الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ستيني يروي قصة إنقاذه 1000 لاجئ في ليبيا

ستيني يروي قصة إنقاذه 1000 لاجئ في ليبيا
30 مايو 2017 18:36
أمضى الكابتن كارميلو كوتسولينو المكلف بحماية منصة نفطية ليبية، يومين مع أكثر من ألف مهاجر في أوضاع بائسة على متن سفينته، في مأساة غير مسبوقة يدرك أنها ستكرر على الأرجح. يروي هذا البحار الإيطالي البالغ من العمر 60 عاما في اتصال هاتفي بينما كانت سفينته تستعد للعودة إلى باليرمو في صقلية «أعمل قبطانا منذ ثلاثين عاما ورأيت مهاجرين يمرون (...) لكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها». وتشبه سفينة «فوس ثالاسا» القاطرة الحمراء التي يبلغ طولها ستين مترا، إلى حد التطابق سفينة «فوس برودانس» التي تستأجرها منظمة أطباء بلا حدود لإنقاذ المهاجرين قبالة سواحل ليبيا ونقلت الأحد حوال 1500 مهاجر إلى نابولي. لكن مهمة «فوس ثالاسا» هي القيام بدوريات حول منصة نفطية ليبية تبعد حوالى سبعين ميلا بحريا عن ليبيا. وبعد ظهر الجمعة، طلب منه خفر السواحل الإيطالي في روما إنقاذ حوالى أربعين مهاجرا، مؤكدين أن زورقين سريعين غادرا جزيرة لامبيدوسا لجلبهم. لكن مع ظهور زوارق جديدة للمهاجرين تدريجيا، حدث العكس. فقد وصل الزورقان وساعدا المهاجمين وقاما بنقلهم إلى سفينته الكبيرة، قبل أن ينطلقا للقيام بمهمة جديدة. يروي القبطان «عند الساعة 00,30 وجدت نفسي مع 1042 شخصا على متن السفينة وبينهم حوالى خمسين امرأة و15 طفلا وسبع جثث وصلت في أكياس». ولا يعرف القبطان من هم هؤلاء الموتى لكن كثيرا من المهاجرين يموتون اختناقا في قعر المراكب أو بسبب البرد أو الجفاف أو اختناقا بدخان المحروقات في هذه السفن المحملة بأكثر من طاقتها. وأبحرت سفينة حربية إيطالية لنقل المهاجرين لكن عند وصولها كانت قد امتلأت. في المجموع، تم إنقاذ أكثر من عشرة آلاف مهاجر قبالة سواحل ليبيا الأسبوع الماضي، بينهم 3400 يوم الجمعة وحده. وبما أنه لم تكن هناك أي سفينة أخرى متوفرة، اضطرت «فوس ثالاسا» للتوجه إلى صقلية. وكان الوضع أقرب إلى جحيم. فبلا مياه أو غذاء أو أغطية أصبح المهاجرون عصبيين وحتى عدوانيين. وفي مواجهتهم لا يضم الطاقم أكثر من 14 رجلا. وقال القبطان «تحصنا في الداخل». وأضاف أن الطاقم سمح للأطفال والنساء فقط بالدخول لاستخدام المراحيض في الداخل. وظهر السبت، وصلت سفينة لخفر السواحل محملة هي أيضاً بالمهاجرين، لتقديم عبوات المياه ومواد غذائية. وقد ساهمت هذه الخطوة في تهدئة بعض المهاجرين لكن توزيع هذه المواد كان محفوفا بالمخاطر. وقال الكومندان كوتسولينو «عندما كانوا يرون الطعام كانوا يلقون بأنفسهم علينا. طلبنا منهم الوقوف في صفوف لكنهم لم يفهموا». ومنعت السفينة من إنزال ركابها قبل انتهاء قمة مجموعة السبع في تاورمينا السبت، وطلب من القبطان الالتفاف حول الجزيرة ليرسو بعيد ظهر الأحد في باليرمو. استمر إخلاء السفينة «فوس ثالاموس» حتى الساعة الثالثة فجرا قبل أن يبدأ الطاقم عملية تنظيف طويلة. وذكرت وسائل إعلام إيطالية أن شرطة باليرمو أوقفت بين المهاجرين مغربيا يبلغ من العمر 39 عاما يجري البحث عنه بتهمة تهريب المخدرات، ونيجيريا (22 عاما). وقال القبطان «لا يمكننا أن نفعل ذلك». وأضاف أن «إنقاذ أشخاص في البحر وإيواء 150 شخصا وتقديم الطعام لهم إلى أن تأتي جهة ما لأخذهم، هذا يتم بالتأكيد». وأضاف «لكن إبقاء هذا العدد الهائل لمدة 48 ساعة يعني تعريض حياة الجميع للخطر: السفينة والطاقم والمهاجرون». لكن القبطان يدرك جيدا أنه مع تحسن الأحوال الجوية سيكون عليه استقبال لاجئين آخرين حول المنصة، وأن روما ستلجأ إليه بينما تكتظ السفن العسكرية والإنسانية بالمهاجرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©