تضم توفالو تسع جزر، وتقع في منتصف المسافة تقريباً بين أستراليا وهاواي، يبلغ عدد سكانها نحو 12000 نسمة ومساحتها تبلغ 10 أميال مربعة من الأراضي، ولا ترتفع أعلى نقطة فيها سوى 14.7 قدم فوق سطح البحر، ولا تعلو معظم أراضيها سوى 3.2 قدم فوق علامة المد، وهي تعتبر ثاني أقل دولة ارتفاعاً عن مستوى سطح البحر بعد جزر المالديف، غير أنها قلقة من ارتفاع مياه المحيط الهادئ الذي سيصاحب ارتفاع درجات حرارة الكرة الأرضية - حسب تكهنات خبراء البيئة.
سبق أن طمست مياه المحيط العاتية عدداً من الجزر الأصغر في توفالو. كما تسببت المياه المالحة المتسربة داخل التربة في صعوبة نمو المحاصيل في بعض الأماكن. ويعتبر التوفاليون بذلك أول لاجئين في العالم بسبب المناخ. وقد أعلنت توفالو أخيراً عزمها الاعتماد بنسبة مئة في المئة على الطاقة المتجددة بحلول عام 2020. وتأتي هذه الخطوة الرمزية الكبرى عشية المحادثات التي ستناقش فيها الدول المعنية اتفاقية تعقب بروتوكول كيوتو (علماً بأن توفالو لا تصدر سوى القليل جداً من غازات التدفئة).
تدرك توفالو جيداً أنها ستتأثر إن عاجلاً أو آجلاً بتبعات القرارات التي ستتخذها الدول الكبرى والغنية فيما يخص مسألة المناخ، وهي تأمل أن تحث هذه الدول على التوجه نحو التقليص الفعلي لانبعاثات غازات التدفئة.
وقامت توفالو حتى الآن بتركيب ألواح الطاقة الشمسية فوق سطح أكبر مجمع رياضي في الدولة والتي تمد عاصمتها فونافوتي بخمسة في المائة من احتياجاتها من الكهرباء.
منظومة الطاقة الشمسية هذه التي تبرع بها اتحاد شركات كهربائية يسمى (إي 8) خفضت استهلاك توفالو من الديزل بنحو 17000 لتر خلال 14 شهراً، وقلصت بصمتها الكربونية بما يوازي 50 طناً. وهناك فوائد أخرى منها تقليل احتمالات انسكاب الديزل في البحار المحيطة بالجزر.
تعزم توفالو أن تقوم خلال هذا العام بتركيب منظومة طاقة شمسية تبلغ قدرتها 46 كيلووات بمساعدة الحكومة الإيطالية، ولإكمال مشروعها قدرت توفالو أنه تلزمها استثمارات تزيد على 20 مليون دولار أميركي لتحقيق هذا الغرض.
(ينشر بترتيب خاص مع ذي كريستيان ساينس مونيتور)
عدد اليوم
