحوار مع إدارة الشركة أهم أولوياتهم ضمن مواقع العمل. وأوضح نيلسون أن بيئات العمل التي تتمتع بشفافية أكبر تمنح للموظف الشعور بقيمته وتحفزه بشكل أكبر لأداء المهام المرجوة منه في المؤسسة وتقديم إضافة نوعية للشركة التي يعمل بها. وقال: “تحتاج المؤسسات إلى منح مساحة أكبر من الحرية لموظفيها للتعبير عن آرائهم واقتراحاتهم كما يتوجب على المؤسسات وضع خطط تطوير الموظفين ضمن استراتيجيتها، فضلاً عن إيجاد قنوات حوار مباشرة بين الإدارة وموظفيها لاكتشاف مهاراتهم الكامنة واستغلالها بالشكل الأمثل لتنمية عمليات الشركة”. وأكد نيلسون أن بناء شخصية الموظف وإشعاره بأنه الثروة الحقيقة للمؤسسة ومنحه مساحة لأخذ المبادرات حتى وإن أدى ذلك إلى بعض الأخطاء، سيسهم بشكل كبير في تعزيز ولاء الموظفين للشركات واستقطاب المواطنين للعمل في هذه الشركات. وقال: “يجب أن تتسم العلاقة مع الموظف بمنظور طويل المدى من حيث المعاملة، الأمر الذي ينعكس على الأعمال اليومية والتفاعلات بين المدير وموظفيه”. وأضاف: “عند تفعيل وجهة النظر هذه، يصبح أكثر شيوعاً وتلقائية للمديرين التفاعل مع كل موظف لبناء علاقة مهنية متبادلة المنفعة، يحرص خلالها المدير على إدخال الموظف في سير العمل واتخاذ القرارات، وبالتالي يستطيع المدير أن يرى الأخطاء لدى كل موظف وفرص التعلم، وعند إبداء رأي صائب من قبل الموظف سينعكس ذلك على شعور المدير بالنجاح، حيث إنه ساهم في تطوير الموظف لتأدية مهام عمله بنجاح”. وتسعى جامعة أبوظبي من خلال تنظيم “منتدى التوطين” إلى إيجاد منصة متكاملة لبحث تحديات عملية التوطين في القطاع الخاص، وإيجاد حلول مناسبة تتلاءم مع خصوصية السوق المحلي، وتستقطب الخبرات العالمية في مجال إدارة الموارد البشرية وتطوير بيئات العمل واستراتيجيات المؤسسات، وتستفيد من أنجح الخبرات المحلية في مجال توطين الوظائف وإدارة الموارد البشرية. إلى ذلك، قدم المهندس فيصل الكمالي، رئيس البنية التحتية في شركة الدار العقارية والخبير في مجال التحفيز الوظيفي، عرضاً مصوراً شارك فيه الحضور بالخبرات والسياسات التي تتبعها شركة الدار لدعم وتعزيز برامج التوطين والتي تهدف إلى تشجيع مشاركة الإماراتيين في تحقيق التنمية المستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتحدث الكمالي عن برنامج الدبلوم التطبيقي في التميز القيادي “ليد” والذي تطبقه الشركة بهدف تمكين الشباب المواطنين من تطوير مهاراتهم ومعارفهم ليصبحوا قادة في مختلف قطاعات الأعمال في الدولة. واستعرض حسن الحوسني، مدير قسم تنمية القوى العاملة في “ادما”، خلال كلمته في منتدى التوطين أهمية وضع سياسة عامة للاستمرارية الوظيفية مع تقسيمها إلى وحدات صغيرة يسهل التحكم بها إدارتها يشمل ذلك، تقييم وتدريب المرشحين، وقياس الأداء بعد فترة من التدريب والتخطيط لمستقبل الموظفين ضمن المؤسسة. كما تحدث اتش أمين كارتر، مستشار أول في الاستمرارية الوظيفية في “أدكو” عن الاستمرارية الوظيفية باعتبارها المبدأ الأهم في تطوير بيئة عمل صحية وفعالة. وشملت فعاليات اليوم الأول ورش عمل تطبيقية أدارها عدد من خبراء الموارد البشرية بما في ذلك ورشة عمل حول اكتشاف المواهب الإماراتية أدارها فادي بن حيدر العطاس، مدير توظيف في شركة “سوميت”. وتتواصل اليوم الاثنين فعاليات منتدى التوطين، وتضم عدداً من الندوات وقصص نجاح لشركات إماراتية رائدة بما في ذلك “طيران الاتحاد” ومعهد إنجازات، كما سيضم اليوم الثاني ورش عمل تطبيقية تساعد المشاركين على التعرف إلى السياسات العملية لتطوير بيئات عمل محفزة. ويمثل “منتدى التوطين”، جزءاً من سلسلة منتديات التوطين التي تديرها ويشرف على إعدادها نيابة عن جامعة أبوظبي، شركة “آيم ايفنتس”، ذراع تنظيم المؤتمرات التابعة لجامعة أبوظبي، بهدف تعزيز وجود الكوادر الوطنية في القطاع الخاص بدولة الإمارات العربية المتحدة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©