السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيلة تايلند.. تعيش كالبشر!

فيلة تايلند.. تعيش كالبشر!
3 أكتوبر 2009 00:29
يفخر التايلنديون بالفيل مثل اعتزاز العرب بالخيل والجمل في منطقة الجزيرة العربية، وهو الأمر الذي يفسر وجود عشرات آلاف المجسمات والمنحوتات لحيوان الفيل في كل مكان في المملكة التايلندية، بدءاً من المطار والشوارع وحتى الحدائق التي نحتت بعض أشجارها على شكل الفيل، كما توجد في جميع المدن والقرى السياحية التايلندية حدائق خاصة بالفيلة، يزورها السياح للاستمتاع بعروض شائقة وممتعة يكتشفون فيها الذكاء الفطري لهذا الحيوان الضخم الذي يتراوح وزنه ما بين الثلاثة والخمسة أطنان، ويصل ارتفاعه إلى ثمانية أقدام، ويشكل دخلاً سياحياً كبيراً لكثرة السياح الذين يتوافدون لمشاهدة عروض الفيلة المتنوعة، أو الركوب على ظهورها للقيام برحلة داخل الغابات نظير ألف بات (حوالي 120 درهما) للساعة الواحدة. في قرية «تشان تشوتي مان» للفيلة في جزيرة «كوتشانج» الجبلية الساحرة كانت لنا وقفة مع المرشدة السياحية، ومديرة الاستعلامات بالقرية السيدة «أوفسا» التي قالت: «افتتحت هذه القرية المميزة منذ سبع سنوات، وتضم اليوم تسعة أفيال، ذكرين وسبع إناث، وهي تستجيب للنداء عند سماع اسمها، وأسماء الفيلة التسعة هي «نامبيت وبوبي ولونمي ومون ورامبو وداو وتونج بود وكامي ونانجن». وتشير «أوفسا» إلى تفاصيل مهمة في حياة الفيل فتقول: «تتراوح أعمار فيلتنا ما بين الثلاثين والخمسين سنة، وهي من الحيوانات المعمرة التي تعيش بمعدل متوسط حتى سن الثمانين والتسعين، وبعضها يعمر كالانسان حتى سن المئة والعشرين سنة، أما طعامها فيتكون من أوراق وأغصان وسيقان النباتات، مثل أوراق شجرة جوز الهند، وأوراق شجرة الأناناس، وأوراق أشجار الموز وأي نوع من الفاكهة، علماً بأن الفيل الواحد يأكل يوميا من 300 إلى 400 كيلوجرام من النباتات، ويشرب 200 لتر من الماء!» رحلات على ظهور الفيلة تتحدث «أوفسا» عن طبيعة الرحلات السياحية في القرية فتقول: «في المواسم العادية يقوم كل فيل برحلتين في اليوم، أما في المواسم السياحية القوية فيقوم بخمس رحلات يوميا، حيث يركب الزائر الفيلة ويلتقط الصور التذكارية معها ويطعمها كما يمكنه السباحة معها في النهر، أما عدد الزوار فيتراوح من عشرين إلى ثلاثين زائراً يومياً، وفي المواسم العالية يرتفع العدد ليصل إلى ثمانين زائراً، يقوم على خدمتهم عشرون موظفاً متخصصاً بالقرية التي تضم طبيباً زائراً، كما تتوفر أدوية للفيلة لعلاجها من آلام وأوجاع البطن ومشاكل الأذن والصداع تماما كالانسان، وهي تمرض بشكل خاص في فصل التزاوج الذي لا تأكل فيه وتمضي وقتها واقفة دائماً». ونسأل «أوفسا» عن المشكلات في التعامل مع الفيلة، فتؤكد: «ليس هناك مشاكل معينة مع الفيلة، ونحن نقوم باطلاق سراحها ليلا لتنام في الغابة لمدة أربع ساعات فقط، ويتم اطعامها ليلا أيضا، كما تقوم الفيلة بالاستحمام ثلاث مرات في اليوم صباحاً وظهراً ومساء، وجدير بالذكر أن فترة حمل الأنثى تبلغ سنتين، وتضع الأنثى الواحدة مولودين أو ثلاثة على الأكثر طوال حياتها، علما بأنه يوجد لدينا نوعان من الفيلة، أفريقية وآسيوية، حيث يتميز الفيل الآسيوي بأذنين صغيرتين ورأس كبير وتوجد أنياب لدى الذكور فقط، على العكس من الفيلة الأفريقية التي تتميز بوجود الأنياب لدى الذكور والإناث، كما تتميز برأس صغير وأذنين كبيرتين». رمز الملك والمملكة منذ القرن الثالث عشر اختير هذا الفيل رمزاً للمملكة، وأصبحت عظمة الملك تقاس بكمية الأفيال البيضاء التي يملكها، والملك الحالي راما الحادي عشر يملك منهـا أحد عشر فيلا وهي أكبر مجموعة تجمعت لملك على الإطلاق، وتسعى أبحاث الاستنساخ المتقدمة نسبيا في تايلاند لاستنساخ هذا النوع النادر من الأفيال، ولكي يكتسب هـذا الفيل قدسيته ويصبح مؤهلا للدخول في مجموعة الملك عليه أن يمر بالعديد من الاختبارات للتأكد من خصائصه الجسدية والسلوكية، ويجب أولا التأكد من سبعة أماكن في جسد الفيل تشمل العينين والأظفار والخرطوم والشعر والحافة الخارجية للأذن والذيل والخصيتين، كما تلاحظ كيفية تنظيف الفيل لطعامه قبل تناوله، وكيف يثني ركبتيه عندما يستعد للنوم؟ وتأخذ هذه الملاحظات عاما كاملا قبل أن يسمح للفيل بالدخول للحظائر الملكية، وعندما يتم قبول الفيل يقام احتفال ضخم ويتم تزيين الفيل بأجمل الثياب لعرضه على الجمهور، الذي يحتشد لرؤيته وسط حضور كبار الرهبان لغسله بالماء المقدس.
المصدر: كوتشانج، تايلند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©