الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مريم وأمها.. النذر والاصطفاء على نساء العالمين

30 مايو 2017 17:16
محمد أحمد (القاهرة) امرأة عمران.. هي والدة مريم أم المسيح عيسى عليه السلام?،? ذكرها القرآن في موضع واحد في سورة آل عمران، وفيها يخبر عن نذرها جنيناً في أحشائها لله محرراً من كل ما عدا الله، ثم يخبر عن المرأة حين وضعت أنثى وكان الغلمان هم المرغوب فيهم لمثل هذا النذر، قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، «الآية 35». يأتي الحديث عن امرأة عمران تمهيدا للحديث عن مريم، ثم عن عيسى، ويحمل إشارة إلى بعض الأشخاص والبيوتات التي اصطفاها الله عز وجل، ذلك أن لبعض هذه البيوت باعاً طويلاً في تقوى الله وفي الدعوة إلى دينه. كانت مريم ابنة عمران نموذجاً ومثلاً طيباً وقدوة في التطهر والعفاف وكريم الخلق وإخلاص العبودية لله، وحجب النفس عن مباهج الحياة وزينتها، فنشأت في بيت اصطفاه الله وكرمه على العالمين، كما وُلدت لأم صالحة زاهدة راغبة فيما عند الله، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)، «سورة آل عمران: الآية 33». بدا شأن مريم منذ أن كانت جنيناً في أحشاء أمها، حينما نذرت أمها ما في بطنها لخدمة بيت الله، وعندما وضعت حملها وجاءت أنثى، فحزنت لأنها كانت ترجو أن تلد ذكراً، وليس الذكر الذي طلبت كالأنثى، لأنها أرادت من كونه ذكراً أن يكون خادما في بيت الله، لكن الله قدر أن يكون أمر هذه الأنثى عظيماً، وأرادت أن تسميها مريم تفاؤلاً بالخير وتقرباً إلى الله وتضرعاً إليه سبحانه أن يكون فعلها مطابقاً لاسمها، وأن تصدق فيها ظنها بها، قال تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، «سورة آل عمران: الآية 36». تقبل الله تعالى مريم، بتحريرها إياها، بقبول حسن، وأنبتها في غذائه ورزقه نباتاً حسناً، وكفلها النبي زكريا زوج خالتها، وقدَّر الله كون زكريا كافلاً لها لسعادتها لتقتبس منه علماً غزيراً نافعاً وعملاً صالحاً. كان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا من الله، فيقول لها من أين لك هذا الذي لا يشبه أرزاق الدنيا وهو آت في غير حينه، والأبواب مغلقة عليك، قالت: هو من عند الله، قال تعالى: (... وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ...)، «سورة آل عمران: الآية 37». وكان ميلاد عيسى بن مريم بلا أب معجزة، وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ)، «آل عمران: الآية 42»، فقد اصطفى الله مريم على نساء العالمين وطهرها من الفاحشة وأمرها بالصلاة، وبشرها سبحانه بولادة الإنسان الذي حدث الله بأمره وأخبر به في كتبه المنزلة على أنبيائه، وجيها في الدنيا ويكلم الناس في المهد وكهلاً. ثبتت البشرى لمريم في عيسى ولم يبق لها إلا أن تنتظر وعد الله، قال الطبري: فاعتزلت من أهلها وانفردت عنهم في موضع قبل مشرق الشمس دون مغربها، فاتخذت مريم العذراء الطاهرة المكان البعيد حياء من قومها، وهي من سلائل بيت النبوة، لأنها استشعرت منهم اتهامها بالريبة، فرأت ألا تراهم ولا يروها، إلى أن جاءها المخاض، فقالت يا ليتني مت قبل هذا، فناداها الطفل الوليد عيسى الذي أنطقه الله تطيباً لقلبها وإزالة الوحشة عنها حتى تشاهد في أول الأمر ما بشرها به جبريل من علو شأن ذلك الولد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©